الترا صوت – فريق التحرير
في الثاني من أيار/مايو 2013 نفّذت مليشيات طائفية موالية للنظام السوري مجزرة في قرية البيضا بريف بانياس على الساحل السوري، راح ضحيتها 325 مدنيًا، بحسب إحصائيات المرصد السوري لحقوق الانسان، وكان من بين الضحايا 36 طفلًا و28 امرأة.
في الثاني من أيار/مايو 2013 نفّذت مليشيات طائفية موالية للنظام السوري مجزرة في قرية البيضا بريف بانياس على الساحل السوري، راح ضحيتها 325 مدنيًا
وبمرور الذكرى الثامنة لمجزرة البيضا جدّد نشطاء حقوق الإنسان الدعوة إلى محاسبة النظام السوري على ارتكاب المجزرة وغيرها من المجازر التي ارتكبت بدوافع طائفية. وفي هذا الصدد جدّد بيان للمرصد السوري لحقوق الإنسان "دعوته للمجتمع الدولي بالتحرك وتقديم مرتكبي المجزرة وجميع قتلة أبناء الشعب السوري وعلى رأسهم نظام بشار الأسد إلى المحاكم الدولية وإنزال أشد العقوبات بحقهم".
اقرأ/ي أيضًا: مع اقتراب موعد انتخابات النظام السوري.. فيتو أمريكي واستنكار أوروبي
أما الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية فقد أصدر بيانًا دعا فيه "وسائل الإعلام العربية والعالمية والنشطاء بتحريك هذا الملف وإلقاء الأضواء باستمرار على جرائم النظام، ووضع النظام العالمي أمام نتائج أفعاله وعواقب عجزه عن أي رد فعل أمام سجل رهيب من الإجرام والإرهاب الذي مارسه النظام طوال عشر سنوات".
وفي تفاصيل المجزرة التي تمكنت تقارير حقوقية من توثيقها قال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إن قوات النظام وعناصر الشبيحة والميليشيات الطائفية اقتحمت قرية البيضا بريف بانياس وارتكبت فيها "مجزرة مروعة جرى خلالها قتل النساء والأطفال والرجال بأبشع الطرق ليتم بعد ذلك حرق عشرات الجثث في مجزرة خلفت أكثر من 260 شهيدًا غالبيتهم من الأطفال والنساء".
واستمرت المذبحة حتى صبيحة الرابع من أيار/مايو 2013، وقال تقرير لهيومن رايتس ووتش حينها أن عشرات الجثث تكدّست في الشوارع وأُحرقت، كما تحدثت المنظمة الحقوقية عن "صعوبة توثيق أعداد وأسماء الضحايا، وأورد شهادات عن تصفية عائلات بكاملها وإحراق للبيوت والسيارات ونهب لممتلكات السكان".
وحول أسباب المذبحة في قرية البيضا التي يقطنها مسيحيون ومسلمون تذكر المصادر وقوع اشتباك بين مجموعة منشقة عن جيش النظام السوري واجهت مصادفة دورية للجيش على طريق يبعد عن القرية نحو تسعة كيلومترات، وأردت المجموعة المنشقة عناصر النظام بين قتيل وجريح، "فشن النظام حملة عسكرية شرسة على البلدة بدأها بالقصف المدفعي العنيف للأحياء "السنية"، قبل أن يتم اقتحام البلدة من قبل مئات المسلحين الموالين للنظام السوري من القرى المجاورة".
وتضيف مصادر أخرى أن المجزرة ارتُكبت ميدانيًا بقيادة الملازم الأول علي وجيه شدود، قائد الدفاع الوطني ببانياس، الذي كان جميع عناصره ممن استقدمهم من مدن وقرى محافظتي اللاذقية وطرطوس، وقد قتل في اشتباكات مع فصائل المعارضة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2013.
بمرور الذكرى الثامنة لمجزرة البيضا جدّد نشطاء حقوق الإنسان الدعوة إلى محاسبة النظام السوري على ارتكاب المجزرة
الائتلاف السوري اختتم بيانه بالقول إن: "جهود وقف الإجرام وملاحقة ومحاسبة المجرمين يجب أن تأخذ إطارًا دوليًا وعاجلًا، خاصة وأن ملايين الوثائق والشهادات والأدلة والتقارير تجمع على مسؤولية النظام عن آلاف الجرائم التي وقعت في سوريا طوال عشر سنوات".