ألترا صوت – فريق التحرير
قدّمت فرقة "مسرح شغل بيت"، على خشبة "مسرح مونو" في منطقة الأشرفية في العاصمة اللبنانية بيروت، عند الساعة الثامنة والنصف من مساء يوم أمس السبت، 15 كانون الثاني/ يناير الجاري، العرض الأول من مسرحية "بابل Super". وهي من تأليف كلٌ من باسكال تابت، وندى عريضي، وريتا تنوري، ومايا سبعلي التي تولت أيضًا مهمة الإخراج، وتمثيل: شادي غازي، باسكال تابت، ندى عريضي، ريتا تنوري، أيمن حميدو، سالي بودياب، جميل الحلو، وحسين قنبر.
تجسد "بابل Super" أوجاع اللبنانيين الذين لم يعد بوسعهم سوى الضحك على أوجاعهم والسخرية منها كردة فعل على عجزهم عن تغيير واقعهم
تدور المسرحية التي سيُعاد عرضها مساء اليوم، الأحد، في أجواء كوميدية واجتماعية ساخرة. وتتناول، بأسلوبٍ تهكمي مرير، واقع لبنان وأحوال شعبه في ظل الأزمة الاقتصادية والمعيشية والسياسية القائمة في البلاد منذ أكثر من عامين، حيث تجسد، وبحسب ما ذكرته مخرجتها مايا سبعلي في حديثها لـ "ألترا صوت"، أوجاع اللبنانيين الذين لم يعد بوسعهم، إزاء ما يكابدونه، سوى الضحك على أوجاعهم والسخرية منها أيضًا كردة فعلٍ على عجزهم عن تغيير واقعهم.
اقرأ/ي أيضًا: مسرحية "ست الدنيا".. وجه بيروت المظلم
وتشير المخرجة اللبنانية إلى أن مسرحية "بابل Super" مكونة من جزئين: "يتمحور الجزء الأول حول الشعب الذي يسرد أوجاعه ويسخر منها. بينما يدور الثاني حول الملك وخادمه اللذين لا يكترثان لأوجاع الناس ومعاناتهم. وهما يجسدان في هذه المسرحية السلطة الحاكمة".
وتضيف سبعلي: "تقدّم الجزء الأول من المسرحية عدة شخصيات، تجسد كل واحدة منها فئة معينة من الشعب اللبناني، وتعبّر عن واقعه وأحواله لا على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي فقط، بل حتى على الصعيد السياسي أيضًا".
ومن بين هذه الفئات، تذكر ضيفتنا الفئة التي لا تزال العملة الصعبة متوفرة بين يديها رغم ندرتها وارتفاع سعر صرفها أمام العملة المحلية، الأمر الذي يجعلها بمنأى عما تكابده الفئة التي تكافح من أجل تأمين قوت يومها بعد تراجع قدرتها الشرائية بفعل انهيار العملة المحلية أمام الدولار الأمريكي، ناهيك عن فئات أخرى مختلفة تجسد، معًا، تداعيات الأزمة الاقتصادية على اللبنانيين.
تروي "بابل Super" إذًا قصة اللبنانيين، وتجسد معاناتهم في ظل الأزمة الاقتصادية والمعيشية القائمة في البلاد، وذلك من خلال تطرقها إلى جميع المواضيع التي تشغلهم، والمسائل المتعلقة بواقعهم ومعيشتهم ومعاناتهم حتى في تأمين أبسط مقومات الحياة وفق ما ذكرته سبعلي، التي لفتت إلى أن المسرحية لا توجه أي رسائل إلى المتفرج لأنها تدور، في الأساس، حول معاناته اليومية. ولكنها تأمل أن تدفعه إلى التحرك من أجل تغيير هذا الواقع المرير.
وتقول ضيفتنا إن المسرحية تعتمد الأسلوب الموارب، غير المباشر، في تقديم أفكارها، الأمر الذي يفسِّر غياب التسميات الواضحة داخل المسرحية، التي لا تتضمن أي إشارات مباشرة تفيد بأن أحداثها تدور في لبنان، أو تحاكي واقعه. ولكنها، مع ذلك، وبحسب تعبيرها، واضحة بما يكفي ليدرك المشاهد الأفكار والمعاني التي تحيل إليها.
تدور المسرحية في أجواء كوميدية واجتماعية ساخرة، وتتناول بأسلوبٍ تهكمي مرير واقع لبنان وأحوال شعبه في ظل الأزمة الاقتصادية القائمة في البلاد
وعن عنوان المسرحية، تقول مايا سبعلي إنه مأخوذ من أسطورة بابل الشهيرة، حيث الجميع يحاولون التحدث إلى بعضهم البعض، ولكن كل واحد بلغته التي لا يفهمها الآخر. أما مفردة "Super"، فتأتي من فكرة: "أننا تجاوزنا بابل في لبنان، ذلك أننا لا نتكلم فقط بلغات لا يفهمها الآخر، وإنما نتصرف تصرفات غير مفهومة أيضًا. وتضيف: "نعيش في بلد يشبه بابل، لا يفهم أحدنا على الآخر لا في اللغة، ولا في السياسة، ولا حتى في الدين أيضًا".
اقرأ/ي أيضًا: مسرحية "برلمان النساء".. كوميديا عن الواقع الفلسطيني
اختتمت ضيفتنا حديثها بالإشارة إلى أن "بابل Super" هي مسرحيتها الكوميدية الأولى على صعيد الإخراج، وأنها تشاركت مع عددٍ من الممثلين، الذين هم في الأصل تلاميذها، في كتابة نصها الذي أنجزت باسكال تابت وندى عريضي وريتا تنوري جزءًا منه، في حين تولت هي كتابة الجزء المتبقي. ولفتت في نهاية حديثها إلى أن المسرحية أُنجزت في ظل ظروف اقتصادية وصحية صعبة أعاقت عملهم أحيانًا، ولكنها لم تمنعهم من تقديمها على الخشبة.
اقرأ/ي أيضًا: