يُختتم مساء اليوم السبت، الخامس من آب/ أغسطس الجاري، معرض "ناس النهر" الذي افتُتح في التاسع عشر من تموز/ يوليو الفائت في غاليري "Art Corner" بمنطقة الزمالك في العاصمة المصرية.
يضم المعرض الذي يحمل عنوان إحدى روايات الكاتب والروائي المصري النوبي حجاج أدول (1944)، مجموعة من الأعمال الفنية لثلاثة فنانين تشكيليين مصريين ينتمون إلى مدينة أسوان جنوب البلاد، وهم: محمود الشنقرابي، وعلي المريخي، ومرفت الشاذلي.
توثق الأعمال المعروضة في "ناس النهر" ملامح ثقافة الجنوب المصري وحكاياته وأساطيره وطبيعة حياة سكانه بمختلف تفاصيلها إضافةً إلى طقوسهم ومظاهرهم الشعبية
يُقدّم هؤلاء الفنانين أعمالًا يوثق بعضها معالم وطبيعة الحياة في جنوب مصر والنوبة، ويتضمن بعضها الآخر مشاهد ورسومات مستوحاة من ثقافة هاتين المنطقتين، مع التركيز على نهر النيل الذي يُعد جزءًا رئيسيًا من ثقافة وهوية الجنوب وأهله الذين يحضر في مختلف تفاصيل وجوانب حياتهم اليومية.
يرسم محمود الشنقرابي في لوحاته ملامح ثقافة وبيئة الجنوب المصري وحكاياته التراثية، إضافةً إلى الجوانب الأسطورية المتخيّلة التي تتجلى في اللوحات التي صوّر فيها كائنات خيالية هجينة مُحاطة بكتابات وطيور وحيوانات غريبة، إلى جانب رموز الثقافة الجنوبية، مثل النخيل والأهرامات والنباتات وغيرها من الرموز الأخرى التي تُحيل إلى التراث الثقافي والموروث الشعبي لمدن الجنوب المصري.
وهذا بالضبط ما يجعل من لوحاته أقرب إلى محاولة لتدوين هذا التراث، بجميع ما ينطوي عليه ويُحيل إليه من قصص وأساطير، بلغة بصرية مميزة تستمد مفرداتها من الموروث الشعبي نفسه.
في المقابل، خصص علي المريخي لوحاته لمنطقة "نجع الشديدة"، في قرية أبو الريش في أسوان، التي رسم منازلها البيضاء المبنية منذ عقود طويلة وسط أحجار الجبل بوصفها جزءًا رئيسيًا من ثقافة المكان وهويته، إلى جانب الملابس التي شغلت أيضًا حيزًا واسعًا من لوحاته التي توثق ملامح الثقافة الجنوبية من خلال هذين العنصرين، أي الملابس والعمارة.
أما مرفت الشاذلي، فتركّز في لوحاتها على تفاصيل الحياة اليومية في جنوب مصر بمختلف جوانبها، إضافةً إلى المرأة التي تسعى إلى الإضاءة على طبيعة حياتها وأنماط عيشها في هذه البيئة، التي رصدت الفنانة المصرية في بعض لوحاتها طقوسها ومظاهرها الشعبية التي غالبًا ما تتمحور حول الرقص في حفلات الزفاف وغيرها.