ألترا صوت-فريق التحرير
فاز مرشح الائتلاف اليساري "الموافقة على الكرامة" غابرييل بوريك ليل الاثنين بالجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في تشيلي.
وبعد فرز أكثر من 99% من الأصوات ومنافسة انتخابية شديدة، أعلنت اللجنة الانتخابية في تشيلي فوز مرشح الائتلاف اليساري غابريال بوريك بعد حصوله على 55,9% من أصوات الناخبين في الجولة الثانية مقابل مرشح اليمين المتطرف خوسيه أنطونيو كاست الذي حصل على 44,1%.
هذه أول انتخابات تفرز الانتقال لمعسكر اليسار منذ انتهاء عهد ديكتاتورية بينوشيه في بداية تسعينيات القرن الماضي
وفي تغريدة نشرها على حسابه على موقع توتير، هنأ مرشح "الجبهة الاجتماعية المسيحية" الرئيس المنتخب، وكتب "تحدثت للتو مع غابريال بوريك وهنأته على نجاحه الكبير، من اليوم هو الرئيس المنتخب ويستحق كل الاحترام والتعاون البناء".
واستقبل الرئيس التشيلي سيباستيان بنييرا الذي تنتهى ولايته في آذار/مارس المقبل المرشح الفائز غابرييل بوريك وهنأه بالفوز قائلًا "التشيليون قدموا مثالًا للديمقراطية، لقد كنت جزءًا من ذلك، وأنا أهنئك"، بدوره قال بوريك سأكون رئيسًا لكل التشيليين.
وسيؤدي بوريك اليمين الدستورية في 11 آذار/مارس من العام المقبل.
وكتب الرئيس المنتخب فور إعلان النتائج على حسابه على تويتر الأمل يتغلب على الخوف، مطلقًا عددًا من الوعود فور تسلمه منصبه، متعهدًا بجعل بلاده مقبرة الليبرالية الجديدة قائلًا "إذا كانت تشيلي مهد النظام الليبرالي في أمريكا اللاتينية فهذه المرة ستكون مقبرته".
وكان المرشح اليساري قد طرح برنامجًا يعتزم فيه إعادة الدولة لرعاية وتقديم الخدمات الاجتماعية لصالح الفقراء وإجراء إصلاح ضريبي واسع لزيادة مساهمة الأثرياء في بلد يملك فيه 1% من السكان 26,5 % من الثروات، إذ يعتبر بوريك من أبرز المدافعين على فرض ضريبة على الثروات إذ يزخر بمناجم النحاس وبثروات باطنية أخرى.
كما يخطط أيضًا لضمان الوصول إلى شكل أفضل من الخدمات الصحية والتربية وإلغاء ديون التعليم، وإنشاء نظام تقاعدي جديد للحلول محل النظام الحالي الخاص، وتوفير فرص العمل خاصة للنساء والشباب، ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة. مؤكدًا أنه "من الممكن جعل تشيلي أكثر إنسانية وأكثر جدارة وأكثر مساواة".
هذا الانتصار يتوج مرحلة جديدة لصعود اليسار التقدمي والتي انطلقت مع الاحتجاجات الشعبية الواسعة النطاق التي هزت البلد قبل عامين بسبب الفساد المتزايد وتكلفة المعيشة والخصخصة وانعدام المساواة السائد في البلاد، وانتهت باتفاقية التي كان بوريك أحد المشاركين فيها مهدت الطريق لصياغة الدستور الجديد الذي محل الدستور الساري منذ 1980 بعد انتخابات جرت في تشرين الأول/أكتوبر 2020 وصوت لصالح الدستور الجديد 78,28% مقابل 21,72% رفضوا التغيير.
غابريال بوريك المولود في فبراير/شباط 1986 بمدينة بونتا أريناس في أقصى جنوب البلاد، ترعرع برفقة إخوانه الاثنين في عائلة يسارية كانت تصوت دائمًا لصالح الحزب الاشتراكي، وزاول دراسته في الجامعة بمسقط رأسه قبل أن ينتقل إلى كلية الحقوق في العاصمة سانتياغو، ويترأس جمعية طلاب فيها، والتي قادت احتجاجات واسعة في 2011 وشارك فيها مع زملاؤه الذين أصبحوا جزءًا من حملته الرئاسية اليوم، وفي العام 2013 شارك في الانتخابات البرلمانية كمرشح مستقل، ورغم صغر سنه انتخب عضوًا في مجلس النواب عن منطقة ماغالانيس والقطب الجنوبي التشيلي.
انظم غابريال بوريك للمظاهرات الشعبية التي اندلعت في 2019 المطالبة بنظام اقتصادي عادل يمنح الحقوق الاجتماعية للجميع ويكون فيه التعليم حقًا مشروعًا لكل شخص وليس فقط للأغنياء، شأنه شأن الضمان الصحي الذي يجب ألا يكون حكرًا على الطبقة الغنية.
هذا وهنأ عدد من قادة أميركا اللاتينية الرئيس التشيلي المنتخب، فنشر الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل تغريدة قال فيها "تهانينا الحارة لغابرييل بوريك لانتخابه رئيسًا لتشيلي.. انتخاب بوريك يمثل انتصارًا شعبيًا تاريخيًا"، وأضاف "نؤكد على الإرادة لتوسيع العلاقات الثنائية والتعاون بين الشعبين الحكومتين"، كما قدم وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز تهنئته لبوريك والشعب التشيلي على "النصر الانتخابي الجسيم"، وقال في تغريدة على تويتر "نعرب عن رغبتنا في مواصلة تعزيز أواصر الصداقة التاريخية بين شعوبنا".
بدوره هنأ الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وكتب في تغريدة "نهنئ تحالف الموافقة على الكرامة على انتصاره، وأهنئ الرئيس التشيلي المنتخب غابرييل بوريك، أحيي شعب سلفادور أليندي وفيكتور جارا على انتصارهما المدوي على الفاشية ".
من جهته قال الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز في تغريدة "أود أن أهنئ غابرييل بوريك على انتخابه رئيسًا للشعب التشيلي الحبيب"، مضيفًا "يجب أن نحمل على عاتقنا الالتزام بتقوية أواصر الأخوة التي توحد بلادنا والعمل معًا في المنطقة لوضع حد لعدم المساواة في أميركا اللاتينية".
كما نشر رئيس البيرو بيدرو كاستيلو على حسابه في تويتر وقال "الانتصار الذي حققته بوريك هو انتصار للشعب التشيلي وشعوب أميركا اللاتينية الذين يريدون العيش بحرية وسلام وعدالة وكرامة، دعونا نواصل النضال من أجل وحدة بلادنا".
كذلك أعرب الرئيس الكولومبي إيفان دوكي عن تهانيه لبوريك بفوزه في الانتخابات، مؤكدًا في تغريدة نشرها على تويتر "أهمية مواصلة العمل مع الرئيس الجديد لتشيلي لتقوية العلاقة الثنائية التاريخية والأخوية التي توحدنا".
وفي رسالة قصيرة موقعة من الرئيس النيكاراغوي دانيال أورتيغا وزوجته نائبة الرئيس روزاريو موريللو نشرتها وسائل إعلام محلية جاء فيها "نحييّ بكلّ احترام وفرح هذا الانتصار التاريخي، الذي حققه بوريك مع الشعب التشيلي الشجاع، هذا الانتصار المستوحى من الإرث الدائم لرئيس الكرامة سلفادور أليندي والعديد من الأبطال والشهداء لهذا الشعب العظيم".
كما علق وزير الخارجية المكسيكي مارسيلو إبرارد على تويتر وقال: "بشرى سارة من تشيلي!".
الرئيس السابق والمرشح الحالي الأوفر حضًا في الانتخابات الرئاسية البرازيلية لويس اغناسيو لولا دا سيلفا أعرب عن تهانيه لرئيس تشيلي المنتخب وكتب على صفحته في تويتر "أهنئ الرفيق غابرييل بوريك على انتخابه رئيسًا لتشيلي، أنا سعيد بفوز آخر لمرشح ديمقراطي وتقدمي في أميركا اللاتينية، من أجل بناء مستقبل أفضل للجميع".
يتوقع المتابعون لشؤون أمريكا اللاتينية أن يسلك الرئيس التشيلي المنتخب غابرييل بوريك مسار بعض الزعماء اليسارين
ويتوقع المتابعون لشؤون أمريكا اللاتينية أن يسلك الرئيس التشيلي المنتخب غابرييل بوريك مسار بعض الزعماء اليسارين على غرار الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو والرئيس الفنزويلي السابق هوغو تشافيز، فهذه اول انتخابات تفرز الانتقال لمعسكر اليسار منذ انتهاء عهد ديكتاتورية بينوشيه في بداية تسعينيات القرن الماضي والتي لم يخرج عن سيطرة اليمين واليمين الوسط اذ تعد البلد معقلًا للنيوليبرالية في أميركا اللاتينية التي ثبتتها عهود من حكم الديكتاتورية وثم المنظومات الوسطية التقليدية، أما على صعيد السياسة الخارجية يعتبر بوريك من مناصري القضية الفلسطينية ومعاد للسياسة الإسرائيلية، إذا وصف إسرائيل في مقابلة سابقة بدولة الإبادة والدولة الإجرامية، ويعتبر من الداعمين لاستيراد البضائع من الضفة الغربية التي زارها في العام 2018 برفقة نائبين آخرين والتقى الرئيس الفلسطيني.
اقرأ/ي أيضًا:
حصاد 2021.. جولة على أبرز 8 أحداث سياسية على الساحة الدولية
كيف يبدو مستقبل ألمانيا وأوروبا بعد رحيل أنجيلا ميركل؟
عام مليء بالخيبات.. 6 أحداث شغلت الأردنيين في عام 2021