يُعد إعلان الجيش الإسرائيلي تنفيذ "توغل بري" في جنوب لبنان اسكتمالًا للغارات الجوية العنيفة التي تستهدف مختلف أنحاء لبنان منذ الـ23 من الشهر الماضي، وذلك بعدما انتهى الهجوم الإسرائيلي الأخير الذي استهدف لبنان في عام 2006 إلى انسحاب "إسرائيل" بعد تلقيها خسائرً كبيرة، وفقًا لتقرير صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية.
وكانت مقاتلات الجيش الإسرائيلي قد شنت هجومًا جويًا واسعًا طال مختلف الأراضي اللبنانية، بما في ذلك العاصمة اللبنانية بيروت، منذ الـ23 من الشهر الجاري، ما أسفر عن سقوط مئات الشهداء والجرحى، فضلًا عن نزوح ما لا يقل عن مليون شخص إلى مناطق أكثر أمنًا. واليوم الثلاثاء، قال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنه بدأ "عملية برية محددة الهدف والدقة في منطقة جنوب لبنان".
ووفقًا للصحيفة الفرنسية، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أعرب خلال الأيام السابقة عن رغبته في تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي أفضى إلى إنهاء حرب تموز/يوليو 2006، ونص على انسحاب "حزب الله" جنوب نهر الليطاني، 30 كم إلى شمال "إسرائيل".
ترى الصحيفة الفرنسية أن إعلان الجيش الإسرائيلي تنفيذ "توغل بري" في جنوب لبنان يمثل اكتمالًا للغارات الجوية العنيفة التي تستهدف مختلف أنحاء لبنان
وضمن هذا السياق، تستعرض الصحيفة الفرنسية أربعة سيناريوهات من المتوقّع أن يتخذه شكل التوغل البري، والذي سيأتي في أعقاب الحملة الجوية المكثفة، وتنقل عن العقيد السابق في قوات مشاة البحرية الفرنسية، ميشال غويا: "أيًا كان الشكل الذي سيتخذه التوغل الإسرائيلي، سيكون من المتوقع أن يستمر القتال لعدة أسابيع".
السيناريو الأول
يعتمد هذا السيناريو على شن القوات الخاصة الإسرائيلية غارات على الأراضي اللبنانية لتدمير أهداف ذات قيمة عالية جدًا، لا يمكن تدميرها بالغارات الجوية وحدها، مثل الأنفاق التي تؤوي قادة أو قدرات عسكرية معينة، لكن هذا السيناريو قد يكون "محفوفًا بالمخاطر ويمكن أن يتسبب بخسائر"، ما يعني أنه يمكن أن يلجأ إليه الجيش الإسرائيلي في "اللحظات السانحة لأنها يمكن أن تغير الوضع بشكل كبير"، بحسب غويا.
السيناريو الثاني
تتوقع الصحيفة الفرنسية في هذا السيناريو احتلال الجيش الإسرائيلي منطقة عازلة بعرض 10 كم، على غرار ما حصل في عام 1985، قبل أن ينسحب من هذه المنطقة في عام 2000، دون أن يستطيع هزيمة "حزب الله"، لكن هذا الخيار الذي قد يساهم بوقف إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان اتجاه الأراضي الإسرائيلية من شأنه أن يتطلب إعادة احتلال الجيش الإسرائيلي للمنطقة، وانتظار تسليمها للجيش اللبناني.
السيناريو الثالث
يتلخص هذا السيناريو، كما ترى "لو فيغارو"، بتقدم الجيش الإسرائيلي نحو نهر الليطاني لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701، وهو ما يعني توغل الجيش بالمدرعات حتى نهر الليطاني لإضعاف وتدمير البنية التحتية لـ"حزب الله"، وذلك بعد تنفيذها عمليتين من هذا النوع في عامي 1978 و1982، ووفقًا لغويا فإن "مثل هذه العملية ستكون أشبه بالانتقام من الذي حدث عام 2006".
أحد المصورين يرصد حجم الدمار الذي طال أحياء مختلفة من #الضاحية_الجنوبية لـ #بيروت، نتيجة الغارات الإسرائيلية المتكررة. pic.twitter.com/B6zLKU3LXJ
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) October 1, 2024
ويرى غويا، بحسب ما ينقل التقرير، أن هذه الفرضية هي الأكثر احتمالًا،و أنها ستكون مثل ما يفعله الجيش الإسرائيلي في غزة، حيث يدخل المنطقة ويدمر البنية التحتية ثم ينسحب، ولذلك ستطلق إسرائيل "فرقتين على الأقل في أعمدة مدرعة باتجاه الداخل"، وستواجه مقاتلي "حزب الله"، الذين يقدر عددهم بنحو 40 ألف مقاتل.
السيناريو الرابع
على الرغم من أن هذا السيناريو فرضية غير محتملة، إلا أنه يشير إلى محاولة الجيش الإسرائيلي الوصول إلى بيروت، كما حدث في عام 1982، عندما أجبر الجيش الإسرائيلي منظمة التحرير الفلسطيني على الانسحاب إلى نهر الليطاني، ومن ثم إلى العاصمة اللبنانية بيروت، ويحتاج هذا السيناريو إلى توغل الجيش الإسرائيلي بمساندة المقاتلات الجوية، ليتمكن من إجبار "حزب الله" على الانسحاب، وفقًا لـ"لو فيغارو".