فيروس كورونا يعرقل انتخابات الديمقراطيين
في انتخابات أول أمس الثلاثاء سجل السيناتور السابق فوزًا في الانتخابات التمهيدية متفوقًا على سيناتور فيرمونت في ولايات فلوريدا بـ40 بالمائة، وبأكثر من 22 بالمائة في إلينوي، وأخيرًا بما يزيد على 12 بالمائة في إريزونا، فيما أبلغت اللجنة الوطنية الديمقراطية بتأجيل الانتخابات في ولاية أوهايو الصناعية، بعدما أعلن حاكمها الجمهوري مايك ديواين حالة الطوارئ في الولاية بسبب تفشي فيروس كورونا الجديد في ظل حديث مسؤولي القطاع الصحي فيها عن وجود قرابة مائة ألف شخص غير مكتشفة إصابتهم.
اقرأ/ي أيضًا: ليلة الثلاثاء الكبير.. الوسطيون يقودون بايدن لصدارة المرشحين الديمقراطيين
وتسبّب انتشار وباء كورونا في أرجاء الولايات الأمريكية بتسجيله حتى الأربعاء أكثر من ستة آلاف إصابة، بتأجيل الانتخابات التي كان مقررًا تنظيمها في وقت لاحق من الشهر الجاري في ولايات جورجيا ولويزيانا وماريلاند وكنتاكي، لتكون بذلك انتخابات ولاية ويسكونسن أقرب محطة للديمقراطيين حيث من المقرر تنظيمها يوم 7 نيسان/أبريل القادم.
تسبّب انتشار وباء كورونا في أرجاء الولايات الأمريكية بتسجيله حتى الأربعاء أكثر من ستة آلاف إصابة، بتأجيل الانتخابات التي كان مقررًا تنظيمها في وقت لاحق من الشهر الجاري في ولايات جورجيا ولويزيانا وماريلاند وكنتاكي
ومن المتوقع أن تتأثر انتخابات الديمقراطيين التمهيدية بتدابير الصحة العامة التي تفرضها السلطات الصحية في الولايات الأمريكية إلى جانب الأزمة الاقتصادية متأثرين بتفشي الفيروس التاجي، وطالب رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية توم بيريز الولايات التي لديها انتخابات في وقت لاحق بعدم التأجيل، في مقابل العمل على أن يكون التصويت عن طريق البريد لضمان عدم عرقلة الانتخابات التمهيدية في المستقبل.
لكن إصرار اللجان الديمقراطية على تنظيم الانتخابات في الولايات الثلاثة قوبل بانتقادات من قبل واحد على الأقل من فريق ساندرز الاستشاري، فقد اعتبر ديفيد سيروتا أن الديمقراطيين الذين "وبخوا" الجمهوريين على تجاهلهم تحذيرات العلماء المرتبطة بالأزمة المناخية، قاموا بتجاهل تحذيرات العلماء من تنظيم الانتخابات رغم تفشي الوباء المميت بدلًا من تأجيلها ليتم الاقتراع عبر البريد، بالأخص بعد حالة التخبط الذي شهدته مكاتب الاقتراع في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي.
بايدن يوسع فارق المندوبين لأكثر من 290 مندوبًا
في العودة إلى انتخابات الثلاثاء، يمكن ملاحظة التحول الكبير الذي شهده السباق الديمقراطي منذ نهاية شباط/فبراير الماضي، عندما كان ينظر إلى السيناتور الاشتراكي على أنه المرشح الأوفر حظًا لمنافسة ترامب، لكن الحال انقلب بشكل دراماتيكي عندما فاز بايدن بانتخابات كارولينا الجنوبية بفارق يتجاوز 25 بالمائة جعلته يقفز للمرتبة الثانية بفارق ثمانية مندوبين عن المتصدر ساندرز حينها.
وبعد كارولينا الجنوبية كان يوم الثلاثاء الكبير الذي قفز ببايدن فيه إلى صدارة المرشحين، مدعومًا بذلك بما قدمته المؤسسة الديمقراطية على مستوى الولايات المتحدة أولًا، وحصوله على دعم المرشحين (بيت بوتجيج، إيمي كلوبوشار، مايكل بلومبيرغ) الذين انسحبوا من السباق الانتخابي ثانيًا، وحتى الآن حقق بايدن الفوز في 16 ولاية من أصل 21 ولاية نظمت فيها الانتخابات.
ويحتاج أي من المرشحين لـ1991 من أصل 3979 مندوبًا ليفوز بترشيج مؤتمر الحزب الديمقراطي في تموز/يوليو القادم، ويملك بايدن حتى الآن 1180 مندوبًا في مقابل 884 مندوبًا لساندرز متقدمًا بذلك بفارق 296 مندوبًا، مما يجعل إمكانية تجاوزه من قبل سيناتور فيرمونت صعبة إن لم تكن مستحيلة، حيثُ يتعين عليه الفوز بفارق 30 بالمائة بمعدل متوسط في الانتخابات التمهيدية القادمة، إضافةً لأن أي هزيمة قادمة قد تجعله حسابيًا خارج السباق نظرًا لبقاء 42 بالمائة من المندوبين غير موزعين على المرشحيّن.
وكان التطور الإيجابي الأهم في حملة بايدن الانتخابية حصوله على قرابة 60 بالمائة من إجمالي المندوبين في انتخابات الثلاثاء الكبير، وما تلاها من انتخابات نظمت في الأسبوعين اللاحقين لها، فقد تمكن بايدن من تجاوز ساندرز في عدد المندوبين بـ150 مندوبًا، بعد حصوله على ما يقل عن 30 مندوبًا في ولايات ألاباما وكارولينا الشمالية وفرجينيا وميسيسيبي، إضافةً لـ15 مندوبًا عن ولايتي ميزوري وميشيغان.
وعمّق بايدن فارق المندوبين في انتخابات الثلاثاء بعد حصوله على 151 مندوبًا بزيادة 99 مندوبًا على ساندرز في فلوريدا، وفي إلينوي حصل على 93 مندوبًا بزيادة 33 مندوبًا، بينما كانت ولاية كاليفورنيا الوحيدة التي فاز بها ساندرز بأكبر عدد مندوبين بـ216 مندوبًا خلال الشهر الجاري، لكن بايدن حصل فيها كذلك على 165 مندوبًا، حتى أنه لم يستطع الحصول على كامل عدد المندوبين في ولايته فيرمونت التي حصل فيها على 11 من أصل 16 مندوبًا.
رهان ساندرز على مناظرة الأحد الخاسرة
كان سيناتور فيرمونت يراهن مع فريق حملته الانتخابية على المناظرة التلفزيونية التي نظمتها شبكة CNN الأمريكية يوم الأحد الماضي، لكن تأثير تفشي وباء كورونا في الولايات الأمريكية كان له عامله السلبي أيضًا على المناظرة رغم إجرائها بدون جمهور، وهو ما يمكن ملاحظته في الصحافة الأمريكية التي قابلت المناظرة بانتقادات شديدة بسبب تركيز المرشحيّن على سجلهما الانتخابي بدل مناقشة احتواء الفيروس المتصاعد انتشاره في أرجاء العالم.
وفيما حاول بايدن التركيز على شرح استراتيجته للتعامل مع الفيروس منذ اليوم الأول له في البيت الأبيض في حال فاز بانتخابات الرئاسة، فإن ساندرز سعى لتوجيه المناظرة لتأثير الفيروس على ملفي الاقتصاد والرعاية الصحية، وعلى الرغم من رهان ساندرز على مناظرة يوم الأحد لمساعدته على تحقيق أرقام إيجابية في انتخابات الثلاثاء، فإن كل ما فعلته المناظرة أنها أشارت لبقاء بايدن على الطريق الصحيح للفوز ببطاقة الديمقراطيين.
وتشير صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية إلى أن أزمة فيروس كورونا جعلت من الصعب التركيز على أي شيء آخر غير ذلك في المناظرة، إذا إنه بينما هاجم ساندرز نقاط الضعف في نظام الرعاية الصحية، فإن بايدن شدد على أن أزمة مواجهة كورونا تحتاج لقيادة قوية، وقال ساندرز بعد انتهاء المناظرة لشبكة CNN إنه يعتقد أنه بدأ "يكسب الصراع الأيديولوجي" في إشارة للصراع بين التقدميين والمعتدلين في المؤسسة الديمقراطية.
ساندرز يعيد تقييم حملته الانتخابية
سجلت خسارة ساندرز لأصوات الأمريكيين من أصول لاتينية في ولاية فلوريدا – يشكلون 20 بالمائة من إجمالي الناخبين الديمقراطيين – مفاجأة للسيناتور الذي اعتمد في الولايات السابقة التي نظمت فيها الانتخابات التمهيدية على أصوات اللاتينيين، فقد حصل بايدن على 62 بالمائة من البورتوريكيين، و57 بالمائة من الكوبيين، وتراجعت شعبية ساندرز بين الكوبيين بسبب تصريحات سابقة يدعم فيها برنامج محو الأمية لحكومة الرئيس الشيوعي الراحل فيديل كاسترو، واتهام الصحافة الأمريكية له بتقديم الدعم للأنظمة الديكتاتورية اليسارية الحاكمة.
وقال ساندرز بعد النتائج السلبية التي حققها في الولايات الثلاثة الأخيرة إنه يعيد تقييم حملته الانتخابية ما يثير التساؤل إن كان يريد الانسحاب من السباق الانتخابي، ويتراجع ليترك الديمقراطيين يعلنون فوز بايدن ببطاقة الديمقراطيين لمنافسة ترامب الذي حسم كما كان متوقعًا البطاقة الجمهورية في ظل منافسة ضعيفة إن لم تكن معدومة، فيما قالت تقارير صحفية إن حملة ساندرز الانتخابية أزالت الإعلانات الممولة عن موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي، ومحرك البحث العالمي غوغل.
اقرأ/ي أيضًا: تاريخ من التقلبات والمواقف المثيرة للجدل.. من هو جو بايدن؟
ومن المتوقع أن يواجه الديمقراطيون وضعًا صعبًا مع ساندرز، يشبه إلى حد قريب ما واجهوه مع الرجل نفسه في انتخابات الرئاسة عام 2016، عندما واصل السيناتور الاشتراكي حملته الانتخابية ضد وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون رغم صعوبة حصوله على بطاقة الترشح حينها، حيث حصل على نتيجة في منتصف آذار/مارس 2016 تقارب ما حصل عليه من نتيجة في الانتخابات الحالية حتى الآن.
من المتوقع أن يواجه الديمقراطيون وضعًا صعبًا مع ساندرز، يشبه إلى حد قريب ما واجهوه مع الرجل نفسه في انتخابات الرئاسة عام 2016
وكان ساندرز في انتخابات 2016 قد حاول لفترة طويلة الحصول على المزيد من المندوبين أو الدعم بالاعتماد على المناظرات التلفزيونية حول برنامج كلينتون الديمقراطي، إلا أن المسؤولين الديمقراطيين انتقدوا تصريحات ساندرز، على اعتبار أنها أضرت بفرص كلينتون التي بقيت لفترة طويلة في الانتخابات التمهيدية، وقسمّت الحزب الديمقراطي إلى معسكريّن الأمر الذي منع كلينتون من توجيه تركيزها إلى الجولة الأخيرة من الانتخابات.
اقرأ/ي أيضًا: