07-نوفمبر-2024
لبنان بعلبك

فرق الدفاع المدني تبحث عن ناجين تحت الأنقاض عقب غارة للاحتلال استهدفت بلدة برجا اللبنانية (روترز)

ساعات قليلة فصلت الإعلان رسميًا عن فوز دونالد ترامب في سباق انتخابات الرئاسة الأميركية، وحملة التصعيد العسكري لجيش الاحتلال الإسرائيلي التي استهدفت مختلف الأراضي اللبنانية، بما في ذلك الضاحية الجنوبية لبيروت، التي استهدفها بأكثر من 12 غارة جوية في أقل من 10 ساعات، كان أعنفها في الساعة الواحدة من بعد منتصف ليل اليوم الخميس، سُمع صداها في جميع أنحاء العاصمة اللبنانية.

سلسلة من إنذارات الإخلاء التي أصدرها المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، أمس الأربعاء، تطلب من سكان الضاحية الجنوبية إخلاء منازلهم، وذلك بالتزامن مع كلمة الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، قبل أن تتوسع بعد منتصف الليل لتشمل منطقة الأوزاعي التي استهدفها بثلاث غارات عنيفة، فضلًا عن أحياء أخرى بالضاحية.

وتسبب الإنذار بحالة هلع بين الأهالي الذين سارعوا في النزوح من الأوزاعي، مما أدى إلى أزمة سير خانقة في منطقة الرملة البيضا في كورنيش بيروت وسط العاصمة، فيما قالت تقارير صحفية إن إحدى الغارات التي استهدفت الأوزاعي كانت على بعد نحو 100 متر من مطار رفيق الحريري الدولي، وبحسب ما نقل موقع "العربي الجديد" عن مصدر في المطار، فإن الغارة تسببت بـ"أضرار طفيفة".

ساعات قليلة فصلت الإعلان رسميًا عن فوز، دونالد ترامب، بسباق انتخابات الرئاسة الأميركية، وحملة التصعيد العسكري لجيش الاحتلال الإسرائيلي التي استهدفت مختلف الأراضي اللبنانية

وفي الوقت الذي واصل جيش الاحتلال شن غاراته التي استهدفت قرى ومدن جنوب لبنان، قال محافظ بعلبك الهرمل، بشير خضر، في تدوينة محدثة على منصة "إكس"، أمس الأربعاء، إن جيش الاحتلال شن نحو 40 غارة جوية استهدفت مناطق من بعلبك، وأسفرت هذه الغارات وفقًا للوكالة الوطنية للإعلام عن سقوط ما لا يقل عن 50 شهيدًا، وأكثر من 60 جريحًا.

وأضاف خضر في تدوينة أخرى أن صاروخ إحدى الغارات التي استهدفت المدينة سقط "داخل موقف السيارات التابع للقلعة، وأضرار كبيرة بحي المنشية الأثري، ولم يتم الكشف على القلعة بعد لمعرفة اذا ما كان هناك اضرار بداخلها"، من جانبها قالت الوكالة اللبنانية إن إحدى الغارات "دمرت مبنى المنشية التراثي"، فضلًا عن تسببها بـ"أضرار كبيرة في المرافق السياحية والأبنية والمؤسسات ومحال بيع التحف والهدايا".

وفي رصد لمهام الإنقاذ التي نفذها الدفاع المدني اللبناني منذ يوم أمس الأربعاء حتى صباح اليوم الخميس، نجد أن الغارات التي نفذها جيش الاحتلال شملت مناطق مختلفة في لبنان، مع التركيز بشكل أساسي على مدن وبلدات بعلبك الهرمل، بالإضافة إلى ضاحية بيروت الجنوبية، بحسب الوكالة اللبنانية.

وجاء هذا التصعيد بعد فترة من الهدوء الحذر الذي شهدته الضاحية الجنوبية، بعد وقت قصير من كلمة قاسم التي أكد فيها أن حزب الله كان يستعد منذ عدوان عام 2006 "بكل أشكال الاستعداد تدريبًا وتسليحًا وعديدًا وإمكانات في المجالات المختلفة، لأننا نتوقع هذه النتيجة التي وصلنا إليها".

وتابع قاسم مضيفًا "كنا نتوقع أن تحصل الحرب في يوم من الأيام، لذلك استعدينا، ونحن اليوم بحالة دفاعية لمواجهة العدوان والأهداف التوسعية التي أرادها الاحتلال"، مشيرًا إلى أن الحزب يملك القدرة على الدخول في حرب استنزاف مع جيش الاحتلال.

وفي السياق، صادق مجلس الوزراء اللبناني، أمس الأربعاء، على الاعتمادات الخاصة بتطويع 1500 عسكري في الجيش اللبناني، وتأتي هذه الخطوة في سياق التزام حكومة تصريف الأعمال اللبنانية بتنفيذ القرارات الدولية، والتي يأتي في مقدمتها القرار الأممي رقم 1701.

ونقل موقع "العربي الجديد" عن أوساط وزارية قولها إن: "هذه الخطوة تأتي تأكيدًا للنيات اللبنانية الجدية بالتزام القرار 1701، الذي تعتبره الحكومة أساسًا لتحقيق الاستقرار على المدى الطويل في الجنوب، وحجر الزاوية لضمان الأمن فيه"، موضحًا أنها "تمهيدية لتعزيز دور الجيش جنوبًا، خصوصًا في مرحلة ما بعد الحرب، حيث سيكون له دور محوري إلى جانب قوات الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفيل) لضمان الأمن والاستقرار".

وكان حزب الله قد أعلن عبر قناته الرسمية على "تليغرام"، أمس الأربعاء، دخول صاروخ "فاتح 110" الخدمة للمرة الأولى، وهو من الصواريخ التي يصل مداها إلى 300 كم، وذلك عقب استهدافه بهجوم مركب قاعدة تسرفين قرب من مطار بن غوريون جنوب تل أبيب بصلية من الصواريخ النوعية، مما أدى إلى خروج المطار عن الخدمة لبعض الوقت.

وقالت هيئة البث العبرية "كان 11"، أمس الأربعاء، إن جيش الاحتلال بحث مع أجهزة الأمن إعلان انتهاء الاجتياح البري للبنان، إلا أنه "قرّر تجميد الإعلان"، مرجعة السبب إلى إحراز تقدم في مفاوضات إطلاق النار، وأن الإعلان سيكون "بعد التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار، وفقًا للمعايير التي حددها المستوى السياسي، وهيئة الأركان العامة"، وفق قولها.

وارتفع عدد الشهداء جراء العدوان المتواصل على لبنان منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى أكثر من 3050 شهيدًا وشهيدة، وإصابة أكثر من  13,658 آخرين، فيما سُجل نزوح أكثر من 1.3 مليون لبناني من مدن وبلدات جنوب وشرق لبنان، فضلًا عن الضاحية الجنوبية لبيروت ومخيمات اللجوء الفلسطيني المحاذية للضاحية.