لا يختلف أداء الممثلة اللبنانية ماغي بو غصن عن الكثيرات ممن حظين بالفرصة للظهور على الشاشة. ولا أسلوبها في تقديم الأدوار التي تُسند إليها يفوق المتوقّع في كل مرّة تطل فيها على المشاهد في الدراما أو السينما. الحضور الذي تقدّم فيه بو غصن أفضل ما لديها أمام الكاميرا يظلّ عاديًا في "مروحة" الأدوار التي تشكّل رصيدها المتراكم منذ ما يزيد عن ثماني عشرة عامًا.
ما أضافته ماغي بو غصن على سيرتها الذاتية في التمثيل، بعد انطلاقتها، جاء "فوق طاقتها"
ربما يكون الفضل في انطلاقة الممثلة للفنان الكويتي داوود حسين في العام 1998، حين شاركت في برنامجه الشهير "داوود في هوليود"، لكن ما أضافته لاحقًا على سيرتها الذاتية في التمثيل جاء "فوق طاقتها"، حتى بدت فيه في "غير ثوبها". فجاء غالبًا فضفاضًا على قدراتها التمثيلية، ولا يتناسب مع طاقتها على التجديد، اللهم إلا في المظهر الذي تحسن فيه اختيار المناسب لها في اللبس والشعر والماكياج.
اقرأ/ي أيضًا: عن اختراع ميتة لخالد تاجا!
في الذاكرة، تحضر ماغي بو غصن في أدائها لدور "نصرة" في مسلسل "الخوالي". حينها بدت في "المساحة" الصغيرة للدور أكثر إقناعًا من أدوار أكبر قدّمتها في أعمال محلية وعربيّة. فـ"المونولوج" الحزين الذي عاشته أمام فستانها الأبيض عند اختفاء عريسها قبل أيام من زفّتهما، فيه من صدق "الادعاء" ما لا يُقارن بالحزن المُكثّف والمتكلّف في المساحة المترامية لدورها مؤخرًا في مسلسل "يا ريت". أما ما أطلّت به في كادرات أفلام "فيتامين"، "بي بي"، "السيّدة الثانية"، وأخيرًا "ولعانة" بدا للكثيرين تحت عنوان "وراء كل ممثلة متواضعة زوج منتج" يُمرر لها أدوارًا تبقيها على الساحة الفنيّة، لا بل يفرضها على غيرها ويقدّمها عليهم.
تنفي كل من بو غصن وزوجها المنتج جمال سنان صاحب شركة "eagle film" أن يكون تخصيصها بالبطولة في معظم الأعمال الفنية التي ينتجها يعود للشراكة الزوجية بينهما. قد يُصدّق هذا الأمر، إذا ما كان سنان يحرص، إراديًا أو غير إرادي، على التنويع في اختيار أبطال المسلسلات والأفلام التي ينتجها. لكن أن تكون البطولة في المسلسل الذي يدخل فيه السباق الرمضاني لزوجته، وأن يُنتج سنويًا فيلمًا تُسلّط فيه الأضواء عليها، يترك مجالًا لا للشك وإنما للتأكيد بأن الموضوعية في الاختيار لم تُراعَ، خصوصًا وأن زوجته "قفزت" فجأة إلى الواجهة ووقعت أمام كل تحدٍ تمثيلي في فخّ "التمثيل" فلم تظهر في أي من أدوارها "المدعومة" طبيعية وتلقائية في الأداء.
ستظهر عند الامتحان كلٌّ من المبدعة والمقْنعة في مجالها.. وزوجة المنتج
اقرأ/ي أيضًا: ميلا كونيس: لا ترفعك هوليوود إلا لتطيح بك
تعيش بو غصن، زوجة المنتج، وهج نجوميّة تجهد لتستحقها. صحيح أنها ستنال الأدوار التي تريد عاجلًا أم آجلًا، إلا أنها تسعى للوصول، دون أن تصل حتى الساعة إلى الكفاءة المطلوبة في الـcasting الذي يصنّف الممثلين بين أبطال وثانويين. المقارنة التي تُطرح معها علامات استفهام بين الشخصية المفترضة وماغي بو غصن، وبين ماغي بو غصن ومن كرّسهن المشاهد بطلات "حقيقيات" في التمثيل كنادين نسيب نجيم وسيرين عبد النور وأخريات -نظرًا إلى أدائهن الجبّار في التمثيل- محطة ثابتة عند عرض مسلسلات وأفلام سينمائية تتصدّر بو غصّن "تترها" وأفيشاتها.
فبين ممثلة يكبر معها دور البطولة ويأخذ أبعادًا أكبر تترجم مضامينه وتعكس واقعه، وبين أخرى يسند إليها دورٌ كبيرٌ تعجز عن ملامسة جوهره وتقديمه بكل ما يزخر به من مشاعر وحقائق إنسانية يتفاعل معها الجمهور بعد أن يُصدّقها، ستظهر عند الامتحان كل من المبدعة والمقْنعة في مجالها.. وزوجة المنتج.
اقرأ/ي أيضًا: