ألترا صوت - فريق التحرير
محمد بن عبد الله، الشهير بـ لسان الدين بن الخطيب ولقب ذي الوزارتين وذي العمرين وذي الميتين، كان علامة أندلسيًا فكان شاعرًا وكاتبًا وفقيهًا مالكيًا ومؤرخًا وفيلسوفًا وطبيبًا وسياسيًا. قضّى معظم حياته في غرناطة في خدمة بلاط محمد الخامس من بني نصر.
يقول الناقد إحسان عباس: "انقلب عليه أناس اصطفاهم وأحسن إليهم ورفعهم إلى المنازل العليا مثل الشاعر ابن زمرك، والقاضي النباهي أو البناهي وغيرهما، فكتبوا ضده وألبوا عليه الشعب والدولة، حين اتهموه بالإلحاد وحرقوا داره بعد أن خلدهم في مؤلفاته، وأثنى عليهم بالخير حين كان الصفاء وارفًا، فعاد بعد التغير وكتب تراجم في نقائصهم وعيوبهم، وأورد في كتبه صورتين متناقضتين، فكأن هذا الموقف نزع عنه الموضوعية لدى من لا يعرف السبب. ويذكر صاحبه ابن خلدون أنه مات مقتولًا، فكان ضحية للتقلبات السياسية وغيرة الحساد وناكري الجميل. وبعد أن دفن نبش قبره واستخرجت جثته وأحيطت بحطب أضرم فيه النار".
قبل دفنه كان في السجن وكتب هذه القصيدة راثيًا نفسه.
بَعُدْنا وإنْ جاوَرَتْنا البُيوتْ
وجِئْنا بوَعْظٍ ونَحْنُ صُموتْ
وأنْفاسُنا سَكَتَتْ دَفْعَةً
كَجَهْرِ الصّلاةِ تَلاهُ القُنوتْ
وكُنّا عِظامًا فصِرْنا عِظامًا
وكُنّا نَقوتُ فَها نحْنُ قوتْ
وكنا شموس سماء العلي
غربن فناحت عليها البيوت
فكمْ جَدّلَتْ ذا الحُسامِ الظُّبى
وذا البَخْتِ كم خَذلَتْهُ البُخوتْ
وكمْ سِيقَ للقَبْرِ في خِرْقَةٍ
فَتىً مُلِئَتْ منْ كُساهُ التّخوتْ
فقُلْ للعِدا ذَهَبَ ابْنُ الخَطيبِ
وفاتَ ومَنْ ذا الذي لا يَفوتْ
فمَنْ كانَ يَفرَحُ منْكُمْ لهُ
فقُلْ يَفْرَحُ اليومَ منْ لا يَموتْ
اقرأ/ي أيضًا: