01-أكتوبر-2024
يعتبر نهر الليطاني شريان الحياة للبنان (منصة إكس)

يعتبر نهر الليطاني شريان الحياة للبنان (منصة إكس)

أحد الأهداف التي حددتها إسرائيل من عدوانها الشامل على لبنان، هو دفع عناصر حزب الله إلى الانسحاب إلى ما وراء نهر الليطاني، الذي يعتبر نقطة استراتيجية مهمة. وتهدف إسرائيل من وراء ذلك حماية مستوطناتها، المقامة في شمال فلسطين المحتلة، من أن تكون هدفًا لهجمات الحزب.

يعد نهر الليطاني عصب لبنان المائي، إذ يبلغ طوله 170 كلم، وينبع من ينابيع العليق على علو ألف متر غربي بعلبك، ويخترق النهر سهل البقاع من شماله إلى جنوبه، حيث يحافظ على مستوى ارتفاع يتراوح بين 800 و1000 م. ويزداد تصريفه تدريجيًا بسبب الروافد التي تنضم إليه. حيث يجري في سهل البقاع، ويصبّ في البحر الأبيض المتوسط شمالي صور.

يعد نهر الليطاني عصب لبنان المائي، إذ يبلغ طوله 170 كلم، وينبع من ينابيع العليق على علو ألف متر غربي بعلبك، ويخترق النهر سهل البقاع من شماله إلى جنوبه

تبلغ قدرته المائية 770 مليون م3 سنويًا، وأقيمت عليه مشاريع لإنتاج الطاقة الكهرومائية وتأمين مياه الري والشرب للبقاع والجنوب والساحل بهدف تنمية القطاع الزراعي والكهربائي. إذ يعد شريان الزراعة في لبنان، حيث تعتمد عليه منطقة مساحتها 54 ألف هكتار للري، كما يزود بالمياه 264 بلدة وقرية يبلغ مجموع سكانها الحالي 794 ألف نسمة، أي حوالي خُمس سكان لبنان. يحتل حوض النهر حوالي 20 % من مساحة لبنان، يقع 80 % منها في سهل البقاع و20 % في جنوب لبنان.

ولطالما كان نهر الليطاني عنوانًا للمواجهة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية واللبنانية بحكم موقعه الاستراتيجي. ففي عام 1978 توغلت القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان حتى نهر الليطاني، في عملية حملت اسمه، وكانت تهدف لإبعاد المقاومة الفلسطينية إلى ما وراء النهر. واحتلت إسرائيل المنطقة لمدة ثلاثة أشهر، قبل أن تنسحب وتعوضها قوات "اليونيفيل" الدولية، بعد أن نجحت بإجبار قوات منظمة التحرير الفلسطينية على الانسحاب إلى شمال النهر.

سيارة للصليب الأحمر الدولي تعبر النهر

وعقب انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في أيار/مايو 2000، رسمت الأمم المتحدة "الخط الأزرق"، الذي يعد بمنزلة الحدود بين فلسطين المحتلة ولبنان. أما العمق الذي يفصل "الخط الأزرق" عن مجرى النهر فيبلغ في حده الأقصى 28 كلم في القطاع الأوسط، فيما يبلغ في حده الأدنى 6 كلم في أقصى القطاع الشرقي.

في حين تبلغ طول الحدود بين فلسطين المحتلة ولبنان من مزارع شبعا شرقًا إلى رأس الناقورة غربًا حوالي 76 كلم، أما طول الساحل الجنوبي ما بعد الليطاني فيبلغ نحو 30 كلم.

في آب/ أغسطس 2006، غداة انتهاء حرب تموز، أثير موضوع نهر الليطاني مجددًا، إذ اشترطت إسرائيل لوقف الحرب انسحاب حزب الله إلى شمالي النهر، وتبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع "القرار 1701"، الذي "يدعو إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل"، كما دعا إلى إيجاد منطقة بين "الخط الأزرق" ونهر الليطاني، تكون خالية من أي مسلحين ومعدات حربية وأسلحة، ما عدا تلك التابعة للجيش اللبناني وقوات "يونيفيل" الأممية.

بالنسبة لإسرائيل، يمثل نهر الليطاني حاجزًا طبيعيًا يمكن استغلاله لمنع تسلل عناصر حزب الله نحو الشمال، أو تنفيذ عمليات ضد المستوطنات الإسرائيلية. لذا، تسعى لمنع أي تواجد عسكري للحزب جنوب النهر، وتطالب بانتشار الجيش اللبناني وقوات "يونيفيل" في المنطقة.

أما بالنسبة لحزب الله، فالمنطقة المحيطة بالنهر تُعد منطقة ملائمة لبناء التحصينات العسكرية والاختباء بسبب التضاريس الجغرافية، مما يتيح له بناء مواقع دفاعية وخنادق لا تقدر إسرائيل على مهاجمتها. وبحسب المعلومات المتداولة فإن هذه المنطقة تمثل جزءًا مهمًا من بنية حزب الله العسكرية.