تقوم فكرة معرض "هي"، الذي افتتح منذ أسبوع في غاليري صالح بركات في بيروت، على عمليّة الطباعة الدّيجيتاليّة العالية الجودة لأعمال قديمة للثنائي حسين ماضي ومحمد الروّاس، مع مساهمة سمير الصّايغ من خلال منمنماته الحروفيّة التي تحمل الثّيمة ذاتها.
الفكرة التي أنتجتها شركة "تيلز إيديشنز" بالتعاون مع الغاليري تسمح عمليًا بانتشار العمل على نطاق أوسع. وأيضًا باقتناء لوحات لأسماء مهمّة وحاضرة بأسعار مدروسة ومتداولة. لا يقومُ الهدف على أهداف تجاريّة إنّما على هدف تعميم هذه الأعمال، وبثّها في عدد من الأماكن بدلًا من حصرها في صالات عرض محدّدة، وأيضًا نقل هذه الثّقافة الفنيّة بشكل أوسع وإلى شريحة أكبر.
تقوم فكرة معرض "هي" على عمليّة الطباعة الدّيجيتاليّة العالية الجودة لأعمال قديمة للثنائي حسين ماضي ومحمد الروّاس، مع مساهمة سمير الصّايغ من خلال منمنماته الحروفيّة التي تحمل الثّيمة ذاتها
صرّح صالح بركات، مدير الغاليري، لألترا صوت: "لسنا أمام محاولة لوضع بديل للّوحة. الطّباعة ليست بديلًا إنّما هي عمليّة تطوّر نوعًا ما وتجريب. لماذا لا نتعاطى مع الفنّ بمرونة وهذا بالضّبط ما نحاول فعله في هذا المعرض. إننا أمام تجربة والوقت كفيل بتبيان مدى صوابيّتها".
مشاركة سمير الصّايغ تقوم على طباعة خطوط وحروفيات من بينها كلمة "حبّ" وكلمة "هي"، والطباعة أتت بنسخ وألوان متعدّدة ولم تُحصَرْ بنسخة واحدة وقد حملت حروفيّات الصّايغ توقيعه بطبيعة الحال.
أمّا أعمال محمد الرّواس فتمثّلت بعدد من اللّوحات المشغولة في فترات متفاوتة بين 1978 وأوائل الألفيّة الثالثة. اللّوحات مستنسخة ومطبوعة عن لوحات أصليّة بجودة عاليّة، والمفارقة هنا أنّ اللوحات حملت توقيعين، الأول توقيع سنة الرّسم الأولى، والثاني توقيع المعرض وتاريخ استعادتها من خلال آلة الطّباعة. تجدر الإشارة إلى أنّ تجربة الرّواس تشهد على أنّه فنان مقلّ بحيث يشتغل على عدد قليل جدًّا من اللّوحات سنويًّا.
مشاركة حسين ماضي بدت من خلال لوحات متعدّدة جسدت نساء، جرى استعادتها بفعل الطّباعة العالية الجودة وتحويلها إلى لوحات كاملة وموقّعة. حملت اللّوحات أيضًا توقيع ماضي الأساسي آنذاك وتوقيعه بعد إعادة الحياة للّوحة عبر التعديلات البسيطة التي أضفيت عليها من قبل القيّمين على المشروع مازن سويد وعلي شوربا والفنان ماضي.
التعديلات التي طرأت على أعمال ماضي جاءت مؤاتية ومنسابة، ولم تدخل أيّ خلل على سياقات اللوحة ومساحاتها اللونيّة.
سمحت التقنيات بأن تنضمَّ إلى المعرض فئتان من اللّوحات، أصليّة نسجت ودبّجت تفاصيلها على الكومبيوتر، بإشراف مباشر من الفنّان نفسه. هذه الأعمال مشغولة على قماش بمواصفات عالية مستورد من ألمانيا يسمح بالطباعة الحراريّة والجيّدة التي تنقل أدقّ التفاصيل. أما الفئة الثانية فهي عبارة عن لوحات مطبوعة على نفس الأقمشة ولكن كما كانت سيرتها الأولى وبدون أيّ تعديلات أو تدخّلات.
يضيفُ بركات في حديثه لألترا صوت: "لم يكن بإمكاننا البدء بهذه الفكرة إلا من خلال أسماء كبيرة في الفن، مكانتهم وأعمالهم وتاريخهم الفني من شأنه أن يسمح ويساعد في بلورة التّجربة، خصوصًا أنّهم كانوا شُهودًا على كافة مراحل الطباعة والتّعديل، وشيئًا فيئًا سيغدو ذلك أمرًا متاحًا أمام كلّ الفنانين".
يستمرّ المعرض حتى السابع من أيّار/مايو المقبل، على أن تتخلّله لقاءات مع الفنانين والقيّمين على المعرض للحديث وتداول المزيد من الأفكار حول الأعمال، وحول موقعها على خارطة الفن التشكيلي.