06-يوليو-2024
برنيع يترأس الوفد الإسرائيلي المفاوض في الدوحة

فريق التفاوض الإسرائيلي في الدوحة (رويترز)

مضى اليوم الأول من المفاوضات بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وإسرائيل دون تحقيق اختراقات، بل أشارت التقارير القادمة من تل أبيب إلى أن مواقف إسرائيلية متضاربة، وإلى وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقبات جديدة في مفاوضات تبادل الأسرى، ووقف الحرب المستمرة على غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وفي هذا السياق ذكر موقع والاه العبري أن إسرائيل "أبلغت قطر رفضها شرط حماس بالحصول على تعهّد مكتوب من الولايات المتحدة وقطر ومصر، باستمرار مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة دون قيود زمنية".

ووفقًا لمصادر إسرائيلية، يتعلق الخلاف "بمدة المفاوضات بشأن شروط المرحلة الثانية، التي يجب أن تؤدي إلى هدوء مستدام".

بيني غانتس أبلغ نتنياهو في اتصال هاتفي بأن حزبه سيدعم أي صفقة تضمن تبادل المحتجزين الإسرائيليين"، مضيفًا أنّ بإمكان حزبه دعم الحكومة من خلال مقاعد الحزب في الكنيست حال طرح الاتفاق للمصادقة.

وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أفاد أمس الجمعة "بوجود فجوات بين الجانبين بشأن اتفاق الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة"، وذكر مكتب نتنياهو أنّ "المفاوضات ستُستأنف الأسبوع المقبل".

وغادر الوفد الإسرائيلي بقيادة رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) دافيد برنياع الدوحة عائدًا إلى "إسرائيل" للتشاور مع الحكومة، بعد ساعات من وصوله للاجتماع مع الوسطاء القطريين بشأن محادثات وقف إطلاق النار في غزة، وتبادل الأسرى مع المقاومة.

وذكر موقع والاه العبري أنّ برنياع وصل إلى الدوحة برفقة مساعدٍ لنتنياهو، في حين لم ينضمّ إليهما "ممثلا الجيش والشاباك" اللذين لم يلتحقا بوفد التفاوض، في ظلّ معلومات عن وجود تباين في وجهات النظر بين الجيش ونتنياهو.

يشار إلى أنّ مسؤول ملف الرهائن في جيش الاحتلال هدّد، حسب وسائل إعلام إسرائيلية، بالاستقالة من منصبه، إذا أفسد نتنياهو الجهود الحالية للوصول إلى صفقة.

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال اليوم السبت أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية "تضغط على الحكومة للتوصل لاتفاق بسبب التغير في حسابات المعارك"، وأشارت الصحيفة حسب مصادرها إلى المؤسسة الأمنية في إسرائيل "تدرك أن مكاسب مواصلة القتال ضئيلة للغاية وقد تكون سلبية".

وفي السياق ذاته ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن "نتنياهو منع غالانت من عقد لقاء بشأن صفقة الرهائن مع رئيسي الموساد والمخابرات"، حيث قال نتنياهو  لغالانت حسب القناة "أنت لست رئيسا للوزراء، وعليك أن تأتي لمناقشتي فقط حين نضوج كل شيء"، فيما قال غالانت "إن عدم لقائه رئيسي الشاباك والموساد يصعّب على الجهاز الأمني التحضير لاجتماعات بشأن الصفقة".

وكانت الجهود الرامية للتوصّل إلى اتفاق يوقف الحرب في غزة ويؤدي لإطلاق سراح الأسرى قد عرفت زخمًا جديدًا، بعدما قدّمت حركة حماس "اقتراحًا معدلًا بشأن بنود اتفاقٍ سبق طرحه".

يشار إلى أنّ أيًّا من حماس أو إسرائيل أو الوسطاء، لم يكشفوا الردّ الذي قدّمته الحركة الفلسطينية إلى الوسطاء، وتم نقله إلى إسرائيل الأربعاء، واعتبرت تل أبيب أنه يتيح التقدم للتوصل إلى اتفاق.

مع العلم أن حركة حماس عادت أمس الجمعة لتجدد رفضها للخطط الإسرائيلية الرامية إلى حكم غزة بواسطة أطراف متعددة.

وقالت الحركة في بيان إنها تؤكد رفضها "لأي خطط أو مشاريع أو مقترحات، تسعى لتجاوز الإرادة الفلسطينية بشأن مستقبل قطاع غزة، ورفض أي تصريحات ومواقف تدعم خططًا لدخول قوات أجنبية إلى القطاع تحت أي مُسمّى أو مبرر".

وشدّدت الحركة في بيانها على أنّ إدارة غزة "بعد دحر هذا العدوان هي شأن فلسطيني خالص، يتوافق عليه شعبنا الفلسطيني بكل أطيافه، وهو لن يسمح بأي وصاية، أو فرض أي حلول أو معادلات خارجية تنتقص من ثوابته المرتكِزة على حقه الخالص في نيل حريّته وتقرير مصيره".

اتصال غانتس بنتنياهو:

أمام الضغط الذي يواجهه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من حلفائه في الحكومة ولا سيما اليميني المتطرف إيتمار بن غفير ، اتصل عضو مجلس الحرب السابق بيني غانتس بنتنياهو، حيث أكّد له بأن حزبه "سيدعم أي صفقة تضمن تبادل المحتجزين الإسرائيليين"، وأضاف غانتس أنّ بإمكان حزب "الوحدة الوطنية دعم الحكومة من خلال مقاعد الحزب في الكنيست حال طرح الاتفاق للمصادقة".

وجاءت خطوة غانتس هذه عقب التهديدات التي أطلقها مجددًا وزير الأمن القومي المتطرّف إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، "بالانسحاب من حكومة نتنياهو في حالة إتمام أي اتفاق مع حماس".

وذكرت مصادر عدة في هذا السياق أن  اجتماع المجلس الوزاري المصغر "الكابينت" مساء الخميس شهد تهديدًا صريحًا من بن غفير "بالانسحاب من الحكومة إذا تم التوصل إلى صفقة".

ونقل عن بن غفير قوله لنتنياهو: "إذا اتخذت القرارات بمفردك، فهذه مسؤوليتك وستُترك وحدك أيضًا". وذات الموقف أعلنه زعيم الصهيونية الدينية سموتريش قبل أسبوع تقريبًا.