نظم ناشطو حركة "في حياتنا" (Within Our Lifetime)، وهي أكبر منظمة حراك سياسي داعم للفلسطينيين في مدينة نيويورك، مظاهرة كبيرة تضم أكثر من خمسة آلاف متظاهر مؤيدة لفلسطين ولبنان، في الذكرى السنوية الأولى منذ اندلاع المواجهات بين حماس والجيش الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، وتأتي فقط بعد أقل من أسبوعين من اغتيال، الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، في بيروت.
دعت الحركة على صفحتها على منصة X إلى المظاهرة، أمس الإثنين، وقالت إن المتظاهرين سيبدؤون التظاهرة من جانب مبنى بورصة نيويورك "New York Stock Exchange"، ومرورًا على مبنى بلدية مدينة نيويورك "New York City Hall"، وحديقة واشنطن "Washington Park"، وانتهاءً بساحة كولومبوس "Columbus Circle".
لكن خط المسير تغير لاحقًا بسبب وجود متظاهرين أقل عددًا داعمين لـ"إسرائيل" كانوا ينتظرون متظاهري الحركة في حديقة واشنطن، وقالت رئيسة الحركة، نيردين كسواني، إن "الحركة تعرضت لتهديدات بالتفجير والقتل، لكنهم غير آبهين بمواجه الصهيونيين"، حسب تعبيرها.
قالت رئيسة الحركة، نيردين كسواني، إن "الحركة تعرضت لتهديدات بالتفجير والقتل، لكنهم غير آبهين بمواجه الصهيونيين"
حمل المتظاهرون علمًا فلسطينيًا ضخمًا في شوارع المدينة بينما كانوا يمشون في المدينة، وافترشوا العلم للصلاة عليه ثلاث مرات، وأقاموا صلاة الظهر والعصر والعشاء خلف أئمة دعوا لإخوانهم في غزة وفلسطين ولبنان ودول أخرى، وردد المتظاهرون هتافات كثيرة أبرزها "الولايات المتحدة تدفع ما تقصفه إسرائيل، كم طفلًا قتلتم اليوم!".
ومشى المتظاهرون حوالي ما يقارب الست ساعات في وسط مدينة نيويورك التجارية، وانتهت المظاهرة في ساحة حديقة ماديسون "Madison Square Park"، وتم اعتقال شخص واحد تعرض للضرب الشديد من قبل شرطة المدينة.
وألقت كسواني كلمة قالت فيها إن حركتها تتعرض للكثير من الهجوم من الطرف الداعم للطرف الصهيوني، وأكدت أنهم يطالبون بالعدالة في غزة وفلسطين وبقية بلدان الشرق الأوسط، مضيفة أن الدعاية المغرضة تريد أن تقنع العالم بأن الفلسطينيين في غزة قاموا بقتل الأطفال واغتصاب النساء.
وأضافت كسواني أن من حق الفلسطينيين المقاومة حسب القانون الدولي، مشيرةً إلى أن المظاهرة الضخمة اليوم، والتي فاقت مظاهرة داعمي الصهيونية، والتي انضم إليها أكتر من 200 منظمة وفعالية، هي تأكيد على مدى الدعم الواسع الذي يتلقاه الفلسطينيين، وقالت إن المقاومة الفلسطينية ليست إرهابًا، بل قتال شرعي في سبيل الحرية.
وقالت كسواني: "على الرغم من المليارات التي تم إنفاقها على الأسلحة التي أرسلت لهم (إسرائيل)، ووسائل الْإعلام المنحازة لهم، وكل قوة الدبلوماسية الأميركية التي تقدم لهم، إلا إننا ما زلنا قادرين على هزيمة الصهيونية بأيادينا العارية".
من جانبها، فوستيرا مور، وهي متظاهرة من أصل أسود جاءت من مدينة "ألباني" في ولاية نيويورك، وهي رحلة تستغرق ثلاث ساعات للوصول لمدينة نيويورك من أجل المظاهرة الداعمة لفلسطين، قالت إنها أتت حتى توقف الإبادة الجماعية في غزة، والتي يطلق عليها البعض اسم الحرب، وهو وصف خاطئ حسب تعبيرها، وأشارت مور إلى أنها تشارك في مظاهرات "حياة السود مهمة" "Black Lives Matter" بنفس الزخم الذي تشارك به في مظاهرات الفلسطينيين لأن الانعتاق واحد.
ديفيد تضدروس، وهو متظاهر آخر، قال إن والده فلسطيني هاجر إلى الولايات المتحدة منذ الخمسينات بسبب العنف هناك. وأضاف تضدروس أنه يعاني من مرض عضال، لكنه حضر المظاهرة، مشيرًا إلى أن "الطرف الآخر يصرف الكثير من الأموال ليقنع العالم بأن الفلسطينيين يكرهون اليهود، وهو كلام عار عن الصحة، وأنا أحضر الكثير من مظاهرات الفلسطينيين، لكني لم أشاهد أي شيء من هذا القبيل".
من جهتها، جاءت عائشة بوش مع طفلتها، وهي أميركية متزوجة من جزائري، وقالت إن لديها أصدقاء من فلسطين، وأنها تجلب طفلتها، مضيفة أنها تتعرض للكثير من التنمر، ومحاولات انتزاع الكوفية الفلسطينية التي ترتديها في شوارع نيويورك. لكنها ستستمر بارتدائها.
وقالت بوش إن: "هذه المظاهرة ليست احتفالًا كما يدعي البعض، بل هي تظاهرة مليئة بالحزن والكآبة. صديقتي في فلسطين تتعرض للقصف حاليًا، ولا يمكنني فعل أي شيء لمساعدتها. كيف لي أن أحتفل؟".
