الترا صوت – فريق التحرير
قال موقع ذا هيل الأمريكي إن المناظرة الأولى التي أجريت الثلاثاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن تمهيدًا لانتخابات الرئاسة الأمريكية في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر القادم، طغت عليها "الإهانات الشخصية"، لافتًا إلى أن المناظرة لخصت ما أصبح السباق الانتخابي عليه من "فوضى سيئة"، وهو توصيف أجمعت عليه غالبية الصحف الأمريكية بوصف المناظرة بشكل عام على أنها "فوضوية".
أجمعت غالبية الصحف الأمريكية على وصف المناظرة الرئاسية بين دونالد ترامب وجو بايدن بشكل عام على أنها "فوضوية"
فقد هاجم بايدن خصمه ترامب خلال المناظرة بوصفه "كاذبًا، ومهرجًا"، كما وصفه في بعض الأوقات بأنه أسوأ رئيس عرفته الولايات المتحدة، قبل أن يطلب منه قائلًا في لحظات أخرى "اخرس يا رجل"، في حين شكك ترامب خلال المناظرة بالحالة العقلية لبايدن خلال الأشهر الماضية، قبل أن يعيد إثارة قضية هانتر بايدن نجل جو بايدن، متهمًا إياه بأنه استغل منصب والده عندما كان نائبًا للرئيس باراك أوباما لمصالح شخصية.
اقرأ/ي أيضًا: الجمهوريون يعارضون تصريحات ترامب حول رفضه تسليم السلطة سلميًا
كما تطرق ترامب كذلك لأسباب تسريح بايدن الابن من الجيش بسبب تعاطيه لمادة الكوكايين المنشطة المحظورة عالميًا، قبل أن يرد عليه المرشح الديمقراطي بالقول إن بايدن الابن "مثل كثير من الناس الذين تعرفونهم في منازلكم، عانى من مشكلة تتعلق بالمخدرات. وقد تغلب عليها"، ووفقًا لمجلة بوليتيكو الأمريكية فإن ترامب كثف مجهوده في المناظرة للنيل من اسم بايدن الابن، حتى أنه استغرق دقائق للرد على اتهامات بايدن الأب له بتشويه سمعة أفراد الجيش.
فقد اعتمد ترامب في المناظرة وفقًا لـ"ذا هيل" على نتائج التقرير الذي توصل إليه أعضاء الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ بخصوص تعاملات بايدن الابن الاقتصادية خارج البلاد، والذي صدر قبل أقل من أسبوع من موعد المناظرة، وهو ما اعبتره الديمقراطيون محاولة جديدة من الرئيس الجمهوري للتأثير على الناخبين، حيث وصف التقرير تعاملات بايدن الابن مع الشركة الأوكرانية بأنها "إشكالية".
وكان الديمقراطيون الذين يسيطرون على الكابيتول هيل قد قادوا تحقيقًا يهدف إلى مساءلة ترامب تمهيدًا لعزله من منصبه العام الماضي، واستند التحقيق على شكوى تفيد بأن ترامب طلب من نظيره الأوكراني فولدومير زيلينسكي إعادة فتح التحقيق المرتبط بعلاقة بايدن مع شركة الغاز الأوكرانية، ووصفت خلاصة تحقيقات الكابيتول ترامب بأنه حاول استغلال منصبه للحصول على مكاسب شخصية، قبل أن يبرئه الجمهوريون الذين يسيطرون على مجلس الشيوخ من التهم الموجهة إليه.
ووفقًا للموقع الأمريكي فإن ترامب أمضى عديد الساعات مع حلفائه لسوق مزاعم بخصوص اعتماد بايدن خلال المناظرة على سماعة أذن لمساعدته في الإجابة على الأسئلة، فضلًا عن طلبه خضوع بايدن لفحص تعاطي المخدرات، غير أنه ليس من الواضح أن ادعاءات ترامب ستؤثر على قرار الناخبين، في ظل الأزمة الاقتصادية والصحية التي تواجهها الولايات المتحدة متأثرة بالتداعيات السلبية لفيروس كورونا الجديد.
وكانت أحدث استطلاعات الرأي قد أظهرت تقدم بايدن في معظم الولايات المتأرجحة، إذ أظهر استطلاع للرأي أجري في ولاية بنسلفانيا تقدم بايدن بفارق تسعة بالمائة من النقاط على حساب ترامب، كما سجل تقدمًا بفارق ثمانية بالمائة في ولاية ميشيغان، وفارق 10 بالمائة في ولاية ويسكونسن، إضافة لخمسة بالمائة في ولاية أوهايو حيث نظمت المناظرة، في حين سجل ترامب تقدمًا بفارق أربعة بالمائة في ولاية فلوريدا، وواحد بالمائة في ولاية أريزونا.
من جهتها أشارت مجلة نيوزويك الأمريكية في معرض تعليقها على المناظرة إلى أنه في الوقت الذي كان يفترض أن يركز المرشحان على برنامجهما الانتخابي في عديد القضايا، والتي لخصتها باختيار قاضٍ للمحكمة العليا بدلًا من القاضية الليبرالية روث بادر غينسبورغ التي توفيت في وقت سابق من الشهر الجاري، بالإضافة لأزمة فيروس كورونا التي أثرت على الاقتصاد، وقضايا العنصرية التي أدت لاحتجاجات عنيفة على المستوى الوطني في الولايات المتحدة، فإنهم اختاروا بدلًا من ذلك قضاء معظم وقتهم في ترديد "من فضلك توقف عن المقاطعة".
في حين أشارت شبكة ABC نيوز الأمريكية إلى استخدام المسؤول عن إدارة المناظرة كريس والاس جملة "سيدي الرئيس.. دعه يجيب" لأكثر من مرة خلال إدارته للنقاش بين السياسيين الأمريكييّن، وعلقت على مقطع مصور نشر عبر حسابها الرسمي على منصة تويتر للتواصل الاجتماعي بالقول "استغرق الأمر بضعة دقائق حتى تحولت المناظرة الرئاسية الأولى إلى فوضى"، وهو ما أشارت إليه بوليتيكو في تقريرها قائلة إن المسؤول يئس من إدارة المناظرة التي اضطرته لتكرار جملة "أيها السادة" طوال الوقت.
لكن يبقى أكثر الفصول إثارة في المناظرة حين رفض ترامب إدانة "التفوق الأبيض" ممثلًا بمجموعة براود بويز (Proud Boys) اليمينية، مطالبًا بايدن بإدانة مجموعة أنتيفا اليسارية، ليرد عليه بايدن بالقول مصححًا "أنتيفا فكرة وليست منظمة"، قبل أن يشير لتفاعل براود بويز مع تصريحات ترامب عبر منصاتهم الخاصة للتواصل الاجتماعي، واصفين تعليقات ترامب بأنها "تاريخية".
يبقى أكثر الفصول إثارة في المناظرة حين رفض ترامب إدانة "التفوق الأبيض" ممثلًا بمجموعة براود بويز (Proud Boys) اليمينية
والجدير بالذكر أن مناظرة الثلاثاء التي عقدت في كليفلاند في ولاية أوهايو، هي الأولى من بين ثلاث مناظرات سيتم تنظيمها بين الرئيس الجمهوري ومنافسه الديمقراطي، على أن تكون المناظرة الثانية في ميامي في ولاية فلوريدا منتصف الشهر القادم، وبعدها بأسبوع تعقد المناظرة الثانية في ناشفيل في ولاية تينيسي، في حين أنه من المتوقع تنظيم مناظرة بين نائب الرئيس الجمهوري مايك بنس، ونائبة المرشح الديمقراطي كامالا هاريس في سولت ليك سيتي في ولاية يوتا خلال الأسبوع الأول من الشهر القادم.