كتب الشاعر الفرنسي جان دو لافونتين (1621 - 1695) الشعر والقصة والمسرح والرسائل والسوناتات، إلا أنه اشتهر بما أبدعه بكتابة الفابُلات؛ الفن الأدبي الذي تتضمَّن نصوصه قصصًا خيالية شخصياتها حيوانات أو بشر، محور مواضيعها دروس في الحياة، وتصاغ نظمًا أو نثرًا. انتهج فيها لافونتين النظم، وأضفى عليها نفَسًا جديدًا.
تُرجمت فابُلاته إلى لغات عديدة، وهناك عدة ترجمات عربية لمختارات منها بأساليب مختلفة: ترجمة بتصرّف أو ترجمة نثرية أو اقتباس. وكان هو نفسه قد اقتبس بعضها من كتاب "كليلة ودمنة"، وحكايات إيسوب الإغريقي وفيدرس اللاتيني.
هنا ترجمة لأحد هذه النصوص.
العنزةُ والنعجة والأختُ العِجلةْ
مع أسدٍ مُعتَزٍّ وزعيمِ الجيرانْ
اشتركوا – يُحكى - في زمنِ الغَفلةْ
والشركةُ سيّانَ على ربحٍ أو خسرانْ.
في فَخِّ العنزةِ أيْلٌ وقَعَ ولم يُرحمْ
فانطلقتْ نحو الشركاء ببرقيتها عن ذاك المَغنمْ
جاؤوا، بمخالبه عَدَّ الأسدُ لهنَّ وراحَ يقولْ:
"نحن الأربعةُ سنقتسمُ فريستنا بالمعقولْ".
ثمَّ بمقدار الحِصصِ تَولَّى تقطيعَ الأيلْ
واستأثرَ بالأُولى منها؛ فالسيِّدُ أَولى بالنَيْلْ
وحكى: "لا بُدَّ تكونُ الأولى لي أعتقدُ
والسببُ لأنَّ اسمي أسدٌ، أسدُ
لا جدلَ، فهذا أمرٌ محسومْ.
والثانيةُ كذلك لا بدَّ تعودُ إليَّ بحقٍّ معلومْ
هو حقُّ الأقوى المعروفُ لديكنَّ
وبما أني الأبسلُ، بالثالثةِ أطالبُ جهرًا.
والرابعةُ إذا لمستها إحداكنَّ
فسأخنقها فورًا".
اقرأ/ي أيضًا: