تظاهر الآلاف في مدينة صفاقس، جنوب تونس، مساء السبت 24 من كانون الأول/ ديسمبر الجاري تنديدًا باغتيال المهندس محمد الزواري، الذي قتل رميًا بالرصاص يوم 15 من كانون الأول/ ديسمبر الجاري أمام منزله في صفاقس. شارك في المظاهرات عدد من مكونات المجتمع المدني وأطياف مختلفة من المشهد السياسي إلى جانب قوى مدنية وسياسية منها النقابة الوطنية للمهندسين والاتحاد العام التونسي للشغل بجهة صفاقس.
تظاهر الآلاف في مدينة صفاقس، جنوب تونس، تنديدًا باغتيال المهندس محمد الزواري في ظل نقص في التنسيق بين الأطراف المشاركة
ورفع المتظاهرون شعارات ولافتات تدعم المقاومة الفلسطينية وتطالب بتجريم التطبيع مع العدو الإسرائيلي. ومن الشعارات المرفوعة: "أوفياء أوفياء لدماء الشهداء، الشعب يريد سيادة وطنية، مقاومة مقاومة لا صلح ولا مساومة، بالروح بالدم نفديك فلسطين، الموت لإسرائيل، الشعب يريد تجريم التطبيع".
اقرأ/ي أيضًا: في تونس.. هل اغتالوا محمد الزواري مرتين؟
وكانت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قد أعلنت أن الضحية كان أحد كوادرها الذين أشرفوا على مشروع تطوير طائرات الأبابيل التي استعملت في حرب 2014، واتهمت جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد بتنفيذ العملية. فيما أكد وزير الداخلية التونسي أن جهازًا أجنبيًا يقف وراء عملية اغتيال الزواري، واعدًا بتقديم التطورات التي سيكشفها التحقيق.
يذكر أن نقيب المهندسين التونسيين أسامة الخريجي قد طالب خلال المسيرة أن "تسرع الحكومة والسلطات القضائية بالكشف عن الجهة الخارجية التي تقف وراء اغتيال المهندس الزواري"، ودعاها إلى "اتخاذ موقف رسمي من الكيان الصهيوني وتفعيل خطوات نحو تجريم التطبيع"، معبرًا عن تخوفه من "تأخر كشف الحقيقة في الجريمة الإرهابية". في سياق متصل، اعتبر أخ الشهيد، رضوان الزواري أن "السلطات التونسية لم تأخذ بعد الأمور بجدية"، متخوفًا من "طمس الحقيقة"، حسب تعبيره.
وكانت عديد المدن التونسية قد شهدت طيلة الأسبوع الماضي تظاهرات احتجاجية تنديداً بعملية الاغتيال التي اعتبروها اعتداء على السيادة الوطنية.
اقرأ/ي أيضًا: بعد اغتيال الزواري.. الشارع التونسي يضغط ويحتج
انطلقت المسيرة من منطقة "باب الديوان" بدعوة من نقابة المهندسين، التي كانت أول الأطراف التي دعت إلى التحرك الاحتجاجي، انضم إليها تجمع في "ساحة المقاومة" في منطقة "القصبة"، دعا إليه الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس وعدد من الجمعيات. من جهة أخرى، انطلقت من أمام "جامع سيدي اللخمي" مسيرة بدعوة من الأئمة والمنظمة التونسية للشغل (منظمة نقابية تكونت بعد الثورة) وعدد من الجمعيات، وكان الهدف أن تلتقي كل المسيرات أمام مبنى محافظة صفاقس، لكن ذلك لم يحصل على أرض الواقع.
تشتتت المسيرات، رغم محافظتها على شعارات متقاربة تصب في الأغلب لصالح القضية الفلسطينية، ويفسر سوء التنسيق الذي حصل بخلافات بين الأطراف المتنوعة المشاركة، إيديولوجيًا أو سياسيًا.
اقرأ/ي أيضًا: