لا تزال أصداء قرار ترامب بشأن القدس، وتداعياته، مستمرة، ولعل من آخرها إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عزم بلاده نقل سفاراتها في فلسطين إلى القدس المحتلة "قريبًا"، وفق ما نقلت صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير لها ننقله لكم مترجمًا بتصرف في السطور التالية.
بعد أيّام من إعلان عددٍ من قادة المنطقة، الاعتراف بالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اعتزام بلاده افتتاح سفارة تركية في فلسطين بالقدس الشرقية، في مواجهةٍ لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمةً للاحتلال الإسرائيلي.
أعلن الرئيس التركي أردوغان، عزم بلاده افتتاح سفارة لدى فلسطين في القدس المحتلة قريبًا، ردًا على إعلان ترامب بشأن القدس
جاء ذلك بعد أيّام من قمة منظمة التعاون الإسلامي التي دعا لها أردوغان في تركيا، ردًا على قرار ترامب بشأن القدس، والذي أنهى به عقودًا من السياسة الخارجية الأمريكية التي حاولت أن تُبقي الأوضاع في القدس المحتلة على ما هي عليه، على أن تكون محورًا للمفاوضات من أجل السلام في المنطقة.
اقرأ/ي أيضًا: "فيتو" أمريكي يُفشل قراراً أممياً ضد إعلان ترامب
وفي خطاب ألقاء أمام أعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم بتركيا، تحديدًا في مقاطعة كرمان جنوبي تركيا، قال أردوغان، إن القنصلية العامة للبلاد في فلسطين، ومقرها القدس، يُمثّلها بالفعل سفير، مُضيفًا: "إن شاء الله سنفتتح سفارتنا رسميًا هناك قريبًا".
ورغم أنّه من غير الواضح كيف يُمكن تنفيذ ذلك في حين تُسيطر إسرائيل احتلالًا على كامل القدس، وباتت أكثر تبجحًا بعد القرار الأمريكي باعتبار المدينة المُحتلة عاصمة لإسرائيل؛ إلّا أنّ وعد أردوغان في ذاته يُمثّل تصعيدًا في مواجهة قرار ترامب، لم يسبقه إليه أحدٌ من قادة المنطقة.
وقد كانت القدس ولا تزال المدينة المقدسة لدى المسلمين والمسيحيين على حدٍ سواء، وهي تمثل صميم الصراع العربي الإسرائيلي على مدار عقود.
يمثل إعلان أردوغان افتتاح سفارة تركية بفلسطين في القدس، تصعيدًا في مواجهة إعلان ترامب، لم يسبقه إليه أحد من قادة المنطقة
وبعد احتلال القدس الغربية في 1948، بقي الجانب الشرقي من المدينة، والذيم يضم مُعظم المقدسات الإسلامية والمسيحية، وعلى رأسها المسجد الأقصى، في حوزة العرب، قبل أن تضمه إسرائيل للأراضي المحتلة عام 1967، في إطار مساعيها لإعلان كامل القدس عاصمة للدولة اليهودية، الأمر الذي حققه لها بدرجةٍ ما إعلان ترامب الأخير المُخالف لإجماع كافة المجتمع الدولي، إذ إن السفارات الأجنبية بإسرائيل، تقع في تل أبيب، إقرارًا بوضع القدس كأرضٍ مُحتلة من قبل القوات الإسرائيلية.
اقرأ/ي أيضًا: تقدير موقف: قرار ترامب إعلان القدس عاصمة لإسرائيل: الدوافع والمعاني والآفاق
هذا وقد اعتبر كثيرون، فلسطينيون وغيرهم، بما في ذلك بيان القمة الإسلامية، أن إعلان ترامب بشأن القدس، بمثابة إسقاط لدور الولايات المتحدة كوسيط في عملية السلام بالمنطقة، فضلًا عن كون الإعلان تستتبعه تداعيات كارثية خاصة بالعالم والمنطقة، وكذا الولايات المتحدة التي تعزلها عن محيطها العالمي ودورها الدولي، سياسات الرئيس الأمريكي المحسوب على اليمين المتطرف.
وفي مقابل إعلان أردوغان، ومبادرته بالدعوة لقمة إسلامية، يبزغ من الجنوب إلى تركيا، دورٌ مناقض، يعمل في الخفاء رغم افتضاح أمره، متمثلًا في التحركات السعودية التي كشفت تقارير وعديد المصادر المُطّلعة، أنّها تصب منذ في قرار ترامب منذ ما قبل الإفصاح عنه.
إذ كشفت تقارير عن مصادر مُطّلعة، بينها مسؤول فلسطيني رفيع المُستوى، مُحاولة ولي العهد السعودي والحاكم الفعلي للبلاد محمد بن سلمان، إجبار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، على القبول بما أسماها الخطة البديلة، والتي تقضي بإقامة دولة فلسطينية منزوعة السيادة على أرضٍ صغيرة تتمثل في قطاع غزة فقط، مع التنازل في المقابل عن باقي الأراضي المحتلة بما فيها القدس والضفة للجانب الإسرائيلي. وعرض ابن سلمان على عباس للقبول بهذه الخطة 10 مليارات دولار أمريكي.
رغم الانتقاد المتحفظ لقرار ترامب، إلا أن تقاريرًا عن مصادر مُطّلعة تكشف الدور السعودي في التمهيد لإعلان ترامب بشأن القدس
يُذكر أنّ عرض ابن سلمان هذا، قد سبق إعلان ترامب بشأن القدس، والذي رغم الانتقاد المتحفظ عليه من قبل الجانب السعودي، إلا أنّ وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، صرح عقبه بأنّ الولايات المتحدة لا تزال "وسيطًا نزيهًا" في عملية السلام بالمنطقة.
اقرأ/ي أيضًا:
السفير السعودي يهدد الجزائريين لتضامنهم مع القدس
صورة كاملة للصفقة الكبرى.. هكذا سعى ابن سلمان للاعتراف بالقدس والضفة لإسرائيل