تتقدم مفاوضات الهدنة، التي تشمل صفقة تبادل أسرى ووقف مؤقت لإطلاق النار، مع استمرار التصريحات الإسرائيلية، التي تتوعد باستمرار العدوان على قطاع غزة.
ومع اتضاح معالم صفقة تبادل الأسرى، التي تشمل هدنة لمدة أربعة أيام، قال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، إن "الحرب للقضاء على حماس ستستمر بمجرد الانتهاء من صفقة الرهائن".
الأصوات الإسرائيلية، تدعم مواصلة استمرار الحرب على غزة، بعد نهاية الهدنة
وأضاف: "الحرب مستمرة. وسنواصل ذلك حتى نحقق جميع أهدافنا. ويشمل ذلك إطلاق سراح جميع الأسرى، والقضاء على حماس، وضمان أنه في اليوم التالي لحماس، لن يكون هناك كيان يدعم الإرهاب أو يثقفه"، وفق قوله. وتابع بالقول: "غزة لن تشكل تهديدا لإسرائيل، سنواصل القتال حتى تحقيق النصر الكامل"، وفق تعبيره.
وفي سياق آخر، هدد نتنياهو باغتيال قادة حماس، قائلًا: "إن الموساد تلقى تعليمات بالتحرك ضد قادة حماس أينما كانوا"، وذلك في معرض دفاعه عن صفقة تبادل الأسرى الجزئية التي تتضمن وقفًا للعدوان على غزة لمدة أربعة إلى تسعة أيام، وفق آلية التبادل المتوقعة.
ووجه نتنياهو "خطابًا حادًا"، عندما أكد أن التوقف سيكون مؤقتًا وأن العدوان العسكري الإسرائيلي سيستأنف عندما ينتهي التبادل.
وتابع نتنياهو: أن "الجهد الأساسي هو الضغط العسكري الهائل، الضغط العسكري المتواصل الذي نمارسه على حماس" والجهد الثاني هو السياسي من أجل الإفراج عن الأسرى.
وكرر وزير الأمن يوآف غالانت خطابًا مشابهًا، وقال: "أسمع أيضًا مخاوف غالبية الجمهور من أننا سنوقف الحرب. وأنا أقول هنا إنني والجيش الإسرائيلي والشاباك والجهاز الأمني برمته ملتزمون بإكمال الحرب حتى تحقيق أهدافها".
كما كرر عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، الحديث نفسه، بالقول: "أنا مصمم على مواصلة الحرب، كلنا مصممون على الفوز"، ووسع التهديد ليقول: "ما حدث لغزة يمكن أن يحدث لبيروت".
من جانبه، وصل رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي، إلى غزة، وقال: "نحن في حرب لم تنتهي، نحن مستمرون حتى النصر والمضي قدمًا".
ورغم الحديث عن الهدنة، إلّا أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، نفذ سلسلة من عمليات القصف على 300 موقع في غزة.
تبادل واستئناف الحرب
من جانبه، قال الأستاذ في معهد السياسات والاستراتيجية بجامعة رايخمان ليئور أكرمان، الذي يعطي أولوية لصفقة تبادل الأسرى: إنه "يجب على إسرائيل ضمان عودة جميع المختطفين إلى منازلهم، ومواصلة القتال وهزيمة حماس، ثم السماح بعودة جميع المواطنين الإسرائيليين على حدود غزة ولبنان إلى منازلهم".
أمّا الموقف الإسرائيلي من استمرار العدوان على غزة، فيمكن إيجازه من خلال لوحة إعلانات في تل أبيب، إذ تنتقل اللوحة "ما بين المطالبة بإطلاق سراح الأسرى في غزة، ومن ثم مطالبة الحكومة بتدمير حماس". ويقول المحلل العسكري في صحيفة هآرتس عاموس هارئيل: "تتأرجح المشاعر العامة في إسرائيل الآن بين هذين القطبين".
ويعلق هارئيل على الصفقة التي ستشمل وقف إطلاق نار، بالقول: إن ما بعده "من المؤكد أن معظم المجتمع الدولي سيدفع من أجل وقف إطلاق النار لفترة طويلة مقابل وعود بصفقات إطلاق سراح مستقبلية. وفي هذه الأثناء، فإن الولايات المتحدة هي التي تقف إلى جانب إسرائيل وتبرر استمرار العملية في المستقبل".
وأضاف: "من شأن استئناف العمل العسكري أن يشمل هجومًا محدودًا متواصلًا في القطاع الشمالي، حيث هُزمت معظم كتائب حماس. وسيركز الجيش الإسرائيلي على تحرك بري كبير في جنوب القطاع، في ظروف أكثر صعوبة بسبب الكثافة السكانية، بهدف تدمير المزيد من الأنفاق". مشيرًا إلى أن جيش الاحتلال، صعّد من هجوم في مخيم جباليا وحي الزيتون، مع اقتراب من الشجاعية.
وبالمجمل، فإن كل التأجيل في عملية تبادل الأسرى، جاء بضغط من يوآف غالانت ورئيس الأركان، في سعيهم لاستمرار القصف على غزة، بالإضافة إلى موقف نتنياهو. والتحول الذي حصل جاء، نتيجة الضغط داخل إسرائيل في هذا الملف، بالإضافة إلى الجزئية الهامة، وهي فش جيش الاحتلال الإسرائيلي، في استعادة أي أسير من قطاع غزة، تحت العدوان العسكري، والدخول البري.