13-يونيو-2024
أطفال سوريون في مخيم للاجئين في لبنان

(Getty) بلغ عدد النازحين قسرًا حول العالم 120 مليون شخص

ارتفع عدد النازحين قسرًا حول العالم، خلال العام الفائت 2023، إلى مستوىً تاريخي جديد وغير مسبوق بحسب ما أعلنته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وقالت المفوضية، في تقرير "الاتجاهات العالمية" لعام 2024، الذي تُصدره كل عام، إن عدد النازحين قسرًا حول العالم بلغ، بحلول شهر أيار/مايو الفائت، 120 مليون شخص في زيادة سنوية مستمرة منذ 12 عامًا على التوالي.

ويعكس هذا الارتفاع غير المسبوق في المستوى العام للنزوح القسري تبعات الصراعات الجديدة والقائمة، والفشل المستمر في إيجاد حلول للأزمات طويلة الأمد وفق المفوضية، التي أشارت إلى أن عدد النازحين أصبح: "معادلًا لتعداد سكان دولة تحتل المرتبة الثانية عشرة عالميًا من حيث عدد السكان، كاليابان".

بلغ عدد النازحين قسرًا حول العالم، بحلول أيار/مايو الفائت، 120 مليون شخص في زيادة سنوية مستمرة منذ 12 عامًا على التوالي

وبحسب الأرقام، فإن سوريا ما زالت تمثّل أكبر أزمة للنزوح في العالم في ظل وجود 13.8 مليون نازح قسريًا داخل البلاد وخارجها. فيما أشارت تقديرات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إلى أن عدد النازحين في قطاع غزة بلغ، بحلول نهاية العام الفائت، 1.7 مليون شخص، أي 75 بالمئة من سكانه، ومعظمهم من اللاجئين الفلسطينيين عام 1948، نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع.

ودفعت الحرب الدائرة في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منذ منتصف نيسان/أبريل 2023 إلى ارتفاع عدد النازحين قسريًا، حيث بلغ عدد السودانيين المهجرين من منازلهم 10.8 مليون شخص على الأقل. فيما
اضطر ملايين الأشخاص في جمهورية الكونغو الديمقراطية وميانمار، إلى النزوح داخليًا خلال العام الماضي نتيجة القتال العنيف.

وأوضح "مركز رصد النزوح القسري" أن الزيادة الأكبر لمستوى النزوح جاءت من جانب الأشخاص المضطرين للفرار داخل حدود بلدانهم، حيث ارتفع عددهم إلى 68.3 مليون شخص، بزيادة بلغت 50 بالمئة على مدى السنوات الخمس السابقة.

أما عدد اللاجئين وغيرهم من المحتاجين إلى الحماية الدولية، فقد ذكر التقرير أنه ارتفع إلى 43.4 مليون شخص: "إذا شملنا الأشخاص الواقعين تحت ولاية كل من مفوضية اللاجئين والأونروا". وذكر أن الغالبية العظمى منهم تستضيفهم دول مجاورة لبلدانهم، حيث يعيش 75 بالمئة منهم في بلدان ذات دخل منخفض أو متوسط، لا يتجاوز ما تنتجه، مجتمعةً، 20 بالمئة من دخل العالم.

وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، إنه: "وراء هذه الأرقام الصادمة والمتزايدة يكمن عدد لا يحصى من المآسي الإنسانية. يجب أن تدفع هذه المعاناة المجتمع الدولي للتحرك بشكلٍ عاجل لمعالجة الأسباب الجذرية للنزوح القسري".

وأضاف: "لقد آن الأوان لأن تلتزم الأطراف المتحاربة باحترام قواعد الحرب والقانون الدولي. في واقع الأمر، فإنه دون تحسين التعاون والجهود المشتركة لمعالجة النزاعات، وانتهاكات حقوق الإنسان، وأزمة المناخ، فسوف تستمر أعداد النازحين قسرًا بالارتفاع، جالبةً معها المزيد من البؤس وفارضة عمليات إنسانية مكلفة".

وتابع: "يحتاج اللاجئون – والمجتمعات التي تستضيفهم – إلى التضامن والمساعدة. إنهم قادرون على المساهمة في المجتمعات عندما يتم إدماجهم فيها، وهم يفعلون ذلك بالفعل". وأكمل: "وبالمثل، فقد عاد في العام الماضي ملايين الأشخاص إلى ديارهم، وهو ما يمثل بصيص أمل مهم. فالحلول موجودة، وقد رأينا دولًا مثل كينيا وهي تقود المسيرة في مجال إدماج اللاجئين – لكن الأمر يتطلب التزامًا حقيقيًا".