لا تزال كل تلك الوجوه ناتئة في روحي
حقول شاسعة وأدخنة وعشب لا يجفّ
والبحرُ خلف الجبال ينادي ولا صدىً يعقبه
حلمتُ بضحكتك التي كانت
تجعل كلّ مباهجي الصغيرة آهلة للوجود
وذلك الحب الذي
كان ينتبه لكلماتي الساذجة ولدموعي البخسة
كنتُ حزينة كل يوم
-لم يتغيّر شيء-
حتى صار يصعب على أحدٍ إيجاد معنىً لكل ذلك
لكنّ دمعة واحد
تهبطُ دون أن تُعنى بالزمن
كنتَ تجمعها في جِرار روحك اللانهائية.
لم يعد اليوم كلّ هذا إلّا حلمًا آخر
متروكًا للنسيان.
لا ينتبهُ أحدٌ
لحزنٍ يعيشُ عوضًا عني.
لقد آلمنا كل ذلك
لأننا عجزنا أن نسمّيه.
كان ومضة خارج الزمن
شيئًا أشبه بليالٍ لا نتذكر منها إلا أحلام المنام.
أنا حزينة كل يوم
لم يعد هنالك ما أنتظره
أسكُنُ وحدتي التي تشاركن إياها أشباحي
أيادٍ من الماضي، قصص، أصوات، ضحكات
كلام لا طائل من ورائه، أحضان جافة لم تعد تعني شيئًا
وِحدة كالجليد متماسكة وليس من ماءٍ أسفلها.
أحلُمُ بيدٍ حانية تطالني
أصيرُ ملموسةً حينها
تلك أحلامي التي رصفتُ بها الطريق
وسقيتُ بها اصفراري.
لا أزال حزينة كل يوم
تعصفُ النوافذ والريحُ تنوح
وحيدةً مثلي في غبارها وارتطامها على
حيطانٍ أقسى من الماضي.
لقد ذهب كل شيء
ذهبَ معزولًا بروحي
وفي طفولتي ترقدُ حياتي الأخيرة
التي لم تكمل معي إلى حيثُ أنا الآن..
اقرأ/ي أيضًا: