أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اسم المتهم بتفجير الكنيسة البطرسية، الملحقة بكاتدرائية العباسية.. شاب يدعى محمود شفيق محمود مصطفى، يبلغ من العمر 22 عامًا، وتم القبض على ثلاثة رجال وسيدة بالأمس، وجارٍ البحث عن شخصين آخرين اشتركا في تخطيط وتنفيذ التفجير.
الشاب الذي اتهمه السيسي بتفجير الكنيسة البطرسية، تم القبض عليه في 2014، قبل أن يخرج ويختفي بعد الحكم عليها غيابيًا بالسجن عامين
التفتيش وراء "قصة" محمود شفيق داعب الجميع، أنصار الرئيس السيسي، وأعضاء جماعة الإخوان. تبيّن أن الشاب الذي تم اتهامه بتفجير نفسه بحزام ناسف أمس، وفقًا لرواية الرئيس المصري، تم القبض عليه بمحافظة الفيوم خلال عمليات اعتقال أعضاء جماعة الإخوان في النصف الأول من آذار/مارس عام 2014، وقالت "الداخلية" المصرية إنها عثرت بحوزته على سلاح آلي وقنبلة يدوية، وطلقات، اعتدى بها على المواطنين بعد تدخل الشرطة لفض مسيرة للجماعة بعد صلاة الجمعة.
اقرأ/ي أيضًا: مصر..استهداف أكبر كنيسة مصرية بتفجير إرهابي
وكشف السجل الجنائي للقتيل أن عمره كان، قبل عامين، 16 سنة، مقيم بالفيوم، مركز سنورس، وادّعى الأمن المصري أن اسمه الحركي بتنظيم بيت المقدس "أبو دجانة الكناني".
كان القبض على المتهم في وقت سابق إشارة للطرفين. أنصار السيسي قالوا إنه اتبع المسار الطبيعي فتحوّل من عضو بالإخوان إلى إرهابي، بينما كان لدى المعارضة رأيٌ آخر، وهو أن قوات الأمن ضحَّت به في تفجير الكنيسة البطرسية، الذي اعتبروه من تخطيطها، على طريقة تفجير كنيسة القديسين قبل ست سنوات، أو على الأقل، أن فترة تواجده بالسجن وتعذيبه على يد الأمن، قد جعلته يتجه نحو التطرف ويسعى للانتماء إلى جماعات العنف المسلح.
بينما استعاد البعض التحقيقات، التي جرت منذ أكثر من خمس سنوات، في تفجير كنيسة القديسين في كانون الثاني/يناير 2011، حيث وقع التفجير، وظهرت صورة مشوّهة لأحد القتلى يقال إنه المتهم ثم قالت الداخلية المصرية إن سلفيًا يدعى سيد بلال هو المتهم. قبل أن يتم توجيه الاتهام، بعد حدوث الثورة المصرية، للداخلية المصرية نفسها، على أساس أنها من كانت وراء التفجير، إلا أن تلك الاتهامات لم تستند إلى دلائل ملموسة.
كان هناك سيناريو آخر روّجته مصادر أمنية أمس يشير إلى أنّ سيدة دخلت الكنيسة البطرسية عبر بوابة خلفية محدودة التأمين، حاملة كميات كبيرة من المتفجرات أسفل ملابسها، كما انتشرت رواية أخرى عن "عبوة ناسفة" مزروعة داخل الكنيسة خرج صاحبها، وفجرها بهاتف محمول، قبل أن يخرج السيسي برواية محمود شفيق.
اقرأ/ي أيضًا: "حسم"..كلمة السر في إرهاب شارع الهرم
وفي زيارة قامت بها صحف القاهرة، إلى منزل القتيل بالمنوفية، نفت أسرته أن يكون مخططًا أو متورطًا في حادث التفجير، وكشفت مصادر لـ"الترا صوت" إنه تم إطلاق سراحه عام 2014 بعد شهور من القبض عليه، قبل أن يختفي بعدها بفترة، بعد صدور حكم غيابي ضده بالحبس لمدة سنتين.
وكشف السيسي عن هوية المتورط في تفجير الكنيسة البطرسية، خلال خطابه قبل الجنازة، إلا أنّه برأ الأمن من الخطأ، رغم أنه كان غافلًا عن تسرب كمية ضخمة من المتفجرات داخل أحد دور العبادة، وهو ما جر عليه موجة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الشارع، حيث رأى منتقدون أنه كان مهتمًا فقط خلال خطابه، أكثر من العزاء، بتبرئة الدولة من الحادث، خاصة عبر قوله: "الإرهاب غاضب من التقدم الذي حققناه".
وبينما يستمر التشكيك في الرواية الرسمية، لم يتبن أي تنظيم مسلح حتى الآن عملية التفجير، في الحين الذي نفى فيه تنظيمين مسلحين، نشطا خلال الآونة الأخيرة، وهما "حسم" و"لواء الثورة"، في بيانين منفصلين، أي صلة لهما بعملية التفجير، قائلين إن استهداف المدنيين أسلوب يرفضانه، وهو ما يترك الشكوك حول الجهة التي نفذت العملية تدور بالأساس حول داعش، التي لم تتبن العملية حتى الآن، أو أي تنظيم جديد لم يعلن عن نفسه بعد.
اقرأ/ي أيضًا: