18-نوفمبر-2024
جيش الاحتلال الإسرائيلي

تستنزف حرب غزة جيش الاحتلال الإسرائيلي (رويترز)

يصل تعداد قوات الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى نحو 466 ألفًا، استدعت من بينهم إسرائيل 360 ألفًا بالتزامن مع إعلانها العدوان على قطاع غزة تشرين الأول/أكتوبر 2023 بعد عملية طوفان الأقصى التي شنّتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وفصائل أخرى ضدّ مستوطنات غلاف غزة.

والمقصود بقوات الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، أولئك الجنود الذين انتهت خدمتهم الإلزامية النظامية، وفضّلوا وضعهم في قوائم الاحتياط لحين الحاجة إليهم، وبالنظر إلى تعدادهم فهم يمثلون أيضًا كتلةً مهمة من القوى العاملة في السوق الإسرائيلية.

لكنّ الحرب متعددة الجبهات التي يخوضها جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة ولبنان سلّطت الضوء على مشاكل عديدة في الاعتماد على هذه القوات التي عانت حسب هآرتس، ضغطًا غير مسبوق، في ظلّ أزمة التجنيد التي يعاني منها جيش الاحتلال، بسبب الانخفاض الكبير في عدد المتقدمين للخدمة العسكرية من جهة، وانكفاء شباب الحريديم عن أداء تلك الخدمة.

تتكون قوات الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي من الجنود الذين انتهت خدمتهم الإلزامية النظامية، وفضّلوا وضعهم في قوائم الاحتياط لحين الحاجة إليهم

وطالعتنا صحيفة هآرتس بإحصائية جديدة، مفادها أنّ القتلى من أفراد قوات الاحتياط في كلٍّ من غزة وجنوب لبنان يمثّلون ثلث قتلى الحرب الإسرائيليين، وعلقت هآرتس بأن العديد منهم "لديهم عائلات ومستوى العبء الذي وقع عليهم غير مسبوق"، فنسبة 54% من قوات الاحتياط العاملة أدّوا أكثر من 100 يوم خدمة منذ بداية العدوان على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر. الأمر الذي أثار احتجاجات في صفوفهم، خاصةً أنّهم يرون حكومة بلادهم تبذل كلّ الجهد لإعفاء شباب طائفة اليهود المتدينين من أداء الخدمة العسكرية، إلى الحد الذي دفع نتنياهو إلى إقالة وزير الأمن، يوآف غالانت، الذي وقّع قبل إقالته مقررًا باستدعاء الآلاف من شباب الحريديم للخدمة.

يضاف إلى ذلك أنّ الخسائر في صفوف الضباط الشبان من قوات الاحتياط أثّرت، حسب هآرتس، "على الكفاءة القيادية للجيش مع مقتل 63 قائد سرية على الأقل"، آخرهم الرقيبان: رقيب أول إيدان كنعان الذي قتل شمال غزة، أمس الأحد، برصاص قنّاص من كتائب عز الدين القسام الجناح العسكرية لحماس. وقبله الجمعة الماضي، قُتل رقيب آخر في جنوب لبنان وكذلك ملازم أول و6 جنود من لواء غولاني يوم الخميس.

وبحسب معلومات جيش الاحتلال الإسرائيلي المنشورة، فإنّ عدد القتلى من قوات الاحتياط وصل إلى 796 عنصرًا وذلك منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

تقليص مدة خدمة الاحتياط

بالنظر لحالة الإنهاك والاستنزاف الت عانت منها قوات الاحتياط، وتذمر تلك القوات من الضغط وتجاوز فترة الخدمة المحددة، وجد جيش الاحتلال نفسه مرغمًا هذا الشهر على اتخاذ قرارٍ بتقليص "مدة خدمة الاحتياط بعد الانخفاض غير العادي في عدد المتقدمين للخدمة، وفق ما أوردت وسائل إعلام إسرائيلية.

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الجيش الإسرائيلي قلص نطاق النشاط العسكري لكتائب الاحتياط، من متوسط 20 أسبوعًا لكل جندي إلى 9 أسابيع فقط.

قلق متزايد

أدّى تقليص مدة الخدمة لجيش الاحتياط، بالإضافة إلى التراجع الكبير في الإقبال على الخدمة العسكرية، إلى سريان حالة من القلق في جيش الاحتلال الإسرائيلي، فقد انخفضت خدمة الاحتياط بنسبة تتراوح بين 15% و25%.

وترى يديعوت أحرنوت أنّ حالة القلق برزت بشكل أكبر خلال الأسابيع الأخيرة، وذلك بالتحديد في الألوية القتالية بقطاع غزة، وفي الجبهة الشمالية خلال الحرب على لبنان، وأكدت يديعوت أحرنوت أنّ هذا الأمر  "يؤثر على قرارات الجيش العملياتية" في ساحة المعركة. وستزداد تلك القرارات تعقيدًا في حال استمرت الحرب لفترات أطول، مع الإشارة إلى أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وائتلافه المتطرف يرغب في إطالة أمد الحرب لأطول وقت ممكن، خلافًا للمستوى العسكري والأمني، وفقًا لما يجري تداوله في الإعلام الإسرائيلي.