- إلى محمود عوّاد الذي أتقنت على يده تعاليم الطيران بساقٍ واحدةٍ
وحده اللحم المحظور جديرٌ باكتشاف شعريّة العواء
أليس كذلك يا أظافر ألن غينسبرغ؟
ثمّة ما ينبغي الإعلان عنه
هو أنّني لم أعقد صداقةً مع أحدٍ من عظماء الأدب والفنّ والفلسفة
إلّا بعد تعرّفي على أسرار أظافرهم
دليل ذلك أنّني قرأت جيل دولوز بعد إعجابي بأظافره الإلهية
فحتّى في الحياة غالبًا ما يحدث هذا معي
فمن لا تعجبني أظافره
أنفر منه ولا أطيق عالمه، مثلًا أنّني جاهرت بكرهي لإليوت بسبب أظافره النظيفة
واقتربت من جيل البيت لأظافرهم المتسخة والقذرة، بصراحة الأظافر هي معياري الثابت في الصداقة
والقراءة.
صور الموتى المعلّقة على حائط حجرتي
هي غربانٌ بمناقير مقصوصةٍ
أيّها الله ما رأيك لو تفرّغت لثانيةٍ واحدةٍ
فنتخيّل سويّةً إنسانًا يحدّق 24 ساعةً في غرابٍ منقاره مقصوصٌ
إنسانًا بلا أظافر سحليةً من دون ذيلٍ
في القبر تصير الأظافر نملًا
توغل في نهش جلدها ولحمها
مثلما تفعل الحياة
الذّكريات أظافر الموتى
كلما قلّمت تضاعف طولها أكثر من السابق
أبي الذي مات بأصابع منقوصةٍ
منذ موته وإلى الآن
وأنا أحكّ جلد أيّامي بأظافره
صور الموتى أظافر أيضًا
عندما ننام تنزل من الحائط
تحكّ جلد العائلة بموتٍ جديدٍ
في ذاكرة الجلد البشريّ
التوابيت أظافر الله
حادةٌ مثل عظمةٍ مكسورةٍ لكلبٍ ملعونٍ
ومثل خاتمٍ ثمينٍ
اعتدت على انتزاع أظافر الأحبة عند موتهم
والاحتفاظ بها جيدًا
حين أشتاق إليهم أنهش بها جلد حياتي
أيّها الله متى
تقلم أظافرك الأبدية
فليس ثمة جلدٌ يحتمل قساوتها
للساعة أظافر أيضًا
على الموت أن لا ينسى هذا أبدًا
أحيانًا عندما
أهرب من محمود عوّاد
بهيئة أوساخٍ أختبئ تحت أظافري
*الشعر وجهة نظر الموتى بالحياة، أو شيء من هذا القبيل
القبور أصابع تمثال رجل يدّعى الله
المقبرة صحنٌ جدّ واسع
الموتى ملاعق
يتناول بها الأحياء ذكرى موتاهم
في هذا الصحن
نلتقي بالكثير من الفواكه
فالأطفال فاكهة الحياة بحسب جدتي
فواكه تعقّم بالبخور، وتغسل بماء الورد
أليس الإنسان فاكهةً نادرةً؟!
تزرع في اللحم والثياب وتقطف وتؤكل تحت التراب
هذا الصحن الوحيد في العالم
فواكهه مخلوقةٌ من لحمٍ
ربما اشتهى الدود ذلك
فلبى الله طلبه بموت الإنسان
ثمة من يقول بأنّ المقبرة مرحاضٌ كبيرٌ
أيعني أن القبور خراء الملائكة!!؟
خراءٌ تجمدّ من برودة ثرثرة الموتى
فما يحدث للخراء
يحدث للقبور بفعل الزمن
وبين هدمٍ وتفسخٍ
يتمدّد النمل بكرنفاله الأبديّ
*إلى مياه
هاموت: فلتذهبي للجسد الأوّل
أوفيليا: فلتذهب للجسد الثاني
الاثنان: فلنذهب للجسد الثالث
عاليًا
عاليًا
في التراب
ببساطة هذا هو الجنون وأحيانًا يكون هو "شجرة بو" التي اعتكف فيها الإنسان ليكتب بجسده تعاليم الصخرة.
اقرأ/ي أيضًا: