يُخصص "ألترا صوت" هذه المساحة الأسبوعية للفنّ التشكيليّ كي يحدّثنا أهله عن عوالمهم ومعنى أن نكون فنّانات وفنّانين. إنها محاولة لاكتشاف التجارب عبر العودة إلى بداياتها، والوقوف على تحولاتها وما ظل ثابتًا فيها، مما يجعلها مقاربة للسيرة، أو نبشًا في خلاصتها.
اشتُهِرت الرسامة الكويتية مشاعل الفيصل (1987) بشخصياتها أو كائناتها التي تتسم بالغرابة، وتمنح اللوحة طابعًا سرياليًا مع حفاظها على خصوصيتها، التي تجعلها بعيدة عن الرسم التقليدي، قريبة مما يمكن عدُّه
مغامرة بصرية لونية، بل وشاعرية أحيانًا، لا نهاية لها.
وقد كوّنت الفيصل في لوحاتها هذه عالمًا فريدًا مقارنةً بالسائد في الفن التشكيلي سمته الأبرز الجمع بين الألفة التي يثيرها المناخ العام للوحة، لناحية التفاصيل المرتبطة بالثقافة الكويتية، والريبة التي تبثّها كائناتها السريالية التي قد نراها بأكثر من عين، وربما بشفاهٍ كثيرة متداخلة ببعضها البعض.
- متى وجدت نفسك فنانة؟ وما الذي يعنيه ذلك؟
يستهويني الرسم منذ طفولتي الواعية متأثرةً بجميع ما أراه من مشاهد وصور. كنت أجمع من المجلات قصاصات لصور طيور وفتيات بفساتينهن الجميلة ومناظر طبيعية وأحاول رسمها بشغف. ولكن بعد تخرجي من الجامعة تقريبًا، تفرغت للفن وأصبح من أولوياتي. ولطالما كان حلمي أن أرى لوحة أو فكرة من إنتاجي.
- ما هو الشكل الفني الذي انشغلتِ فيه؟ ولماذا هو بالذات؟
مررت بعدّة أشكال فنية خلال تجربتي إلى أن وجدت نفسي سنة بعد سنة متصادمة بتلك الكائنات في لوحاتي التي رافقتني وأصبحت هي ما يعبّر عن مشاعل الفنانة.
- هل هناك نقاط تحوّل أثّرت بإنتاجك، سواء كانت أعمالًا فنية أو أشخاصًا أو كتبًا؟
شاركت في العديد من المعارض داخل الكويت وخارجها، كما تصدّرت رسوماتي أغلفة كتب عدة كّتاب، أبرزهم الروائي الكويتي سعود السنعوسي، ومثّل ذلك التعاون نقلة مهمة في تجربتي الفنية.
- إذا كان العمل الفني لغة بصرية فما هي مفردات هذه اللغة؟
يقول بيكاسو: "الرسم طريقة أخرى لكتابة المذكرات"، لذلك لوحاتي هي طريقة للتعبير عن الموافقة أو الاحتجاج متسلحةً بالألوان والمشهد والشخصيات بألوانها الصارخة.
- هل يعتمد منتجك الفني على الاستيراد من العالم الخارجي أم على التصدير من عالمك الداخلي؟
هذا وذاك. جميع ما يراه الفنان ويفكّر به يترك تأثيره عليه، ويقوم هو بإخراجع للعالم بطريقته القائمة على الجمع بين الألوان والرموز.
- ما الذي تغيّر فيكِ؟ وما الذي ظلّ ثابتًا؟
الثابت تعبيري عن رأيي ومشاعري من خلال لوحاتي. أما التغيير، فأتمنى أن يكون دائمًا للأفضل، فأنا ما زلت في البدايات.