قدم العديد من الوزراء الأوكرانيين، بمن فيهم وزير الخارجية، دميترو كوليبا، استقالاتهم من الحكومة، كجزء من تعديل الوزاري، في ظل تطلعات الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إلى تعزيز المواقف العسكرية والسياسية لأوكرانيا قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، وفقًا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.
ويُعد هذا التعديل الأكبر في الحكومة منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، وشدد زيلينسكي في خطاب ألقاه، أمس الثلاثاء، على أنه "يجب تشكيل مؤسساتنا الحكومية كي تحقق أوكرانيا كل النتائج المرجوة، لنا جميعًا".
وبحسب الصحيفة الأميركية، فإن زيلينسكي حدد خمس أولويات قصوى للحكومة الجديدة، بما في ذلك تحسين العلاقات مع حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وتعزيز وضع عضوية أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي، وتعزيز صناعة الدفاع المتنامية في البلاد من خلال الاستثمارات الأجنبية.
يتطلع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إلى تعزيز المواقف العسكرية والسياسية لأوكرانيا قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية
وقال رئيس البرلمان الأوكراني، رسلان ستيفانتشوك، في رسالة نشرها على منصات التواصل الاجتماعي، اليوم الأربعاء، إن: "وزير الخارجية، دميترو كوليبا، هو المسؤول الأبرز (في الحكومة) الذي قدم استقالته"، ولم يستجب المتحدثان باسم كوليبا أو ستيفانتشوك على الفور لطلبات الصحيفة الأميركية للتعليق على الاستقالة.
وبحسب "وول ستريت جورنال"، فإن كوليبا عمل خلال فترة ولايته التي استمرت لأربع سنوات ونصف، على بناء علاقات دبلوماسية مع دول لم تكن متحالفة تاريخيًا مع أوكرانيا، في محاولة لتعزيز مكانة أوكرانيا العالمية، والتي كان من ضمنها إجراء زيارة للصين في تموز/يوليو الماضي، في محاولة للحصول على دعم من بكين لإنهاء الحرب بشروط "عادلة".
وأمس الثلاثاء، قدم العديد من الوزراء استقالتهم من الحكومة، بمن فيهم وزير الصناعات الإستراتيجية، أولكسندر كاميشين، ووزير العدل، دينيس ماليوسكا، ووزير حماية البيئة والموارد الطبيعية، رسلان ستريليتس، ورئيس صندوق ممتلكات الدولة، فيتالي كوفال.
وقال رئيس الحزب الحاكم "حاكم الشعب" الذي يتزعمه زيلينسكي، ديفيد أراخاميا، إن أكثر من نصف الموظفين الحكوميين سيتم إقالتهم أو تغييرهم، وكتب على منصة "تليغرام": "غدًا (الأربعاء) يوم الإقالات.. وبعد غد (غدًا الخميس) يوم التعيينات".
ويأتي التعديل الوزاري في الوقت الذي يحاول زيلينسكي إحياء جهود أوكرانيا المتعثرة في الحرب التي تشنها روسيا في شرق أوكرانيا منذ شباط/فبراير 2022، بالإضافة إلى مساعي تأمين دعم الولايات المتحدة لما أسماه خطة لإنهاء الحرب.
وكانت أوكرانيا قد بدأت هجومًا مضادًا في منطقة كورسك الروسية في آب/أغسطس الماضي، وتقول إن الهدف من الهجوم الحصول على مكاسب لاستثمارها في أي محادثات مستقبلية، فيما يسعى زيلينسكي للحصول على موافقة الولايات المتحدة لاستخدام صواريخ أميركية بعيدة المدى لضرب عمق الأراضي الروسية كجزء من خطة يأمل أن تساهم في دفع روسيا إلى تحقيق السلام.
عملية عسكرية جريئة واسعة النطاق فاجئت الدفاعات الحدودية الروسية الضعيفة في كورسك.
اقرأ أكثر: https://t.co/Qs2rFIjMcU pic.twitter.com/BZzaLSVles
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) September 1, 2024
وكان زيلينسكي قد أوضح في حديث لشبكة "NBC News" الأميركية، أمس الثلاثاء، أن أوكرانيا تخطط للاحتفاظ بالأراضي الروسية التي استولت عليها مؤخرًا "إلى أجل غير مسمى"، كجزء من خطة، لكنه أشار أيضًا إلى أنه ليس لديها خطة للاحتفاظ بهذه الأراضي بشكل دائم.
وقال زيلينسكي إنه يخطط لعرض الخطة على الرئيس الأميركي، جو بايدن، والمرشحيّن الرئاسيّين، كامالا هاريس، ودونالد ترامب، خلال زيارته التي يجريها إلى الولايات المتحدة لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية أيلول/سبتمبر الجاري.
وتعليقًا على التعديلات الوزارية التي تشهدها الحكومة الأوكرانية، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، اليوم الأربعاء، إنه "لن يكون لذلك أي تأثير على الإطلاق. ليس له علاقة له بآفاق عملية التفاوض".