كشفت عدة منظمات غير حكومية عن صعوبات كبيرة في وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، الذي صعدت قوات الاحتلال من عملياتها العسكرية فيه منذ الأسبوع الماضي.
وأدانت 13 منظمة غير حكومية، من بينها "أوكسفام" و"كير" و"سايف ذي تشيلدرن" و"أطباء العالم" و"أطباء بلا حدود"، العرقلة المنهجية للمساعدات التي تقوم بها إسرائيل، وهجماتها على عمليات الإغاثة.
ونشرت المنظمات غير الحكومية تقريرًا يقدم لمحة عن العقبات الهائلة التي تعوق إيصال المساعدات في غزة، مع أمثلة ملموسة من المنظمات على أرض الواقع تتعلق بالتحديات اليومية التي يواجهها العاملون في المجال الإنساني، والتي تفاقمت بسبب استمرار الحرب والقصف وإطلاق النار، بالإضافة لتكتيكات الحصار.
أدانت منظمات غير حكومية عرقلة الاحتلال الإسرائيلي إدخال المساعدات إلى غزة، وهجماته على عمليات الإغاثة
وأشار التقرير إلى أن إسرائيل شنت هجومًا بريًا كبيرًا على رفح في أيار/مايو الماضي، ما أدى إلى نزوح قسري جماعي وإصابات في صفوف المدنيين وإغلاق وفرض قيود على المعابر الرئيسية. كما أدت هذه العملية إلى وقف عمليات الإجلاء الطبي، وتوقف دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وعلى مدى الأسابيع الماضية، أدى استمرار الهجمات الإسرائيلية على جميع أنحاء القطاع، بما في ذلك الهجمات على المدارس التي تديرها الأمم المتحدة وتستخدم كملاجئ، وما يسمى بـ"أوامر الإخلاء"، والهجمات على عمال البلديات وغيرهم من مقدمي الخدمات العامة، بما في ذلك عمال شبكة المياه والصرف الصحي، إلى زيادة الصعوبات في قدرة وكالات الإغاثة على الاستجابة.
ولفت التقرير إلى أن الفلسطينيين لا يزالون محاصرين في مناطق صغيرة ومكتظة تفتقر إلى الحد الأدنى من المقومات التي تساعد على الحياة.
وأوضحت التقرير أن الوضع في معبر كرم أبو سالم الذي صنّفه العاملون في المجال الإنساني منذ أيار/مايو كنقطة عبور ذات أولوية، تدهور بشكل كبير إثر إطلاق إسرائيل عمليتها البرية في رفح، ما جعل المرور إلى غزة خطيرًا، وبالتالي غير قابل للاستمرار من الناحية اللوجستية.
Despite challenges in getting supplies into Gaza, our teams in the Strip have recently received some medical supplies. However, the shortage of supplies remains a serious challenge in health facilities across Gaza.
Meanwhile, after temporarily closing activities in Gaza City on…
— MSF International (@MSF) July 18, 2024
واعتبر التقرير أن الإحصائيات التي تقدمها إسرائيل بشأن إدخالات الشاحنات إلى غزة بها مغالطات، فالأرقام المبلغ عنها لا تفرق بين الشاحنات التي تحمل المساعدات الإنسانية والشاحنات التي تحمل السلع التجارية، والأهم من ذلك هو ما إذا كانت المساعدات تصل إلى السكان المحتاجين داخل غزة أصلًا، إذ لا توجد ضمانات بوصول الشاحنات إليهم بمجرد دخولها إلى غزة لأسباب تتعلق بالسلامة والأمن، مما يحجب الصورة الحقيقية حول وصول المساعدات إلى مستحقيها.
من جهتها، حذرت منظمة "أطباء بلا حدود"، وهي إحدى المنظمات الموقعة على التقرير، من أن الأحداث الأخيرة التي شهدها قطاع غزة ستؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية، في حين تستمر المنظمات غير الحكومية في مواجهة العقبات التي يفرضها استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية البرية.
وذكّرت المنظمة بالمجازر الأخيرة التي وقعت في المناطق التي يقال إنها "آمنة"، حيث قصف مدرسة تابعة للأمم المتحدة تُستخدم كملجأ في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وأكدت منظمة "أطباء بلا حدود" أن المعابر في الجنوب مغلقة تمامًا أو لا يمكن الوصول إليها من الناحية اللوجستية بسبب تدهور الأوضاع الأمنية، مشيرة إلى أن: "أطنانًا من المساعدات الضرورية جدًا، معرقلة هناك".
بالإضافة إلى أكثر من 1500 شاحنة مساعدات إنسانية تحتوي على الأدوية ومستلزمات للإسعافات الأولية ومواد أساسية عالقة في مدينة العريش المصرية.
وأكدت "أطباء بلا حدود" أن نقل المساعدات محدود جدًا إلى شمال القطاع الذي قام الاحتلال الإسرائيلي بعزله عن الجنوب، حيث تصنف 20% من العائلات في وضع كارثي و50% في حالة طوارئ بسبب خطر المجاعة.
وقالت المنظمة إنه: "على الرغم من أن نقل البضائع بين عمان وشمال غزة ينبغي ألا يستغرق أكثر من ست ساعات، إلا أن منظمة أوكسفام احتاجت إلى أكثر من خمسة أسابيع لإدخال 1600 سلة غذائية إلى شمال قطاع غزة".
وتنفي إسرائيل حدوث مجاعة في غزة، وتتهم الأمم المتحدة بأنها مسؤولة عن عرقلة وصول المساعدات الإنسانية إليها، في حين أكدت تقارير للأمم المتحدة أن إسرائيل وافقت على أقل من نصف المهمات الإنسانية مخططا لها.