ألتراصوت- فريق الترجمة
في أول خطاب له بعد إتمام عملية الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، والانهيار التامّ للحكومة الأفغانية أمام تقدّم قوّات حركة طالبان وسيطرتها على كافّة المدن الرئيسية والحدود، بما في ذلك العاصمة كابول، توجّه الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الأمريكيين للحديث عن التطورات التي حصلت، والخطوات التي أقدمت عليها إدارته، وحالة الفوضى العارمة التي رافقت عملية الانسحاب.
دافع بايدن بقوّة عن قراره إتمام انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان
وقد أكّد بايدن أنه يتابع الأوضاع في أفغانستان بشكل تفصيلي ودقيق مع فريق الأمن القومي وعدد من المستشارين، والتعامل مع تبعات الانهيار السريع الذي حصل هناك. وبدأ بايدن حديثه بالتذكير بالهدف المعلن لاجتياح أفغانستان عام 2001، والذي كان بحسب تعبيره متعلقًا بالقضاء على الأطراف الذين كان لهم دور في هجمات 11 سبتمبر، وضمان أن لا تستخدم أفغانستان كحاضنة للجماعات الإرهابية التي تستهدف المصالح الأمريكية على حد تعبيره. وأوضح بايدن أن الهدف قد تحقق، وأن الولايات المتحدة قد نجحت في الحدّ بشكل كبير من قدرات تنظيم القاعدة ووجوده في أفغانستان، كما أنّه تمت ملاحقة أسامة بن لادن، وتم القضاء عليه، مشيرًا إلى أنّ ذلك قد تحقق بالفعل قبل عشر سنوات من الآن.
وأكّد بايدن في كلمته أنّه لم يكن هدف الذهاب إلى أفغانستان المساهمة في بناء حكومة مركزيّة ديمقراطية، وأن الهدف المحدّد تمثّل في الحيلولة دون ارتكاب أعمال إرهابية جديدة ضد الولايات المتحدة ومصالحها، وأنّ ذلك يقع في دائرة "محاربة الإرهاب"، وأن ذلك لا يتضمن، بحسبه، محاربة حركات التمرّد، أو بناء الدولة من جديد.
وقال بايدن بأن التركيز اليوم لا بدّ أن يتوجّه نحو التعامل مع تهديدات الحاضر، لا تهديدات الماضي، مشيرًا إلى أنّ خطر الإرهاب قد توسّع في العالم ولم يعد مقتصرًا على أفغانستان، وذكر منها حركة الشباب في الصومال، وجبهة النصرة في سوريا، وداعش في العراق وسوريا.
وقد ذكّر بايدن بالاتفاق الذي عقده سلفه دونالد ترامب مع حركة طالبان، والذي يقضي بانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان بحلول الأول من أيار/مايو 2021، وقال إنّه لم يكن لديه خيار سوى البناء على تلك الخطوة والاستمرار في سحب بقيّة القوات الأمريكية من هناك، والتي لم يبلغ عددها سوى 2500 جندي، وأن طالبان كانت قد استعادت زخمها القتالي إلى مستويات غير مسبوقة منذ 2001، ما يعني أن الإبقاء على ذلك العدد من الجنود دون إتمام الانسحاب كان سيشكّل خطرًا عليهم، كما أنّه لم يكن من الوارد لدى بايدن الاستمرار في عقد ثالث من التواجد العسكري في أفغانستان ضمن الظروف القائمة.
وبعد بيان عدد من النقاط المتعلقة بحجم القوات الأمريكية وطبيعة المهمّة الموكلة إليها في أفغانستان، أوضح بايدن بأنه لديه قناعة تامّة بصحّة القرار الذي أقدم عليه، وأن توقيت الانسحاب وشكله لم يكن ليتمّ على نحو أفضل، على الرغم من بعض العثرات التي حصلت على حد تعبيره، والتي عزاها إلى استسلام القادة السياسيين في أفغانستان وفرارهم من البلاد، وانهيار القوات الأفغانية أمام تقدّم طالبان السريع.
عزا بايدن الانهيار السريع الذي حصل في أفغانستان إلى ضعف القيادة السياسة في أفغانستان وعدم استعداد القوات المحلية لمواجهة طالبان
كما قال بايدن، بأنه دون وجود قيادة سياسيّة حقيقيّة في أفغانستان، وفي ظل غياب الاستعداد لمقاومة طالبان ومواجهتها من قبل قوات حكومية متماسكة، فإن بقاء القوات الأمريكية هناك، "لعام، أو خمسة أعوام، أو عشرين عامًا أخرى، لن يؤدي إلى أي نتيجة". مشيرًا إلى أنّه لا يمكن مطالبة القوات الأمريكية "بخوض حرب لا تبدي القوات الأفغانية نفسها استعدادًا للتضحية فيها".
اقرأ/ي أيضًا:
ديلي بيست: كل الرؤساء الأمريكيين مسؤولون عن 20 سنة من الفضيحة في أفغانستان
تعليق كافة الرحلات الجويّة التجارية من مطار كابول
كيف علّق ترامب على دخول طالبان إلى كابول وإعلانها السيطرة على أفغانستان؟