لم تكن القضية الفلسطينية، ومأساة الشعب الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها، بعيدةً عن المشهد الفني التشكيلي العربي في أي يومٍ من الأيام. فكما سعى العديد من الأدباء العرب إلى تناولها واتخاذها موضوعًا لأعمالهم الشعرية والروائية والقصصية، فعل العديد من الفنانين التشكيليين الأمر نفسه، حيث اتخذوا من القضية والمأساة موضوعًا للعديد من أعمالهم التي لا تعبّر عنهما فقط، بل وعن موقف صاحبها من القضية وتضامنه معها أيضًا.
وفي ظل استمرار الحرب الإسرائيلية العدوانية على قطاع غزة التي خلّفت ما يزيد عن 23 ألف شهيد وزهاء 59 ألف مصاب، وتعبيرًا عن تضامنه معها ومع القضية الفلسطينية بشكل عام؛ افتتح "غاليري صالح بركات" بالعاصمة اللبنانية بيروت، مساء الثلاثاء الماضي 26 كانون الأول/ديسمبر الفائت، معرضًا فنيًا جماعيًا لعدة فنانين عرب بعنوان "فن من أجل القضية".
تتناول الأعمال الفنية المعروضة العديد من المواضيع المرتبطة بالقضية الفلسطينية وما شهدته من أحداث فارقة على مدار 75 عامًا
يضم المعرض الذي يستمر حتى 11 كانون الثاني/يناير الجاري، نحو 50 عملًا فنيًا بين رسومات ولوحات وانطباعات ومنحوتات وتجهيزات لعددٍ من الفنانين التشكيليين من فلسطين، والعراق، وسوريا، ولبنان، والجزائر، ومصر، والمغرب؛ الذين ينتمون إلى أجيال ومدارس فنية مختلفة، ما يجعل من المعرض فرصة مميزة لاستكشاف تحوّلات حضور القضية الفلسطينية في المشهد التشكيلي العربي إلى جانب طريقة تناولها والتعبير عنها كذلك.
وهؤلاء الفنانون هم: مصطفى الحلاج وبرهان كركوتلي وفاتح المدرّس ويوسف عبدلكي ونذير إسماعيل من سوريا، وضياء العزاوي من العراق، وعارف الريس ورفيق شرف وإميل منعم وأسامة بعلبكي وتغريد درغوث وكاتيا طرابلسي وأيمن بعلبكي ومحمد الرواس وفوزي بعلبكي من لبنان، وجومانة الحسيني وعبد الرحمن قطناني من فلسطين، والمصري حلمي التوني، والمغربي محمد المليحي، والجزائري رشيد القريشي.
تتناول الأعمال الفنية المعروضة العديد من المواضيع المرتبطة بالقضية الفلسطينية وما شهدته من أحداث فارقة على مدار 75 عامًا، إذ يتناول بعضها واقع قطاع غزة وتحوّلاته وما طرأ عليه من تغيّرات وما شهده من حروب منذ ما قبل احتلاله عام 1967 وصولًا إلى سنة 2010.
وتسلط أخرى الضوء على أثر هزيمة حزيران/يونيو عام 1967 على القضية الفلسطينية من جهة، وعلى الشعبين الفلسطيني والعربي من جهةٍ أخرى. ناهيك عن مجزرة صبرا وشاتيلا، وحصار بيروت وقصفها صيف عام 1982 من قِبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، وغيرها من المواضيع.
وفي تصريح لـ"التلفزيون العربي"، قال صاحب الغاليري، صالح بركات، إن ما يجري في قطاع غزة دفعه لإقامة المعرض تضامنًا معها ومع فلسطين عبر عرض أعمال ترتبط بالقضية الفلسطينية، ورُسمت كذلك إيمانًا بها، من المجموعة الخاصة للغاليري. وأوضح أن هذه الأعمال تغطي فترة زمنية تمتد منذ عام 1966 وحتى يومنا هذا.