مَاذا تَفْعَلُ فِي هَذِهِ الأيَام؟ سَألَني
النَادِلُ في البارِ قبْلَ قَليل.
قُلْتُ لَهُ: يَا عَزِيزِي، إنَّنَي أَصْنَعُ
أَشْيَاءَ عَظِيمَةً لِلبَشَريَّة
كَأنْ أُسَاهِمَ فِي تَحْويلِ الأُكْسِجِين إِلَى
ثَانِي أُوكْسِيدْ الكَرْبوُنْ دُونَ مُقَابِل
(لَا أُحِبُ أَنْ أَتَقَاضَى مَالًا مُقَابِلَ فِعْلِ الخَيْر)
إنَّنَي، مَثَلًا، "أَدْفُشُ" هَذَا الكَوُكَبَ، بِكُلِّ
مَا أُوتِيتُ مِنْ عَزْمٍ،
نَحْوَ الحُفْرَةِ الَتْي حَفَرْتُهَا بِيَدَيَّ خِلَالَ الأَسَابِيعِ المَاضِيِّةِ.
أُرِيدُ أَنْ أُشَاهِدَ وُقُوعَ الكَوْكَبِ فِي حُفْرَتِي قَبْلَ أَنْ أَنَامَ.
غَدًا سَأصْنَعُ رَّفًا مِنْ خَشَبِ البَلْوُطِ
كَي أُرَتِبَ عَلَيّه أَشْيَائِيَ الصَغِيْرَةَ؛
دَفْتَرِي الصَغْيرَ أَصْفر الوَرَقِ،
قَلَمِي يَابَانِيَ الصُنْعِ،
فُرْشَاةَ أَسْنَانِيَ،
وَآخِرَ كِتَابٍ كُنْتُ أَقْرَأهُ.
سَوفَ أَضَعُ هَذَا الرَّفَّ بِجَانِبِ قَبْرِيَ.
أَمَّا الْآن، سَأُنْهِي قَدَحَ البِيرَةِ وَأُغَادِر
البَارَ دُوُنَ أَنْ أُحْدِثَ ضَجْيجًا
يُزْعِجُ المَوتَى.
- برلين - خريف 2017
اقرأ/ي أيضًا: