في السوق

 يفوح في سيارة الأجرة حديث بعبق الغربة

ثمة صوت يحيي رماد سمعي..

أنفاسكِ الغائبة تلهبُ رقبتي..

 السوق هو السبيل الوحيد إلى الهروب..

 على مفترقِ الطرقِ تنتهي كل المواعيد

 في الزحامِ يأكلُ الشوقُ قلبي ويتجشأ

******

أرسبُ دائمًا في اختبارات الصبر

لا أجيد ابتلاع جرعات الزمن بين الممرات

أطحن الدقائق، أحرق متجر الساعات

أعلنُ حربًا على الوقت..

 أشعل أعواد الثقاب

 أحرق كل الأبواب..

******

 في السوق متجر حلي

 في متجر الحلي ينزوي مانيكان يشبهكِ

 شفافة أنتِ من بلاستيك مقوى..

عندما لمحتكِ لجمت ثورتي

 وأسقطت فوهة غضبي..

 ******

 في متجرِ الحلي أعلنتُ هدنةً مع النفس

 فتشت عن قلبكِ في ذاك الجوف الفارغ

 صدركِ يصدر صريرًا ناعمًا

 أثقب شفتيكِ المثقلات بالأحمر

 أقترب من أذنيكِ أكثر وأكثر..

 أحدثكِ، وأسأل ثم أسأل.

أظنكِ تسمعين شيئًا وأكثر؟.

*******

في السوق لا شيء حي سواكِ.. 

 رغبة إكمال المشوار تناثرت عند أقدام المانيكان

 الابتعاد عنكِ محض عبث..

 أنتِ في السوق.. أنا لم أمت

أغني..

أرقص ..

********

يصبح التانغو مملًا حين لا يحتضني ذراعكِ المكسور 

 لا يستفز مشاعر الجمهور 

لا عليكِ من هستيريا الجنون

وحماقة شوقي الملعون

من تشبيهي..

من وصفي..

من حربي

من قصفي

من لعنة الفراق

والشوق للعناق

تلك تفاصيل احتضاري

تلك بقايا أشعاري

*********

أنتِ في السوق..

السوق قبلة العشاق

طوق نجاتي من الاحتراق

في متجر الحلي، أصلي عشقًا

أرتل آيات الجمال جهرًا..

أتعوذ من شيطان الفراق..

أنطق كفرًا:

حي على الرحيل ..

أجمع نفسي بعد انتهاء الموسم

ثم أرحل

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

قاموس لنساء المنفى

صغيرًا في بلاد.. كبيرًا في أخرى

مثل مذاق كونشيرتو