02-يوليو-2024
الخروج من خانيونس 2024

(AP) الخروج من خانيونس

أمر جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الإثنين، بإجلاء جماعي للفلسطينيين من معظم أنحاء خانيونس، في إشارة لإمكانية شن القوات الإسرائيلية هجوم بري جديد على ثاني أكبر مدينة في قطاع غزة، حسب أسوشيتد برس.

هذا يعني أن سيناريو الشجاعية سيتكرر في خانيونس التي سبق للجيش الإسرائيلي أن دخلها وادعى "تطهيرها" من المقاومة. ليتبين له لاحقًا خطأ تقديراته ليعود مجددًا إليها.

يشار إلى أن أجزاء كبيرة من مدينة خانيونس تم تدميرها في الهجوم الأول لقوات الاحتلال الإسرائيلي عليها، لكن أعدادًا كبيرة من الفلسطينيين الذين غادروا المدينة عادوا إليها هربًا من هجوم إسرائيلي آخر على مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب غزة.

أجزاء كبيرة من مدينة خانيونس تم تدميرها في الهجوم الأول لقوات الاحتلال الإسرائيلي عليها، لكن أعدادًا كبيرة من الفلسطينيين الذين غادروا المدينة عادوا إليها هربًا من هجوم إسرائيلي آخر على مدينة رفح

وأشارت أسوشيتد برس إلى أن عملية الإخلاء جاءت في الوقت الذي أفرجت فيه إسرائيل عن محمد أبو سلمية، مدير ما كان في السابق أكبر مستشفى في غزة بعد احتجازه لمدة سبعة أشهر دون تهمة أو محاكمة.

إخلاء خانيونس

شمل أمر الإخلاء الذي صدر، يوم الاثنين، النصف الشرقي من مدينة خانيونس ومساحة كبيرة من الزاوية الجنوبية الشرقية لقطاع غزة.

وفي وقت سابق من اليوم، قال جيش الاحتلال إن وابلًا من الصواريخ أطلق من خانيونس نحو غلاف غزة.

ومع حلول الليل، تقول أسوشيتد برس، "غادرت أعداد كبيرة من المدنيين خانيونس سيرًا على الأقدام بجانب تدفق مستمر من المركبات، قامت امرأة بسحب حقيبة سفر متدحرجة وعلى رأسها فتاة صغيرة. وكان آخرون يحملون بعض المتعلقات المهمة – فرشات وملابس ودلاء بلاستيكية للغسيل ومروحة كهربائية. وكانت الشاحنات مكدسة بالممتلكات والأثاث".

رسالة الإخلاء من خان يونس
رسالة الإخلاء من خانيونس

وقالت النازحة زينب أبو جزر وهي تحبس دموعها: "لقد تلقينا رسالة على هواتفنا المحمولة للإخلاء"، مضيفة القول: "انظر إلى هؤلاء الأطفال، كيف يمشون، إذ لم نجد حتى سيارة لركوبها".

وطلبت إسرائيل من الناس الانتقال إلى المواصي، وهي منطقة ساحلية صنفها جيش الاحتلال الإسرائيلي كمنطقة آمنة، وأصبحت مليئة بالمخيمات المزدحمة وغير الصحية.

ويشير أمر الإخلاء كما سبق ذكره إلى أن هجومًا جديدًا على خانيونس بات وشيكًا. وكانت القوات الإسرائيلية قاتلت لأسابيع في خانيونس في وقت سابق من هذا العام وانسحبت بدعوى تدمير كتائب حماس. ولكن في أماكن أخرى حيث أطلق الجيش ادعاءات مماثلة، سلطت الغارات المتجددة التي استهدفت غلاف غزة أو جنود الاحتلال من تلك المناطق الضوء على قدرات المقاومة في إعادة تنظيم صفوفها.

وفي الأسبوع الماضي أيضًا، أمر جيش الاحتلال بإخلاء منطقة الشجاعية شمال غزة، وأعقب ذلك قتال عنيف.

وقال نتنياهو، أمس الاثنين، إن الجيش "يحرز تقدمًا نحو إنهاء مرحلة تدمير كتائب حماس". لكنه قال إن القوات ستواصل "استهداف بقايا حماس في المستقبل".

ومن شأن المزيد من القتال في منطقة خانيونس أن يزيد، حسب أسوشيتد برس، من عرقلة وصول الفلسطينيين إلى مياه الشرب التي هم في أمس الحاجة إليها. وتشمل منطقة الإخلاء خط مياه قامت إسرائيل بتركيبه بعد انتقادات بسبب قطعها المياه عن القطاع في وقت مبكر من الحرب.

ويوجد في المنطقة أيضًا المناطق المحيطة بمعبر كرم أبو سالم، وهو معبر المساعدات الرئيسي إلى جنوب غزة، وطريق المساعدات داخل الأراضي التي قالت إسرائيل إنها باتت آمنة.

وقد فر معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم، ونزح العديد منهم عدة مرات. وأدت القيود الإسرائيلية والقتال وانهيار النظام العام إلى إعاقة إيصال المساعدات الإنسانية، مما أدى إلى انتشار الجوع على نطاق واسع وإثارة المخاوف من المجاعة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن أمر الإخلاء الجديد "يظهر مرة أخرى أنه لا يوجد مكان آمن في غزة للمدنيين الفلسطينيين".

وقال، في بيان، يدعو إلى وقف إطلاق النار: "إنها محطة أخرى في هذه الحركة الدائرية المميتة التي يتعين على سكان غزة أن يمروا بها بشكل منتظم".