ما هي مجموعة العشرين؟

الترا صوت – فريق التحرير

يهدف الاجتماع السنوي لأعضاء مجموعة العشرين، الذي يجمع قادة تلك الدول ببعضهم، إلى تعزيز التعاون الاقتصادي العالمي. لكن مع وجود عدد كبير من كبار المسؤولين من هذا الطراز في مكان واحد، فإن هذه التظاهرة تتحول إلى محطّة متعددة الأغراض للنشاط الدبلوماسي والسياسي الرسمي وغير الرسمي، خاصة في ظل وجود تباينات كبيرة بين توجهات مكوّناتها.

مع وجود عدد كبير من كبار المسؤولين في مكان واحد، فإن هذه التظاهرة تتحول قمة مجموعة العشرين إلى محطة متعددة الأغراض للنشاط الدبلوماسي والسياسي الرسمي وغير الرسمي

يُعقد اجتماع المجموعة هذا العام في العاصمة الإيطالية روما على مدار يومين، يتم خلالهما تخصيص الجلسات لقضايا الاقتصاد والصحة العالمية والتغير المناخي وسلسلة التوريد العالمية ومكافحة سوء التغذية في العالم، بالإضافة لملفات سياسية على رأسها موضوع الانسحاب الأمريكي الفوضوي من أفغانستان والعملية العسكرية التركية المرتقبة في الشمال السوري ضد المسلحين الأكراد، والتي ستكون موضوعًا لاجتماع ثنائي سيجمع الرئيسين الأمريكي والتركي.

اقرأ/ي أيضًا: بدء فعاليات قمة العشرين بأجندة اقتصادية وصحّية

وفي حال ما إذا تمكّن الأعضاء المجتمعون من التوصل إلى توافق في الآراء بشأن الموضوعات الآنف ذكرها، فإنهم يقومون بإصدار إعلان مشترك رسمي في اختتام فعاليات قمة المجموعة.

فيما يلي نلقي نظرة على ماهية مجموعة العشرين وما تقوم به منذ الإعلان عن تأسيسها سنة 1999.

ما هي مجموعة العشرين؟

مجموعة العشرين هي عبارة عن "منتدى للتعاون الاقتصادي والمالي بين الدول الأعضاء في المجموعة وجهاتٍ ومنظماتٍ دولية تلعب دورًا محوريًا في الاقتصاد والتجارة في العالم وتجتمع سنويًا في إحدى الدول الأعضاء فيها"، وهذه الدول هي: الولايات المتحدة الأمريكية والأرجنتين وأستراليا والبرازيل وبريطانيا وكندا والصين وفرنسا وألمانيا والهند وإندونيسيا وإيطاليا واليابان والمكسيك وروسيا والمملكة العربية السعودية وجنوب إفريقيا وكوريا الجنوبية وتركيا، بالإضافة للاتحاد الأوروبي. ويستحوذ هؤلاء الأعضاء بشكل جماعي على أكثر من 80 في المائة من إجمالي الإنتاج العالمي، وتصل حصة المجموعة من حجم التجارة العالمية إلى 75 بالمئة، ويمثل مجموع سكان الدول الأعضاء فيها ثلثيْ سكان الكرة الأرضية.

تأسست مجموعة العشرين عام 1999 بعد سلسلة من الاضطرابات ضربت أسواق المال العالمية بسبب الأزمة الآسيوية في ذلك العام، ما استدعى من الدول الأعضاء في مجموعة السبعة الكبار حينها توسيعَ المجموعة وضم نظرائهم في دول مجموعة العشرين، وعقب الأزمة المالية العالمية عام 2008 تم رفع مستوى المشاركة في اجتماعات قمة مجموعة العشرين إلى مستوى الرؤساء، بينما كان ينعقد قبل ذلك على مستوى وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية.

وتهدف مجموعة العشرين، إلى توحيد قادة العالم حول التحديات الاقتصادية والسياسية والصحية المشتركة، ويجادل المؤيدون لمجموعة العشرين بأنه مع نمو الاقتصادات الوطنية بشكل أكثر عولمةً من أي وقت مضى، فإنّه من الضروري أن يعمل القادة السياسيون والماليون معًا بشكل وثيق.

ومنذ تأسيسها جرت العادة أن تستضيف الدولة التي تتولى الرئاسة الدورية اجتماع القمة السنوي.

ما هي القضايا التي يتم تناولها في اجتماعات مجموعة العشرين؟

تركز مجموعة العشرين عملها على العديد من القضايا التي يأمل قادة المجموعة التوصل إلى قرار جماعي حولها، ومن بين تلك القضايا: نمو الاقتصاد العالمي والتجارة الدولية وتنظيم أسواق المال العالمية وتقوية النظام المالي العالمي وتعزير آليات الرقابة عليها لمنع تكرار الأزمة المالية العالمية التي شهدها العالم عام 2008 وعدم ترك أي قطاع من السوق المالية العالمية بعيدا عن الرقابة، ومحاربة التهرب الضريبي وتفادي المنافسة عن طريق تخفيض الضرائب.

كما تركز المجموعة على تحقيق نمو دائم ومستمر ومتوازن للاقتصاد العالمي وتعزيز فرص التشغيل والتوظيف، ومنذ قمة واشنطن التي عقدت عام 2008 أصبحت التجارة العالمية أحد أهم البنود على جدول أعمال قمة المجموعة بسبب العلاقة الوثيقة بين حرية التجارة العالمية والحد من البطالة.

بالإضافة لتلك القضايا تحتل مسائل التغيير المناخي، وسياسات التنمية، وأسواق العمل وقوانينها، ونشر التقنية، والهجرة وقضية اللجوء ومحاربة الإرهاب أهميةً كبرى في أجندات وأعمال مجموعة العشرين.

وفي اختتام الاجتماع السنوي للقمة الذي يستمر يومين يصدر بيان مشترك غير ملزمٍ قانونيًا، وهذا ما يجعل بعض المراقبين يشكك في فاعليتها، علمًا بأنه جرت العادة أن تُرافق أعمال القمة مظاهرات واحتجاجات كبيرة للضغط على أعضائها.