في كل مرة أعود من الحرب
أفقد شيئًا من جسدي
في أول هدنة
قلت
"القهوة أجمل الآن
خسرت أصابعي لكني ربحت حتمًا
هذه الهدنة على سبيل المثال"
وفي الحرب الثانية
سقطت أسناني
لكن مكان الأصابع نبتت أظافر حادة
استطعت أن أخمش وجه العدو
لكن جسدي امتلأ بندوب كثيرة
والهدنة كانت مرة وماسخة
وفي الحرب الثالثة
قلت
"هذه المرة لن يحتمل جسدي
يجب أن أهرب أو أنتصر"
لكن روحي لانت في اللحظة الأخيرة
وانتصر الخوف مرة أخرى
ربما صار صوتي أعلى
ربما تشبثت أظافري بجلده فترة أطول
لكن جسدي صار خريطة ممزقة
وقلبي فتته الهزائم
*
شيء ما تغير
لكنك لا تستطيع تحديده
أو لمسه
الشرخ الذي بدأ منذ زمن
ثم تجمد الزمن ذاته حوله
ربما سيقول الآن كلمته
ربما ستقف الآن
منتصبًا وصامدًا
خوفك
يصير نصلًا
"في عينك يا ولد
في عينك يا صائد
في عينك يا فخ"
شيء ما تغير
ربما لن يلحظه أحد
ربما لن تلمسه أبدًا
ربما لن تقف
منتصبًا وصامدًا
لكن شيئًا سيحدث
هذا ما أعرفه الآن.
اقرأ/ي أيضًا: