شجرتي الوحيدة
انتحر أخي الكبير
في حمام معسكر الجيش
وقتها اهتز دماغ أبي قليلًا
عندما بلغت سن الجيش
لم يوقظني أبي من النوم كالعادة
سحبني من قدمي إلى حديقة المنزل
أوقفني في حفرة بجانب شجرة الرمان
وصار يرش التراب والماء فوق رأسي
دخل الجنود فجأة الى بيتنا
أخرجني أحدهم من الحفرة
بصق على وجهي وضعني على الأرض
ثم سحبني من نفس القدم
كنت أشاهد أبي من الأسفل للأعلى
تتقلب صورته في عيني كلما ارتطم رأسي بالأرض
كانت هذه آخر مرة أسمع فيها صوت أبي
صرخ بقوة
ارجعوا لي شجرتي الوحيدة.
في الملجأ
الكثير من الأصدقاء
الأصدقاء ذاتهم
ذات الثياب
وذات الجدران
... وذات المرأة البدينة التي ينام أصدقائي خوفًا من صوتها
الجميع يلقبها بأمي..
أمي...
كلمة بعيدة
أكتبها ولم أشاهدها حتى الآن.
اقرأ/ي أيضًا: