18-يوليو-2024
ستارمر بين رئيس المجلس الأوروبي والرئيس الأوكراني خلال القمة

(AP) يريد ستارمر أن يكون دور المملكة أكثر نشاطًا على المسرح العالمي

يجتمع زعماء المجموعة السياسية الأوروبية (EPC) في قصر بلينهايم الريفي في مدينة أكسفورد الإنكليزية، اليوم الخميس، في قمة من المتوقّع أن تخيّم عليها المخاوف بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستظل حليفًا موثوقًا به إذا ما فاز الرئيس السابق، دونالد ترامب، بولاية ثانية، وفقًا لوكالة "أسوشيتد برس".

واستقبل رئيس وزراء المملكة المتحدة المنتخب حديثًا، كير ستارمر، نحو 45 من قادة دول المجموعة الأوروبية لمناقشة قضايا الهجرة وأمن الطاقة والتهديد الذي تمثله روسيا، في إطار سعيه لاستعادة العلاقات بين المملكة المتحدة وجيرانها في الاتحاد الأوروبي بعد أربع سنوات من الشقاق.

يبدو كما لو أن سوناك نظّم الاجتماع

وقال ستارمر أمام اجتماع المجموعة السياسية الأوروبية إنّ المملكة المتحدة تخطط للقيام بدور أكثر نشاطًا على المسرح العالمي، خاصة عندما يتعلق الأمر بحرب أوكرانيا ضد الغزو الروسي، وعصابات تهريب البشر التي تنظم الهجرة غير النظامية.

يريد ستارمر أن يكون دور المملكة أكثر نشاطًا على المسرح العالمي، خاصة عندما يتعلق الأمر بحرب أوكرانيا ضد الغزو الروسي، وعصابات تهريب البشر

وأخبر ستارمر زملائه القادة أنّ المملكة المتحدة في ظل حكومته ستكون: "صديقًا وشريكًا، مستعدًا للعمل معكم، وليس جزءًا من الاتحاد الأوروبي، بل جزءًا كبيرًا من أوروبا"، وأضاف: "لا نركّز على الاختلافات بيننا، بل على القيم التي نتشاركها".

واعتبر ستارمر أنّ مهمة المجموعة الأولى تتمثّل بـ: "تأكيد دعمنا الثابت لأوكرانيا، والتوّحد مرة أخرى خلف تلك القيّم التي نعتز بها، والقول إنّنا سنواجه العدوان على هذه القارة معًا"، مشيرًا إلى أنّ التهديد الروسي: "يصل إلى حد كبير في جميع أنحاء أوروبا".

وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، ضيفًا رئيسيًا في الاجتماع الذي يهدف إلى حشد دعم أوروبا للدفاع عن بلاده، ومناقشة سبل الدفاع عن الديمقراطية.

وتتهم المملكة المتحدة موسكو بالسعي إلى تقويض الديمقراطيات الأوروبية من خلال الهجمات الإلكترونية والتضليل والتخريب.

وكان زعيم المحافظين، ريشي سوناك، رئيسًا للوزراء عندما وافقت بريطانيا في وقت سابق من هذا العام على عقد القمة التي تستمر يومًا واحدًا، وتعني هزيمته في انتخابات الرابع من تموز/يوليو أنّ ستارمر هو من رحّب بالقادة في قصر بلينهايم، وهو منزل على الطراز الباروكي كان مسقط رأس رئيس وزراء بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية، ونستون تشرشل.

وقالت جيل روتر، وهي زميلة أبحاث بارزة في معهد الأبحاث الحكومية، إن الاجتماع: "مناسبة مفيدة للغاية لكير ستارمر، لأنها تمنحه الفرصة للتعرّف على الكثير من القادة الأوروبيين"، وأضافت: "يبدو الأمر كما لو أن ريشي سوناك نظم له الاجتماع".

فرصة لإعادة بناء العلاقات مع الاتحاد الأوروبي

وتشمل قائمة الضيوف المستشار الألماني أولاف شولتس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ.

ويُعد هذا الاجتماع الرابع للمجموعة الأوروبية التي دعى إلى تأسيسها الرئيس الفرنسي، وتم إطلاقها لأول مرة كمنتدى للدول خارج وداخل الاتحاد الأوروبي في 2022، بعد أن أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى شعور أوروبا بفقدان الأمن.

وتأمل المملكة المتحدة أن تكون هذه القمّة هي الأفضل حضورًا حتى الآن، على الرغم من بقاء رئيسة الاتحاد الأوروبي، أورسولا فون دير لاين، بعيدًا في الوقت الذي تكافح فيه لتأمين فترة ولاية ثانية كرئيسة للمفوضية الأوروبية، كما لم يحضر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.

وتهدف حكومة يسار الوسط برئاسة ستارمر إلى إعادة بناء العلاقات مع الاتحاد الأوروبي التي توترت بسبب سنوات من الجدل حول شروط انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، وقالت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية إنّ ستارمر يريد مراجعة صفقة بوريس جونسون التجارية "الفاشلة" بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ستارمر مع القادة الأوروبيين خلال القمة

ووفقًا لـ"بوليتيكو"، فإن مستشار الحكومة البريطانية السابق، والذي يشغل الآن منصب المدير المساعد في هيئة الأوراق المالية والبورصة "نيوجيت" في المملكة المتحدة، آلي رينيسون، أوضح أنّ: "هناك بعض المفاجأة في أنّ بروكسل يبدو أنّها وضعت الكرة في ملعب حكومة حزب العمال الجديدة لتحريك الأمور إلى الأمام مع الاتحاد الأوروبي".

وأضاف أنّ الاجتماع يعد: "فرصة مثالية للاتحاد الأوروبي لإظهار التزامه بالتعاون مع بقية أوروبا في السياسة الخارجية والأمنية، والتي يحتاجها بصراحة لتعزيز مكانته كلاعب رئيسي قادر على معالجة التحديات الجيوسياسية، ليس أقلها ما يتعلق بأوكرانيا، في ضوء الأحداث الأخيرة في الولايات المتحدة".

لكنه اعتبر أيضًا أنّه: "ليس هناك وقت للعبة القط والفأر حول من يتحرك أولًا"، وتابع: "لقد تجاوزنا خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الآن".

وتتمثل الأولويّة الرئيسية للاتفاقية الأمنية الجديدة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، والتي يأمل ستارمر في إبرامها قريبًا. وقال رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، لدى وصوله: "نحن واثقون من أنّه سيتم فتح فصل جديد مع المملكة المتحدة".

وتخطط المملكة المتحدة للعمل بشكل أوثق مع وكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون في مجال إنفاذ القانون "يوروبول" ضد تهريب البشر، كجزء من الإجراءات لتعزيز أمن الحدود بعد قرار ستارمر بإلغاء خطة المحافظين المثيرة للجدل، والتي نصّت على إرسال المهاجرين الذين يصلون إلى المملكة المتحدة عبر البحر إلى رواندا.

شبح الانتخابات الأميركية يخيّم على القمة

ومن المرجح أن تدور العديد من النقاشات حول الولايات المتحدة، حيث سلطت محاولة اغتيال ترامب، المرشح الجمهوري للرئاسة، في عطلة نهاية الأسبوع، الضوء على مدى حمى واستقطاب السياسة قبل موعد انتخابات الرئاسة الأمركية في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

ولطالما أثارت شكوك ترامب بشأن حلف شمال الأطلسي قلق حلفاء الولايات المتحدة، وقد أدى اختيار ترامب للسيناتور، جي دي فانس، المعارض للمساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا، لمنصب نائب الرئيس، إلى زيادة المخاوف بشأن العلاقة بين دول المجموعة الأوروبية والولايات المتحدة إذا ما فاز ترامب بانتخابات الرئاسة.

من المرجح أن تدور العديد من النقاشات حول الولايات المتحدة حيث سلطت محاولة اغتيال ترامب الضوء على مدى حمى واستقطاب السياسة قبل انتخابات

وقال رئيس الوزراء الهولندي، ديك شوف، إنّه: "يتعيّن على الدول الأوروبية أن تقف على أرجلها أكثر من أي وقت مضى".

وقد ردّد العديد من القادة الآخرين هذا الشعور، ولكن ليس رئيس الوزراء المجري الموالي لروسيا، فيكتور أوربان، الذي أثار حفيظة دول الاتحاد الأوروبي الأخرى بسلسلة من الاجتماعات مع الزعماء الأجانب حول أوكرانيا، بما في ذلك الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. وقال أوربان إن فوز ترامب سيكون :"أفضل خبر للجميع لأنه رجل الشعب".

وكانت وكالة الأنباء الفرنسية قد نقلت عن سوزي دينيسون، وهي باحثة في مركز "المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية"، أنّه: "لم تكن الأشهر القليلة الماضية صعبة جدًا بالنسبة للأوكرانيين من حيث تطور الصراع (مع روسيا) فحسب، بل يخيّم أيضًا شبح الانتخابات الأميركية المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر على المناقشات الأوروبية بشأن الطريقة التي يجب أن تتحمّل من خلالها مسؤوليتها" تجاه كييف في حال تراجع الولايات المتحدة عن ذلك.