يقيم غاليري بيكاسو في القاهرة هذه الأيام معرضًا (يستمر حتى الخامس من نيسان/إبريل المقبل) للفنان المصري حلمي التوني، المعروف بأعماله التي تستلهم التراثين، المصري والعربي، عبر أسلوب فريد، بات مطبوعًا في ذاكرة ما يقارب ثلاثة أرباع القرن من العطاء الفني.
المعرض الذي حمل عنوان "الشمعة والسمكة" لأنه انشغل برمزية الشموع التي تستحضر أجواء الاحتفالات الدينية، سواء في الكنائس أو النذور أو الموالد، والسمكة التي تعد رمزًا من رموز المسيحية.
يمتاز أسلوب التوني خصوصية بصرية تجعله مألوفًا لعين المتلقي، وبالفرح الطليق والعفوي والبريء الذي يخيّم على أجوائه، وبامتلائه بالسرد كما لو أن الرسم حكاية
ضم المعرض حوالي 30 لوحة، نصفها عبارة عن لوحات للمرأة مع الشموع، ونصفها الآخر لوحات للمرأة مع الأسماك.
يمتاز أسلوب لوحات التوني، المعروف على نطاق واسع، نتيجة عمله الطويل في تصميم الكتب والصحافة، بخصوصية بصرية تجعلها مألوفة لعين المتلقي، وبالفرح الطليق والعفوي والبريء الذي يخيّم على أجوائها، وبامتلائها بالسرد كما لو أن الرسم حكاية، والرسام مجرد راوي قصص.
قال عنه الناقد الفني الراحل كمال الجويلي: "يرتاد الفنان حلمي التوني جديدًا، حينما تتأمله تقفز إلى الذهن كلمتان بغير أفصال بينهما "التعبيرية الغنائية". تعبيرية شجية تغني لأحزان البشر دون أن تفقد الحلم، فيختلط في لوحاته الواقع بأحلام اليقظة، بالأمل. هو لا يقدم شكلًا فقط كما يفعل بعض مستعير ملامح وموتيفات التراث، لكنه قد غاص في أعماق ذلك التراث بكل أشكاله ومضامينه ودلالاته واختار مسرحه التصويري بنفسه ولنفسه. لا ينضوي التوني تحت لواء مدرسة فنية بعينها هو يعزف على سطح اللوحة أنشودته، ولأنه يبدأ بالإنشاد لنفسه وحنين ذاته فإنه يمس مشاعرنا وحواسنا بذلك الناي الحامل لأجواء السحر فيجعلنا شركاء في إبداعه".
يذكر أن الفنان حلمي التوني هو أحد أهم الفنانين التشكيليين في مصر، متخصص في التصوير الزيتي والتصميم، ولد بمحافظة بني سوي في 30 نيسان/أبريل عام 1934، حصل على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة تخصص ديكور مسرحي عام 1958، ودرس فنون الزخرفة والديكور، تولى العديد من المناصب، وأقام العديد من المعارض سواء محلية أو دولية. عمل في العديد من المجلات ودور النشر العربية، من أبرزها: مجلة العربي، ومجلة وجهات نظر، ودور نشر مثل المؤسسة العربية للدراسات ودار الشروق.