تحل اليوم الذكرى الـ36 للانتفاضة الفلسطينية الأولى التي اندلعت عام 1987، واستمرت حتى عام 1993. وتُعد اليوم تجربة فريدة في تاريخ النضال العالمي، وحدثًا فارقًا في تاريخ ومسار القضية الفلسطينية.
انطلقت شرارة الانتفاضة من مخيم جباليا شمال غزة، واستمرت في التصاعد حتى وصلت إلى بقية الأراضي الفلسطينية المحتلة. ففي الثامن من كانون الأول/ديسمبر 1987، اصطدمت ناقلة دبابات تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي بسيارة فلسطينية ما أدى إلى استشهاد 4 عمّال.
وفي اليوم التالي، خلال تشييع الشهداء، انطلقت تظاهرات عفوية في مخيم جباليا سرعان ما امتدت إلى بقية قطاع غزة ومنه باتجاه الضفة الغربية والقدس. وقد أخذت الانتفاضة أشكالًا متعددة، كالإضرابات العامة، وإلقاء الحجارة على قوات الاحتلال، والإضرابات التجارية، ومقاطعة المنتجات الإسرائيلية، والعصيان المدني، وغير ذلك.
ردّ الاحتلال الإسرائيلي على الانتفاضة بالقمع عبر وسائل مختلفة، حيث أطلقت قواته على المتظاهرين الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي، وفرضت حظر تجوال في غزة والضفة الغربية، وشنّت موجة اعتقالات واسعة، ناهيك عن إغلاق المدارس والجامعات.
وفيما يلي وقفة مع 5 كتب عن الانتفاضة الفلسطينية الأولى.
1- بلاد على أهبة الفجر
يتناول الباحث الفلسطيني أحمد عز الدين أسعد في كتابه "بلاد على أهبة الفجر: العصيان المدني والحياة اليومية في بيت ساحور" (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2021)، تجربة العصيان المدني في بلدة بيت ساحور، شرق مدينة بيت لحم، خلال سنوات الانتفاضة الفلسطينية الأولى في عام 1987.
قدّم الكتاب تحليلًا شاملًا لأوضاع البلدة وأحوال سكانها خلال تلك الفترة، ودراسة معمقة في أدوات العصيان المدني التي قاموا بتطوريها، والأساليب المختلفة التي خلقوها للتصدي للهجمات الضريبية الإسرائيلية، وذلك بالإضافة إلى تحليل مظاهر العصيان استنادًا إلى مقابلاتٍ شخصية أجراها المؤلف مع عشرات الأفراد من أهالي البلدة، الذين كانوا شهودًا على ما حدث خلال تلك الفترة.
2- انتفاضة 1987: تحوّل شعب
يضم كتاب "انتفاضة 1987: تحوّل شعب" (مؤسسة الدراسات الفسلطينية، 2020) تقديم وتحرير روجر هيكوك وعلاء جرادات، أوراق بحثية ومداخلات وشهادات قُدّمت خلال مؤتمر عقدته مؤسسة الدراسات الفلسطينية في عام 2017 بمناسبة الذكرى السنوية الثلاثين لانطلاقتها.
يُقدّم الكتاب رؤى سياسية وثقافية واجتماعية متنوعة ومتعدّدة الأبعاد للانتفاضة، ويتناول مواضيع ومسائل مختلفة تتعلق بها، مثل خلفياتها، وأشكال المقاومة، والقيادة الموحدة والتنظيمات الإسلامية، ودور منظمة التحرير الفلسطينية فيها إلى جانب ظهور "حماس" ودورها، ناهيك عن أنماط التعبئة، وتحوّلات السياسات الإسرائيلية تجاه الأرض والسكان، والأبعاد الاقتصادية، وغير ذلك. ما يجعل من الكتاب مساهمة بالغة الأهمية لفهم الانتفاضة بصفتها محطة فارقة وأساسية من تاريخ فلسطين والشرق الأوسط.
3- الشعب الفلسطيني في الداخل
يتألف كتاب "الشعب الفلسطيني في الداخل: خلفيات الانتفاضة السياسية والاقتصادية والاجتماعية" (مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1990)، من 13 بحثًا يتناول فيها كُتّابها أوضاع الفلسطينيين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والديموغرافية كذلك في الأراضي المحتلة عام 1948، إضافةً إلى الضفة الغربية وقطاع غزة.
ومن خلال تناولهم ما سبق، يسلط مؤلفو الكتاب الضوء على خلفيات الانتفاضة الفلسطينية الأولى بأبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، في محاولة لفهم أسبابها واستشراف تداعياتها ومآلاتها.
4- شعارات الانتفاضة
في كتابهما "شعارات الانتفاضة: دراسة وتوثيق" (منشورات فلسطين المسلمة، 1994)، يقدّم إبراهيم محمد وطارق محمد دراسة في شعارات الانتفاضة الفلسطينية الأولى بوصفها إحدى أبرز مظاهرها، ووسيلة الفلسطينيين آنذاك للتعبير عن أهدافهم وطموحهم وتطلعاتهم.
وألقى المؤلفان الضوء على بداية نشوء ظاهرة الشعارات مع بداية الوعي الثوري الفلسطيني مطلع عشرينيات القرن الفائت، وتناولا اتجاهاتها ووظائفها وطرق توظيفها من قِبل الفصائل الفلسطينية، وخصائصها وأساليبها الفنية ناهيك عن دراسة الموقف الإسرائيلي منها. وقد أكد المؤلفان أن الكتاب إسهام صغير في فهم الانتفاضة التي حملت الشعارات همّها.
5- الانتفاضة الثورية في فلسطين
يتناول خالد عايد في كتابه "الانتفاضة الثورية في فسلطين: الأبعاد الداخلية" (دار الشروق، 1988) الأبعاد الداخلية للانتفاضة الفلسطينية، أي: "خلفيتها، قواها الاجتماعية والسياسية، احتياطها البشري، القوى المضادة لها محليًا، وخصوصًا الطاقات الكامنة فيها، المرشحة للتفجير"، وفق ما جاء في تقديمه.
ويقدّم الكاتب الفلسطيني، في الوقت نفسه، قراءة نقدية في مسار الانتفاضة وحركتها الداخلية. وقد أشار في تقديمه إلى أن الكتاب هو: "حصيلة متابعة دؤوبة لمختلف المصادر: المكتوبة والشفوية، العربية والأجنبية".