21-يوليو-2024
يخشى بعض الإسرائيليين فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية القادمة

(Getty) يخشى بعض الإسرائيليين فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية القادمة

تنظر أوساط إسرائيلية - ضمن المجتمع المدني الإسرائيلي وجماعات الضغط اليهودية - بكثير من الشك والقلق لاحتمال فوز ترامب في انتخابات الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر القادم. وقد عبّر مقال نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن هذه المخاوف، حيث حاولت كاتبة المقال أن تُظهر كيف أن فوز ترامب سيكون وبالًا لا على الإسرائيليين فحسب، ولكن أيضًا على الأميركيين والفلسطينيين حسب ما يدعيه المقال.

سيناريو كارثي ليهود أميركا

 ترى ديبرا شوشان، مديرة السياسات في حركة "جيه ستريت"، وهي منظمة يهودية موالية لإسرائيل، أن فوز الرئيس السابق دونالد ترامب بولاية ثانية رفقة نائبه جي دي فانس هو سيناريو ينذر بكارثة للإسرائيليين والفلسطينيين، وللأمن القومي الأميركي، وللأميركيين اليهود والأقليات الأخرى، وللديمقراطية نفسها.

وذهبت شوشان إلى حد اعتبار أنّ المتحدثين في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري بمدينة ميلووكي في ولاية ويسكونسن، الأربعاء الماضي، كانوا "يتلاعبون بعقل" اليهود الأميركيين، وذلك حين زعمت النائبة إليز ستيفانيك أن: "ترامب سيعيد القيادة الأخلاقية إلى البيت الأبيض، ويدين معاداة السامية، ويقف بقوة مع إسرائيل والشعب اليهودي".

ردّ المقال المنشور على "هآرتس" ضعف تأييد يهود أميركيين للرئيس دونالد ترامب إلى سبب "وجيه"، وهو أن رئاسة ترامب السابقة شكّلت تهديدًا عميقًا لليهود والأقليات الأخرى

وبحسب مقال "هآرتس"، فإن مواقف ترامب وتوجهاته تعكس خلاف ذلك، ومن بين الأدلة التي قدمتها كاتبة المقال على صحة ادعاءاتها أن ترامب، الذي يريد الحزب الجمهوري أن يصوره على أنه حامي اليهود وإسرائيل، صوّت له أقل من ربع اليهود الأميركيين في عامي 2016 و2020. ومن المستبعد أن يصوت له أكثر من ذلك النصاب في انتخابات الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر الرئاسية.

وردّت الكاتبة ضعف تأييد يهود أميركيين للرئيس السابق لسبب "وجيه"، وهو أن رئاسة ترامب السابقة شكّلت تهديدًا عميقًا لليهود والأقليات الأخرى، وهنا من الضروري لفت الانتباه إلى عدم موضوعية مقارنة وضع اليهود كأقلية في أميركا بوضع الأقليات الأخرى على غرار السود والمسلمين والهنود واللاتينيين. فالأقلية اليهودية تهيمن على قطاعات حساسة في عالم المال والأعمال والإعلام، وتشكل إيباك أكبر وأقوى لوبي ضغط في الولايات المتحدة الأميركية.

وأوردت الكاتبة شوشان أمثلةً مما اعتبرتها أدلة على مواقف ترامب الباعثة على خوف اليهود من "الترامبية" وعودتها للحكم، مثل استخدامه استعارات معادية للسامية، واتهامه لـ"أي يهودي يصوت للحزب الديمقراطي" بأنه كاره لدينه ولا يدين بالولاء لإسرائيل.

ويتهم مقال "هآرتس" نائب ترامب، السيناتور جيه دي فانس، الذي وصفته الكاتبة بـ"السيناتور المبتدئ"، بالتناقض ومحاولة إخفاء وجهه الحقيقي. فعلى الرغم من أنه يروج لشعار "أميركا أولًا مع استثناء إسرائيل"، صوّت ضد المساعدات العسكرية الإضافية لإسرائيل بعد هجوم "حركة حماس" على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وفي مقارنة بين ترامب وبايدن، قال مقال "هآرتس" إن المرشح الجمهوري منهمك في "تعظيم ذاته"، وذلك على النقيض من الرئيس الأميركي جو بايدن: "الذي أظهر التزام أميركا تجاه إسرائيل بالمساعدة والدعم العسكريين، ولم يدخر أي جهد دبلوماسي لتأمين إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين ووقف إطلاق النار".

ترامب ونتنياهو

وكتأكيدٍ لمزاعمها، أوردت الكاتبة تصريحًا لجون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق لترامب، قال فيه إن الرئيس السابق: "يتخذ مواقفه على أساس مصلحته الشخصية، وليس على نظرية متماسكة للأمن القومي".

كما لفت المقال إلى أن ترامب لم يُظهر اهتمامًا كبيرًا بالأسرى الإسرائيليين لدى "حركة حماس"، وأنه ليس من الواضح إذا ما كان سيختار، أو سيكون قادرًا على تنسيق دفاع متعدد الجنسيات عن إسرائيل، مثلما فعل بايدن عندما هاجمتها إيران في نيسان/إبريل الماضي.

وفيما يتعلق بالقدرة على ترويض نتنياهو، اعتبرت شوشان في مقالها أنّ هناك احتمالًا ضعيفًا في أن يتمكن الرئيس السابق من كبح جماح أعضاء الائتلاف المتطرف في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذين يروجون للحرب ضد "حزب الله" اللبناني.

فلسطينيًا.. السماح بضم الضفة وارتكاب المزيد من الفظائع

وفيما يخص الموقف من الفلسطينيين، يؤكد المقال أن عهدة ترامب الثانية حال فوزه ستكون كارثيةً على القضية بكل المقاييس، حيث إن وضعهم المتردي أصلًا سيزداد سوءًا، يضاف إلى ذلك أن ترامب: "لم يتعهد برسم خطوط حمراء بشأن حرب إسرائيل في قطاع غزة"، وإن كان الرئيس السابق يروج لنفسه بأنه سينهي جميع الصراعات التي أشعلها سوء إدارة بايدن سواءً في أوكرانيا أو في غزة.

كما نوه المقال إلى أن فانس، المرشح لمنصب نائب الرئيس، وصف المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة بأنها "غبية"، مشيرًا إلى أن هناك احتمالًا ضئيلًا في أن يقدم ترامب مساعدات - خاصةً دفع المبالغ اللازمة للمساهمة في إعادة إعمار القطاع - نظرًا إلى سجله في معاقبة الفلسطينيين بقطع الإغاثات الإنسانية عنهم.

وحذر المقال في "هآرتس" من أن إدارة ترامب وفانس القادمة، حال فازا بالانتخابات، تنذر بالسماح لإسرائيل بضم الضفة الغربية، وفق الخطط التي تسير على قدم وساق في ظل حكومة نتنياهو.

التطبيع

فيما يخص عملية التطبيع بين إسرائيل وبعض الدول العربية، تؤكد كاتبة المقال أن فريق ترامب سعى إلى ذلك كوسيلة لإبقاء الفلسطينيين في وضع متدن، وإبعاد الإيرانيين، مشيرةً إلى أن النتيجة كانت "كارثيةً"، وتجلت في هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.