افتتحت "المؤسسة العامة للحي الثقافي - كتارا" أمس الإثنين، الرابع من أيلول/ سبتمبر الجاري، معرض "السودان أرض الألوان" للفنان التشكيلي السوداني نور الهادي، الذي يتواصل حتى السابع عشر من الشهر نفسه.
يضم المعرض 47 لوحة بأحجام مختلفة ومساحات متنوعة تحضر فيها مشاهد من الحياة اليومية في السودان، قدّمها الهادي بطريقة ملفتة سواء تعلّق الأمر بكيفية رسمه للشخصيات الظاهرة فيها، أو توزيعه للألوان التي ستكون أول ما يلفت انتباه المتلقي في اللوحة.
تنهض لوحات نور الهادي على فكرة محددة هي الحميمية والتلاحم بين مختلف فئات الشعب السوداني
يخلق التشكيلي السوداني في لوحاته مساحة هادئة تنساب فيها الألوان، التي اعتمد في توزيعها على بناء هندسي شبه دقيق، بحيث تتسق مع المشهد الذي تجسّده اللوحات المنقسمة بين بورتريهات لأجساد بشرية منحتها طريقة رسم الخطوط وتوزيع الألوان بُعدًا مميزًا جعل من اللوحة مزيجًا بين العفوية الطفولية والغموض، وبين الألفة والغرابة.
وبين مشاهد من الحياة اليومية السودانية تجسّد تفاصيلها جوانب مختلفة من الثقافة والتراث السوداني. لكن اللوحات، في معناها العام، تتناول فكرة محددة هي الحميمية والتلاحم بين مختلف فئات الشعب السوداني.
وهذه هي الرسالة/ الفكرة التي يقوم عليها المعرض، إذ ذكر نور الهادي في تصريحات صحفية أن المعرض: "يتحدّث عن اللحمة بين الشعب السوداني رغم كل ما يحدث الآن من مشاكل، إلا أننا نؤمن بأن القادم أفضل وأننا نسيج واحد متكامل".
أما على الصعيد الشخصي، فقد أشار الفنان السوداني إلى أن لوحاته تعبّر عن أشواقه وحنينه إلى السودان بتنوعه الجغرافي والمجتمعي، وأن حضور المرأة في أغلب لوحاته مردُّه إلى إيمانه بأن المرأة العظيمة تُنتج شعوبًا عظيمة.
وأشار الهادي إلى أن الألوان الزاهية والمشعة التي استخدمها في إنجاز لوحاته ترمز، بالدرجة الأولى، إلى التنوع الكبير في تفاصيل بلده السودان من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه من حيث التنوع واللهجات والثقافات.
يبدو معرض "السودان أرض الألوان" إذًا محاولة لاستكشاف والتقاط جمال وتنوع الهوية الوطنية السودانية، جنبًا إلى جنب تفاصيل الحياة اليومية، والبُعد الأسطوري في البيئة السودانية الذي تُحيل إليه ما تتضمنه اللوحات من علامات ورموز متداخلة مع الشخصيات التي تظهر فيها.
