ما كان مسكوت عنه في فرنسا خرج إلى العلن. مارين لوبان التي تدعي "النزاهة" وتهاجم منافسيها عبر "فضح" تجاوزاتهم للقوانين وتورطهم في قضايا مالية مشبوهة، ها هي اليوم أمام مقصلة الصحافة والتساؤل الشعبي، حول حقيقتين: الأولى متعلقة بمنح حارسها الشخصي وظيفة وهمية كمساعد في البرلمان الأوروبي، والثانية، إنفاق ما يزيد عن 300 ألف يورو من الاتحاد الأوروبي لمساعدتها كاثرين غريزيه بين عامي 2010 و2016.
تتصدر لوبان الصحافة الفرنسية. وتزداد التحليلات حول تأثير مزاعم الفساد على مجريات الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية
ومنذ يومين، تتصدر لوبان الصحافة الفرنسية. وتزداد التحليلات حول تأثير مزاعم الفساد على مجريات الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية. ووفق صحيفة "لوموند" فإن لوبان أمام تحد أساسي في مواجهة الاتهامات وتقديم أدلة واضحة وإلا فمصيرها سيشبه بعض الشيء ما حصل مع المرشح فيون، الذي يبدو أن مستقبله السياسي في خطر. ونفت لوبان صحة تقارير صحافية فرنسية أفادت باعترافها بمنح حارسها الشخصي وظيفة وهمية. وفي تصريح لها لإذاعة "فرانس بلو" قالت لوبان إن التقارير "كذبة لا صحة لها. لم أعترف البتة بشيء من هذا"، مضيفة أنها لم تلتق حتى محققين من الاتحاد الأوروبي لمناقشة المسألة.
اقرأ/ي أيضًا: بعد فشلها في لقاء ترامب.. لوبان مادة دسمة للسخرية
ونشرت وسائل إعلام فرنسية مقاطع من تقرير لمكتب مكافحة الغش في الاتحاد الأوروبي يفيد بأن لوبان أقرت بأنها دفعت لحارسها تيري لوجييه من أموال الاتحاد. وزعيمة حزب الجبهة الوطنية المناهض للاتحاد الأوروبي، عضو في البرلمان الأوروبي الذي يتهمها بالاحتيال عليه بمبلغ قدره نحو 340 ألف يورو (362 ألف دولار). ويفيد البرلمان بأنه دفع في العام 2011 نحو 41554 يورو في إطار عقد باسم لوجييه مدته ثلاثة أشهر زعم بأنه مساعد برلماني. وأضاف التقرير أن "لوبان بررت عقد لوجييه بأنه وسيلة لدفع البرلمان لتعويضها رواتب ونفقات لم يسددها لها". وأقرت بوجود "تسوية مالية" إلا أنها نفت أن يكون عقد لوجييه زائفًا.
ولوبان متهمة أيضًا بسوء استخدام أموال البرلمان عبر تسديد أموال لمساعدتها كاثرين غريزيه بين عامي 2010 و2016. ونفت لوبان التي تظهر الاستطلاعات تقدمها قبل الانتخابات التي ستجري على دورتين في 23 نيسان/أبريل و7 أيار/مايو، الاتهامات التي دفعت القضاء الفرنسي إلى فتح تحقيق في قضية احتيال. ومع رفضها تسديد المال، أفاد البرلمان الأوروبي أنه سيكف عن دفع راتبها.
يتهم الاتحاد الأوروبي لوبان بالاحتيال عليه بمبلغ قدره نحو 340 ألف يورو وبسوء استخدام أموال البرلمان عبر تسديد أموال لمساعدتها كاثرين غريزيه
إلا أن فضيحة الوظائف الوهمية المفترضة التي تطارد مرشح اليمين فرانسوا فيون طغت على الاتهامات ضد لوبان. وتلقت حملة فيون ضربة كبيرة مع كشف معلومات أن زوجته بينيلوب تقاضت 680 ألف يورو على الأقل لقاء عملها كمساعدة في البرلمان على مدى 15 عامًا، وهي اتهامات نفاها المرشح.
إلى ذلك، كان البرلمان الأوروبي، صوت على طلب القضاء الفرنسي رفع الحصانة البرلمانية التي يحظى بها مؤسس حزب "الجبهة الوطنية" الفرنسي واليميني المتطرف، جان ماري لوبان (والد لوبان) ما يتيح محاكمته بتهمة "التحريض على الكراهية العرقية. ففي تسجيل صوتي يعود إلى شهر حزيران/يونيو 2014 الماضي، هاجم لوبان عددًا من الفنانين الذين يناهضون الحزب على غرار الممثل غي بودوس والمغنية الأمريكية مادونا (اليهوديين). وأعلن مارتن شولز، رئيس البرلمان الأوروبي أنه سلم أيضًا للجنة الشؤون القانونية طلبًا برفع الحصانة عن مارين لوبان صدر عن النيابة. ويذكر أيضًا أن البرلمان الأوروبي مهد في 2013 لإحالتها إلى القضاء في قضية "صلوات الشارع" لمسلمين شبهتها بـ"الاحتلال النازي"، لكن تم تبرئتها في هذه القضية في كانون الأول/ديسمبر 2015.
وكانت لوبان قالت أمام حشد من مؤيديها في مدينة ليون (شرق فرنسا)، إن "العولمة تخنق المجتمعات ببطء حتى الموت". ويتعهد حزب الجبهة الوطنية بـ"إجراء استفتاء على عضوية فرنسا في الاتحاد الأوروبي"، إذا ما أخفق في إعادة التفاوض حول شروط عضوية فرنسا بالاتحاد.
ويصنف حزب الجبهة الوطنية نفسه باعتباره الحزب الرئيسي المناهض للمؤسسات، حيث تأمل لوبان في الاستفادة من "وقت التغيير"، متشجعة بفوز الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقالت لوبان إن الاتحاد الأوروبي بمثابة "اتحاد فاشل"، و"لم يف بأي من وعوده"، وتعهدت بإعادة التفاوض على شروط عضوية فرنسا بالاتحاد الأوروبي بشكل كامل.
اقرأ/ي أيضًا:
المازري الحداد:من بن علي إلى ماري لوبان..عاشق الذل
ماذا لو فازت لوبان برئاسة فرنسا؟