يعتبر معنى الحب الحقيقي والواقعي من أهم الأمور التي يبحث عنها الإنسان في حياته، فالحب هو ما يميز الإنسان عن باقي الكائنات الحية الأخرى، والحب يعتبر الشيء الوحيد الذى يميز الإنسان عن الحيوان الذى يعيش في العالم من أجل تناول الطعام والشراب والتزاوج.
للحب أنواع وأشكال ودرجات مختلفة، وقد لا تعبر جميعها عن العلاقة التي يطمح كثيرون للوصول إليها في حياتهم
فالحب الحقيقي هو الذي يضفي على الإنسان إنسانيته، ويعرفه على نفسه بشكل أوضح وأقوى وأكثر انسجامًا، بالإضافة للمزايا الكبرى للتغلب على الطاقة السلبية والمشاعر الغير مرغوب فيها والتي قد تصيب الإنسان على مختلف ظروف حياته.
وفى هذا الموضوع سنستعرض سويًا مفهوم الحب الحقيقي وكيفية الوصول له وكيف يمكن الاحتفاظ به والحفاظ عليه.
تعريفات أولية
هو الحب الذي لا يصيبه العجز ولا تنقطع حباله مع مر الوقت ولكنه يزيد قوة ونقاء ونضارة، ويجب التنبيه هنا أن هذا الحب الذي نحكي عنه لا يمكن أن يكون إلاّ بعلاقة حلال طيبة يرضى عنها الله ويقرها ويباركها الجميع ألا وهي الزواج، الذي يُعد من أقدس الروابط والطرق التي تربط بين رجل وامرأة.
فالمودة والرحمة هما أساس المحبة ولبّها والتي بدونهما هي كالبالون المنتفخ بالهواء، فإذا وجدت المودة فيمكن ضمان تحقق الرحمة، فالحب هو القائم على المودة والرحمة والود المتبادل بين الطرفين واحترام للذات والأسرة وكلّ شيء، وبعيد كل البعد عن الإهانة والتصرفات السيئة والنقد، وهى أمور قادرة على تحويل حياة البشر الى جحيم حقيقي لا يطاق.
كيفية الوصول للحب الحقيقي
ويمكن الوصول لهذا الشكل في العلاقة العاطفية من خلال البحث عن شريكة الحياة التي تقدر هذا النوع من الحب وتحرص عليه، وتعرف قيمته وتبحث هي الأخرى عنه، لكن هذا النوع من البشر أصبح محدودًا مؤخرًا، نتيجة بحث الكثير من النساء والبنات عن المال والجاه والمناصب والوظائف المرموقة، مع نسيان أو تناسي الحب، وحقيقة أن وجوده قادر على حل باقي المشكلات التي من الممكن أن يواجهها الإنسان.
كيفية الحفاظ عليه
يمكن الحفاظ على الحب الحقيقي حتى مرحلة الزواج من خلال العمل على إرساء قواعد المودة والحب والرحمة بين المحبين، ومن خلال هذا الأمر يمكن الحفاظ عليه لأطول فترة ممكنة.
فعلى الرغم من أن البعض يتخيل أن هذا الشعور الفريد مخلوق هش، ولا يصمد أمام ضربات المجتمع والظروف الاجتماعية والمادية، إلا أن الحقيقة أنه قادر على التصدي للضربات المختلفة من ظروف مادية واجتماعية واقتصادية.
لكن ما لا يصمد الحب الحقيقي أمامه أبدًا هو الضربات والطعنات الداخلية التي يمكن أن يتعرض لها، وتتمثل هذه الطعنات في الخيانة وعدم الوفاء، فيجب الابتعاد عن كل هذه الأمور ليعيش ا ويستمر ويكبر مع الزمن.