الترا صوت – فريق التحرير
وصلت مفاوضات العودة إلى الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة والغرب إلى طريق مسدود من جديد، حيث تعالت الأصوات المنتقدة لسلبية مسار المفاوضات، في ظل تحميل كل طرف مسؤولية عرقلة العودة إلى الاتفاق للطرف الآخر. فقد اتهمت الولايات المتحدة إيران بعدم الجدية، في حين تعتبر إيران أن واشنطن غير مستعدة لتقديم ضمانات، وتتعهد فقط بالتوقيع على أي اتفاق.
وصلت مفاوضات العودة إلى الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة والغرب إلى طريق مسدود من جديد، حيث تعالت الأصوات المنتقدة لسلبية مسار المفاوضات
امتعاض أمريكي من التعنت الإيراني
عبّرت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي عن إحباط إدارة الرئيس جو بايدن بسبب ما وصفته بعدم جدية الإيرانيين في مفاوضات فيينا، وأضافت ساكي في لقائها الدوري بوسائل الإعلام أن "انسحاب الإدارة الأمريكية السابقة من الاتفاق، أسهم في تسريع البرنامج النوو الإيراني، وزاد من تدخلاتها في المنطقة، بما في ذلك الاعتداء على القوات الأمريكية في العراق".
اقرأ/ي أيضًا: استئناف الجولة الثامنة من مفاوضات فيينا وموضوع العقوبات في الصدارة
بدوره علق المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس على مجريات مسار مفاوضات فيينا التي وصلت جولتها الثامنة دون الوصول إلى نتيجة، بقوله "إن وضع تاريخ محدد للمفاوضات مع إيران أمر مستحيل"، مضيفًا "لقد قلنا سابقًا إن المسار يضيق جدًا، ونحن لا نتحدث عن فترة طويلة متبقية. نتحدث عن أسابيع وليس أشهر".
وأفادت الخارجية الأمريكية في تغريدة لها على تويتر أن الولايات المتحدة "تتشاور على نحو مستمر مع حلفائها في دول الخليج بشأن التقدم في المحادثات النووية مع إيران"، وأن "الوقت المتاح للعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران قصير، وهو مسألة أسابيع لا أشهر". وفي هذا الصدد نقل موقع أكسيوس عن مصادر خاصة به أن إدارة بايدن حددت نهاية كانون الثاني/يناير أو أوائل شباط/فبراير المقبل موعدًا لاتخاذ قرار بشأن المفاوضات مع إيران.
موقف إيراني رافض
ترفض طهران مبدأ إبرام اتفاق مؤقت وتطالب بضمانات دولية وبرفع كلّي للعقوبات المفروضة عليها. وفي هذا الصدد قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني وحيد جلال زاده "إن واشنطن غير مستعدة لتقديم ضمانات، وتتعهد فقط بالتوقيع على أي اتفاق"، مضيفًا أن "إستراتيجية بلاده لا تقوم على إبرام اتفاق مؤقت تُطالب فيه واشنطن بوقف إنتاج أجهزة الطرد المركزي، وخفض نسبة تخصيب اليورانيوم، ويطرح في المقابل فكرة الإفراج عن بعض الأموال الإيرانية المجمدة".
كما اعتبر المسؤول الإيراني أن واشنطن "ترفض آلية تحقق طويلة الأمد وتتحدث عن آلية قصيرة"، في حين تطالب طهران باتفاق دائم وبضمانات أميركية مدعومة بقرار دولي من مجلس الأمن. وبخصوص العقوبات الأمريكية على طهران، قال زاده إن الولايات المتحدة غير مستعدة لرفع كافة العقوبات وتسعى لإبقاء بعضها.
بناء على ذلك قال وحيدة جلال زاده إن "إيران ليست متفائلة بعودة واشنطن لتنفيذ التزاماتها في الاتفاق النووي، كونها تريد العودة واستغلال الاتفاق النووي لتقييد برنامج إيران النووي" حسب تعبيره.
وبدأ التذمر يدب في الأوساط الدبلوماسية من مفاوضات فيينا التي طوت جولتها الثامنة دون الوصول لهدفها الأساسي وهو عودة واشنطن للاتفاق النووي، حيث تقول المصادر الدبلوماسية إن طهران وواشنطن لا تبذلان التنازلات المطلوبة وتذودان في المقابل بالمناورة لتمديد المفاوضات التي بات من الصعب مع قلة مرونة الجانبين أن تصل إلى حل وسط قريبًا، لتجديد الاتفاق المبرم عام 2015 بما يبدد المخاوف من اندلاع تصعيد في المنطقة.
بدأ التذمر يدب في الأوساط الدبلوماسية من مفاوضات فيينا التي طوت جولتها الثامنة دون الوصول لهدفها الأساسي، حيث تقول المصادر إن طهران وواشنطن لا تبذلان التنازلات المطلوبة
وكان لافتًا في هذا الصدد تصريح وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان قبل أيام أمام البرلمان الفرنسي، حيث قال "إن القوى العالمية وإيران بعيدة عن التوصل لاتفاق لإحياء الاتفاق النووي"، معربًا عن أسفه لتباطؤ المحادثات، مما يقوض فرص إيجاد حل يحترم مصالح جميع الأطراف، حسب تعبيره.