نجح الممثل الكوميدي فلاديمير زيلينسكي في الفوز في الانتخابات الرئاسية الأوكرانية بعد حصوله على 73% تقربيًا من الأصوات، متفوّقًا على الرئيس بيترو بوروشينكو، والذي كان وصل إلى الرئاسة في أيار/مايو 2014. وكانت الجولة الأولى للانتخابات قد أجريت في شهر آذار/مارس الماضي، وحصل زيلنسكي يومها على 31% من الأصوات أهلته للمرحلة النهائية من الانتخابات. وقد احتقل زيلينسكي مع أنصاره بعد الفوز، ووعدهم بأنه لن يخذلهم أبدًا، فيما أقر بوروشينكو بالهزيمة وقال إنه سيترك مكتب الرئاسة اليوم ولكنه لن يخرج من الحياة السياسية.
سيواجه زيلنسكي ملفّات خارجية حساسة أبرزها العلاقة مع روسيا، على خلفية أحداث 2014 والتصويت على استقلال القرم وما تلاها من توتر بين البلدين
اقرأ/ي أيضًا: 3 أمثلة من عالم الفن والرياضة إلى حلبة السياسة
نبذة عن حياة زيلنسكي الفنية والسياسية
ولد زيلنسكي في العام 1978، واشترك في سن الـ17 في العديد من المسابقات والبرامج الكوميدية. في العام 1995 أسس فريق استديو كفارتال الذي تحول إلى برنامج تلفزيوني يحمل الاسم نفسه. وقد حظي البرنامج بشهرة كبيرة في أوكرانيا وروسيا واستمر لسنوات عديدة. في العام 2006 شارك زيلينسكي في برنامج الرقص مع النجوم بنسخته الأوكرانية، فأصبح نجمًا مشهورًا في أوكرانيا محبوبًا من الجيل الشاب. في العام 2008 شارك بأول أفلامه الحب في مدينة كبيرة، وتوالت أفلامه وزادت شهرته. في العام 2018 قدم زيلنسكي أفضل أعماله تحت عنوان "خادم الشعب"، والذي لعب خلاله دور رئيس الجمهورية، وعرض على نيتفليكس، وهو البرنامج الذي يقال إنه لفت نظره للترشح لرئاسة الجمهورية.
على الصعيد السياسي، لا يمتلك فلاديمير زيلينسكي خبرة سياسية كبيرة، وهي نقطة حاول استخدامها ضده خصمه بورشينكو في الانتخابات، حيث قال في تغريدة على تويتر إنه لا يمكن لشخص لا يمتلك الخبرة أن يحكم أوكرانيا، ولكن الانتخابات أفرزت واقعًا آخر، وأظهرت أن الشعب مل من الساسة التقليديين الذين يكونون تابعين بطريقة عمياء لروسيا أو للغرب منذ أكثر من ثلاثين سنة، وهو الأمر الذي يدفع الشعب ثمنه دائمًا فقرًا وجوعًا وغيابًا للخدمات.
وقد خاض زيلنسكي حملته بذكاء كبير، وبدا واضحًا أنه يعرف جيدًا المشاكل التي يعاني منها الشعب، ونجح في استقطاب جمهور كبير، حيث أعطاه حوالي ثلاثة أرباع الناخبين أصواتهم. وهو اليوم مطالب بتنفيذ الوعود التي قطعها على نفسه للشعب الأوكراني، وأهمها محاربة الأوليغارشية التي تتحكم بمقدرات البلاد، حيث تسيطر قلة قليلة على الجزء الأكبر من الاقتصاد، كما وعد باستعادة الثروات الضخمة ووضعها بتصرف أوكرانيا.
ويعاني الاقتصاد الأوكراني من مشاكل كبيرة، وقد أشار البنك الدولي إلى أن الناتج المحلي في البلاد يعطي مؤشرات مقلقة منذ العام 2013، وأن أوكرانيا اليوم هي واحدة من أفقر دول أوروبا إن لم تكن الأفقر، وبالتالي فإن الناخبين يريدون تجربة نهج جديد في الحكم، ويأملون أن يقدم زيلنسكي الحلول لهم.
اقرأ/ي أيضًا: بيرني ساندرز في مواجهة الفصل العنصري.. سيرة غير مروية لمناضل أتقن التواضع
ويرى المحللون الأوكرانيون أن زيلنسكي سيواجه مشكلتين رئيستين في حكمه، الأولى هي عدم تمتعه بخبرة سياسية أسوة بالسياسيين التقليديين، وهي نقطة قد يستغلها خصومه لضربه من خلالها والانقضاض عليه، والثانية هي قوة الأوليغارشية في أوكرانيا، وامتداد أذرعها داخل المرافق العامة والمراكز الحساسة، وبنائها لشبكة علاقات ومصالح تجعل من الوقوف في وجهها أمرًا غاية في الصعوبة.
يرى المحللون الأوكرانيون أن زيلنسكي سيواجه مشكلتين رئيستين في حكمه، الأولى هي عدم تمتعه بخبرة سياسية، والثانية هي قوة الأوليغارشية في أوكرانيا
كذلك سيواجه زيلنسكي ملفّات خارجية حساسة وأبرزها العلاقة مع روسيا، على خلفية أحداث 2014 والتصويت على استقلال القرم وما تلاها من توتر بين البلدين. وقد رحبت روسيا بنتائج الانتخابات، حيث قال رئيس وزرائها ديمتري ميدفيديف إن روسيا تملك فرصة كبيرة لتحسين علاقاتها مع أوكرانيا بقيادة زيلنسكي. أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فقد هنّأ زيلنسكي بانتخابه رئيسًا جديدًا لبلاده، من خلال تغريدة على تويتر، وأكد أن بلاده ستواصل دعم أوكرانيا لمواجهة مشاكلها الداخلية، والوقوف معها في وجه أي هجوم روسي تتعرض له.
اقرأ/ي أيضًا:
براين كرانستون: الشهرة ورطة والتملّق مزعج!
إيمي شومر: أعتمد في قراراتي على غرائزي