ألترا صوت - فريق التحرير
شهد المسرح الوطني الجزائري "محي الدين بشطارزي"، أواخر تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، عرضًا جديدًا لمسرحية "شارع المنافقين" التي عُرضت للمرة الأولى على خشبة قاعة مصطفى كاتب، في العاصمة الجزائرية، بين 19 و21 حزيران/ يونيو الفائت.
تتناول مسرحية "شارع المنافقين" ظاهرة النفاق الاجتماعي باعتباره نتيجة طبيعية لتداعيات "الاستدانة" التي تساهم في تشويه المجتمعات البشرية
تدور "شارع المنافقين"، وهي من تأليف وإخراج أحمد رزاق، وتمثيل كلٌ من: حميد عاشوري، وسميرة صحراوي، وكمال زرارة، وياسين زايدي، ونسرين بلحاج، وعديلة سوالم؛ في أجواء كوميدية واجتماعية ساخرة. وتتناول، بأسلوبٍ تهكمي مرير، قضايا اقتصادية وسياسية عديدة ترصد من خلالها، بشكلٍ غير مباشر، تداعيات ظاهرة "الاستدانة" على الأفراد، والمجتمعات، والدول، في محاولة منها للإضاءة على واقع البلدان التي تعاني من ضغوطات الهيئات والمنظمات المالية الدائنة.
اقرأ/ي أيضًا: مسرحية "هيك صار معنا".. حكاية 6 لاجئات فلسطينيات
وتركز المسرحية التي أنتجها "المسرح الوطني الجزائري"، وتواصلت لأكثر من ساعة، على تصوير ظاهرة النفاق الاجتماعي باعتباره نتيجة طبيعية لتداعيات الاستدانة التي تساهم في تشويه المجتمعات من خلال دفع بشرها إلى ممارسة الكذب والنفاق إما من أجل استرداد أموالهم، أو تسديدها. وهذا بالضبط ما يتجلى داخل "فندق السعادة"، مسرح أحداث العمل، الواقع في "شارع المنافقين"، حيث يعاين المشاهد كذب ونفاق وخداع شخصيات المسرحية التي تحاول استرداد أموالها بأبشع الطرق الممكنة.
في حديثه لـ "ألترا صوت"، يقول أحمد رزاق إن المسرحية: "مستوحاة من قصة شعبية علمية ينسبها البعض إلى كارل ماركس، والبعض الآخر إلى باحثٍ اقتصادي. تروي القصة ببساطة حكاية مدينة تواجه أزمة اقتصادية، أو صحية، تدفع سكانها إلى الاستدانة التي أوقعتهم في أزمات مالية كبيرة عصفت بجميع القيم والعلاقات الإنسانية التي كانت تربطهم ببعضهم البعض، بل وأحالت حيواتهم إلى دائرة مفرغة من التوتر، والنفاق، والكراهية بعد أن أصبحوا جميعًا رهينة معاملات مالية وظروف قاهرة لا مكان فيها للشرف والكرامة والحرية".
ويضيف المخرج الجزائري: "الغاية من مسرحية "شارع المنافقين" هي دق ناقوس الخطر بشأن تداعيات سيطرة البورصات والبنوك والمؤسسات المالية العالمية على سياسات العديد من دول العالم، بما فيها الجزائر. وهي تداعيات تشمل انهيار العلاقات الإنسانية، وتدني قيمة الإنسان ذاته، وتشويه معنى العيش والكرامة الإنسانية أيضًا".
ويرى رزاق أن هذه المؤسسات التي تنتقد المسرحية سياساتها، كرست: "عبودية جديدة عبر آليات مختلفة. وغيّرت أيضًا شكل الاستعمار الذي كان جغرافيًا في السابق، إلى آخر يتملك الفرد أينما كان بعد أن نجح في ربط حياته ومصيره باقتصاد السوق، وانهيار البورصات، وتراجع أسعار النفط، وغيرها".
تعالج المسرحية بأسلوبٍ تهكمي مرير، قضايا اقتصادية وسياسية عديدة ترصد من خلالها تداعيات ظاهرة "الاستدانة" على الفرد والمجتمعات
وحول سبب اختياره القالب الكوميدي الساخر لطرح موضوع مسرحيته، يقول: "أفضل دائمًا الكوميديا في المسرح كوسيلة للتعبير حتى عن الأمور البائسة. فالمتفرج، بصفة عامة، يفضل الاستمتاع ورؤية نفسه منتصرًا حتى في أسوأ الأحوال، ومواجهة الأمور بالنقد بدلًا من البكاء. وتبقى وظيفة العرض المسرحي امتاع الجمهور، بغض النظر عما يخفيه في باطنه من رسائل أخلاقية وسياسية".
اقرأ/ي أيضًا: مسرحية "خريف".. نشيد للحياة على الخشبة
ويضيف: "الكوميديا لا تعني بالضرورة الضحك فقط، لأنها في النهاية طريقة طرح مختلفة، أعتبرها شخصيًا ذكية مقارنةً بغيرها من الطرق الأخرى. ومعظم تجاربي المسرحية تندرج ضمن إطار الكوميديا والمسرح الشعبي".
اقرأ/ي أيضًا:
معرض "يوميات عراقية" في الدوحة.. فيصل لعيبي راويًا
4 أسباب لاحتجابها.. هل سحب زياد فيروز من "مرح الرحابنة" إلى العدمية؟