أنت
أنت غريب جدًا ومشاكس
ترسم ديناصورًا على حائط حجرتك
ثم تشكو وتندد بغزو لمنزلك من قبل كائنات عملاقة
تصيد العصافير بشراهة قط
ثم تبكي لافتقادك غناءها الصباحي
تشرب قهوتك مرة وتصر على جمع السكر في جيب سترتك
تقتل حبيباتك كلهن ثم تسب الحب والعلاقات العاطفية التي لا تدوم
تشعل سجائرك لتنفث الدخان في وجوه الأطفال
وتلقي أعقابها في النيل
ونعرف أنك لا تدخن السجائر أصلًا
يخرج من قلبك عنكبوت واهن
لا يصيد سوي الذباب واللمم
وتمساح يبول من عينيك كلما ضحكت
تضع شارات محارب قديم على معطفك
ونعرف أن البتر بساقك يعود لحادث قطار قديم
لا شئ حقيقي لديك سوي تلك الشارة السوداء على الصورة العائلية البالية
أنت حزين جدًا وكاذب.
فالس
يرقصون الفالس بسيقانهم الخشبية الرشيقة
تاك تاك تاك
ربما يفسدون اللحن بنقرهم الفرح على ارضية المرقص
الجميلات لا يخجلن من تنورات قصيرة
تكشف الخشب الخجلان من نشاز لحنه
صخب ورقص وبهجة
وله يملأ الحانة من اخرها لآخرها
أطفال صم يدورون حولهم كولدان مخلدة
يضحكون ملء صدورهم العليلة
حتى الذئاب حضرت مع المجاذيب والجذاميين
الحوذي جاء كسيد أنيق
يتبختر فوق ساق خشبية أنيقة
الله ترك لهم ساحة من الجنون لممارسة الفرح
ولم يفسد نشوتهم سوي سرب من الجرذان
جاء ليلتهم المشهد.
تسويف
ستعرفين نفسك
تكتشفين وجهك الحقيقي
لكن الوقت لن يكون في صالحك
وكلما مددت يدًا لمصافحة ذاتك
صفعتك يدك الأخرى
وكلما حبوت خطوة واحدة للأمام
يسحبك تاريخ من الطمأنينة والغفلة إلى الخلف
ستعرفين نفسك
لكن شيئًا لن يتغير
ستظل أظافرك مغروزة في جلدك
تتفادين النظر في المرآة
وتهربين من وجهك دومًا
ربما لهذا تكرهين الماء،
الرصاص الذي تلعبين به،
رهاناتك الخاسرة على الخسارة
العالم مخيف
الشوارع
التاريخ
المجهول
لكن الوحش الحقيقي
الذي تحملينه في جيبك كل يوم
أكثر بشاعة
والأخطر
أنك تعرفين هذا.