تصدر اسم مستوطنات غلاف غزة منذ أمس المشهد الإعلامي عالميًا، بعد أن أطلقت المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى، وقامت باقتحام كامل مستوطنات الغلاف. فما هي تلك المستوطنات؟ وأين تكمن أهميتها الاستراتيجية؟
بعد انسحابها من قطاع غزة عام 2005، أنشأت "إسرائيل" منطقة عازلة بعمق 40 كلم ضمت العشرات من المستوطنات، وتبلغ مساحتها 735 كلم، وهي ضعف مساحة قطاع غزة تقريبًا، وسعت "إسرائيل" من وراء إقامة تلك المستوطنات إلى إبقاء حاجز جغرافي وديمغرافي بين القطاع و الضفة الغربية، ما يعني منع إقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافيًا مستقبلًا، ولمحاصرة القطاع بطبيعة الحال.
قدمت الحكومة الإسرائيلية تسهيلات وإغراءات للإسرائيليين للإقامة في تلك المستوطنات من أجل تحقيق أهدافها، وقد ارتفع عدد سكان مستوطنات الغلاف عام 2019 إلى نحو 50 ألف مستوطن.
يضم الغلاف ثلاث مجالس إقليمية تتبع الحكومة الإسرائيلية هي: مجلس أشكول، ومجلس أشكلون، ومجلس شاعر هنيغف.
بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005، أنشأت "إسرائيل" منطقة عازلة بعمق 40 كلم، ضمت العشرات من المستوطنات
مجلس أشكول هو الأكبر مساحةً، حيث يتربع على مساحة 380 كلم، ويضم أكثر من 13 ألف مستوطن، يعيشون في 32 مستوطنة. بينما يتربع مجلس أشكلون على مساحة 175 كلم، ويضم حوالي 17 ألف مستوطن يعيشون 4 مستوطنات. أما مجلس شاعر هنيغف فيتربع على مساحة 180 كلم، ويضم 7 آلاف مستوطن يعيشون في 11 مستوطنة.
من أبرز مستوطنات غلاف غزة: سديروت، وكيسوفيم، ونحال عوز، وزيكيم، وأوفاكيم، وكريات ملاخي، وكريات غات، وكفار عزة، وماغن، ومدن عسقلان وأسدود وديمونا. بالإضافة لمعبري إيرتز وكرم أبو سالم. كما يضم الغلاف عدد من القواعد العسكرية، أبرزها قاعدة رعيم.
وفي محاولة لحماية مستوطنات الغلاف، قامت الحكومة الإسرائيلية بتزويد القواعد العسكرية الإسرائيلية هناك بنظام القبة الحديدية الصاروخي لحماية سماء مستوطناتها من صواريخ المقاومة.
كما قامت ببناء جدار إسمنتي من عدة طبقات أسفل سطح الأرض على طول الحدود مع قطاع غزة، في محاولة لمنع تسلل رجال المقاومة عبر الأنفاق المقاومة إلى المستوطنات والقواعد العسكرية داخل الغلاف.
وفي كل عدوان إسرائيلي على قطاع غزة، تبرز مستوطنات غلاف غزة كهدف لصواريخ المقاومة، حيث تعتبرها الخاصرة الرخوة للاحتلال. وشكلت عملية طوفان الأقصى انهيارًا أمنيًا وعسكريًا كاملًا للاحتلال، والهدف المحدد لإقامة تلك المنطقة العازلة.
وفي هذا الإطار، أعلن جيش الإسرائيلي البدء في إجلاء مستوطني غلاف غزة، متوقعًا أيامًا صعبة. وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هغاري للصحافيين إن "مهمتنا خلال الساعات الأربع والعشرين القادمة هي إجلاء جميع سكان غلاف غزة"، فهل ستكون تلك بداية نهاية مستوطنات غلاف غزة، ونشهد انسحابًا إسرائيليًا مشابهًا لانسحاب عام 2005؟