ألترا صوت - فريق التحرير
استضاف "مسرح مونو" في العاصمة اللبنانية بيروت، عند الساعة الثامنة والنصف من مساء يوم أمس الأحد، 14 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، عرضًا جديدًا لمسرحية "عزيزتي ألفت" التي عُرضت للمرة الأولى على خشبة "مسرح المدينة"، في منطقة الحمرا في بيروت، بين 9 و11 نيسان/ أبريل الفائت.
تسلط مسرحية "عزيزتي ألفت" الضوء على هموم المرأة اللبنانية ومعاناتها مع مسألتي الطلاق وحضانة الأطفال بسبب غياب قانون أحوال شخصية
تدور "عزيزتي ألفت"، وهي من تأليف وتمثيل ألفت خطار، وإخراج شادي الهبر، في أجواء اجتماعية يغلب عليها الطابع التراجيدي، ذلك أنها تروي قصة امرأة لبنانية وجدت نفسها، منذ طفولتها، ضحية مجتمع تقليدي محافظ، وتربية عائلية صارمة تقوم على القمع وتطويق الفرد الممنوعات والمحظورات التي تقيّده.
اقرأ/ي أيضًا: مسرحية "الفصل السابع".. مونولوغات تبحث في أسباب اضطراب البشرية
تبدأ ألفت بسرد حكايتها منذ طفولتها، مرورًا بمرحلة المراهقة والشباب، وصولًا إلى الحدث الذي سيغيّر مجرى حياتها، وهو وقوعها في حب رجل من غير طائفتها، وقرارها الزواج منه رغم رفض عائلتها الذي يقوم، في الدرجة الأولى، على أسباب دينية مختلفة تحرّم عليها، وعلى جميع أبناء دينها، الزواج من خارج الطائفة.
تنتقل ألفت بعد ذلك إلى الحديث عن زواجها الذي، وعلى العكس مما توقعت، أضاف إلى حياتها مأساة جديدة تمثّلت في خلافاتها مع زوجها التي انتهت بطلاقهما، وحرمانها من ابنها الذي كان يبلغ من العمر حينها عامين فقط، الأمر الذي ضاعف من معاناة المرأة وجعل من حياتها مأساة مفتوحة ونكبة مستمرة.
المفارقة في ما ترويه ألفت، هي أن الرجل الذي اختارته زوجًا لها بسبب مواقفه اليسارية، وإيمانه بالقضايا والمبادئ التي أمنت بها هي أيضًا، مثل الحرية والمساواة وغيرها؛ تخلى عن جميع مبادئه وقيمه، وتنكّر لزواجهما المدني، عائدًا إلى أعراف طائفته وقوانينها التي مكنته من الاحتفاظ بطفلها.
وعبر سردها لقصتها هذه، تسلط ألفت خطار الضوء على هموم المرأة اللبنانية ومعاناتها مع مسألتي الطلاق والحضانة، بسبب غياب قانون أحوال شخصية مدني وعادل يحل مكان القوانين والأحكام الشرعية، التي غالبًا ما تنحاز إلى الرجل على حساب المرأة، لا سيما حين يتعلق الأمر بحضانة الأطفال.
"عزيزتي ألفت" هي عمل مسرحي وشهادة حية يطرحان مواضيع إنسانية ونسائية مؤلمة تعيشها معظم النساء في لبنان
جديرٌ بالذكر أن مسرحية "عزيزتي ألفت" هي من إنتاج "مسرح شغل بيت"، الذي قدّمها بوصفها عمل مسرحي وشهادة حياة الغاية منهما طرح: "مواضيع إنسانية ونسائية مؤلمة تعيشها معظم النساء في لبنان منذ الطفولة وحتى الموت".
اقرأ/ي أيضًا: مسرحية "شارع المنافقين".. الرأسمالية وتشويه المجتمعات البشرية
أما "مسرح شغل بيت"، فهو فضاء ثقافي وفني يُعنى بتقديم ورش عمل مختلفة ومتنوعة للمحترفين والهواة في المسرح، وينشط في مجال الإنتاج المسرحي، حيث قدّم مجموعة واسعة من الأعمال المسرحية، منها: "جثة متنقلة"، و"آخر عزيمة"، و"دفنا"، و"شبح"، و"حياتي ثورة"، وغيرها.
اقرأ/ي أيضًا: