04-فبراير-2024
مدرسة تابعة للأونروا طالها القصف الإسرائيلي

(Getty) مدرسة تابعة للأونروا طالها القصف الإسرائيلي

وصف المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، اليوم الأحد، قرارات الدول المانحة تعليق تمويلها للوكالة بأنها متهورة وغير عقلانية.  

وأكد لازاريني في حوار مع مجلة "فايننشال تايمز" البريطانية، رغبة الحكومة الإسرائيلية بالقضاء على الوكالة التي يرى أن التخلص منها أصبح هدفًا من أهداف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لافتًا إلى أن هذه الأهداف لن تتحقق بالنسبة إلى قادة دولة الاحتلال دون القضاء على الوكالة.

أما بشأن المزاعم الإسرائيلية بمشاركة 12 موظفًا من وكالة "الأونروا" في عملية "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، فقد قال المفوض العام إنه يأخذ هذه المزاعم على محمل الجد، لكنه أكد أن "إسرائيل" لم تقدّم أي دليل على مزاعمها.

قال لازاريني إن القضاء على وكالة "الأونروا" أصبح هدفًا من أهداف الحرب الإسرائيلية على غزة

وتساءل لازاريني عما إذا كانوا يدفعون: "ثمن ارتفاع صوتنا في لفت الانتباه إلى محنة الناس في غزة، وإلى هذه الكارثة الإنسانية التي تتكشف أمام أعيننا؟"، مشيرًا إلى أنه: "ربما يكون هذا قد ساهم في توجيه الانتقادات أو تسريعها أو تضخيمها".

وشدّد على أن "الأونروا" ستظل موجودة طالما أنه ليس هناك حل سياسي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود، كما أنه لن يكون هناك بديل للخدمات التي تقدّمها نظرًا: "لقدرتها وفهمها للنسيج الاجتماعي والقوى العاملة وحتى المصداقية".

أما بشأن ماذا سيحدث إذا اختفت الوكالة، فقال لازاريني إنه: "حتى لو اختفت الأونروا، فإن وضع اللاجئ يبقى. ومن الناحية السياسية، لا يزال هؤلاء الأشخاص يحتفظون بوضعهم كلاجئين"، مؤكدًا أن ذلك لن يتغيّر بإلغاء "الأونروا".  

وأوضح أنه سيبقى في منصبه لأطول فترة ممكنة، متحديًا المطالب الإسرائيلية باستقالته، حيث قال إنه سيستمر في منصبه طالما أنه يعتقد أنه مستمر في "دعم الناس" و"إيصال صوت اللاجئين الفلسطينيين".

وتتعرّض وكالة "الأونروا"، منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إلى هجوم مستمر من قِبل المسؤولين الإسرائيليين بلغ ذروته بادعاء مشاركة موظفيها في عملية "طوفان الأقصى"، ما دفع الولايات المتحدة و14 جهة مانحة إلى تعليق تمويلها للوكالة رغم عدم ثبوت صحة تلك الادعاءات، وفي وقت تقدّم فيه مساعدات حيوية لأكثر من مليوني فلسطيني في غزة.

ويدّعي المسؤولون الإسرائيليون بأن كتب الوكالة المدرسية تشيد بـ"المقاومة العنيفة" للاحتلال الإسرائيلي، وأن العديد من موظفيها نشروا تصريحات إما معادية للسامية أو مؤيدة لـ"حركة حماس" على وسائل التواصل الاجتماعي، عدا عن مزاعم جيش الاحتلال باستخدام منشآتها لمهاجمة جنوده، وذلك بهدف تبرير استهدافه لها.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لوفد من سفراء الأمم المتحدة إن "الأونروا" مخترقة بالكامل من قِبل "حماس". وأضاف: "إن العديد من الاتهامات الكاذبة والتي لا أساس لها، والتي تم توجيهها ضدنا في لاهاي، تم توجيهها من قبل مسؤولي الأونروا".

ويعتزم لازاريني السفر إلى دول الخليج العربية في محاولة لتأمين تمويل طارئ للوكالة، التي سبق أن أكد أنها ستضطر إلى وقف عملياتها مع حلول نهاية شباط/فبراير الجاري بسبب تعليق التمويل.