يبدأ مهرجان "أيام القاهرة السينمائية" للأفلام العربية سواء القصيرة أو الروائية في أول دوراته من صباح يوم التاسع من الشهر الجاري ويستمر حتى يوم 16 من نفس الشهر، بحضور عدد كبير من النقاد الفنيين وصانعي الأفلام من مختلف أنحاء العالم في صالات عرض سينما زاوية بالقاهرة والاسكندرية والإسماعيلية وبور سعيد.
مهرجان أيام القاهرة السينمائية هو الأول من نوعه، الذي تنظمه سينما زاوية بهدف تسليط الضوء على الأعمال السينمائية العربية المستقلة
ويعتبر مهرجان "أيام القاهرة السينمائية" الأول من نوعه، الذي تنشئه وتنظمه سينما زاوية بالقاهرة، بهدف تسليط الضوء على الأعمال السينمائية العربية المستقلة، كما يفتح المهرجان نافذةً جديدة أمام مختلف الجماهير في العديد من المدن المصرية ويمنحهم فرصةً "جيدة" على حد وصف النقاد لمعرفة ما يدور بالساحات السينمائية المعاصرة في كلٍ من: لبنان وسوريا وفلسطين وتونس والمغرب والجزائر والأردن، بالإضافة إلى ما أنتجته السينما المحلية. ومحاولة النقد والنقاش لتطوير مهارات القائمين على صناعة الأفلام داخل هذه البلاد.
يوجد في مهرجان أيام القاهرة السينمائية كذلك عدد كبير من الأفلام التي يعتبرها النقاد الفنيين من أهم معالم تاريخ السينما العربية. بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الأعمال التي أُنتجت حديثًا، كما ستتضمن فعاليات المهرجان ورش عمل، وندوات تستضيف صناع أفلام وغيرهم من المتخصصين، من المنطقة العربية وخارجها.
اقرأ/ي أيضًا: أأطلس السينما: نيويورك سكورسيزي (3)
وينظم القائمون على المهرجان مجموعة من الفعاليات السينمائية التي تخدم صانعي الأفلام سواء المخرجين أو المنتجين أو الكتاب والنقاد المحترفين والجدد على حدٍ سواء، كما يستهدف جمهور القاهرة من محبّي وهواة السينما والراغبين في معرفة المزيد عن كواليس صناعته. وتدور هذه الفعاليات حول 4 محاور وهي: تطوير الفكرة واللغة السينمائية، الإنتاج والتمويل، التوزيع والعرض، والنقد السينمائي.
أهم الأفلام في مهرجان أيام القاهرة السينمائية
يرشّح الناقد الفني "محمود مهدي" الفيلم الذي يبدأ به المهرجان وهو فيلم "نحبك هادي" الذي يحكي عن شاب هادئ، قليل الكلام وردّ الفعل، لا ينتظر من الحياة شيئًا يُذكر، وغير مبالٍ بما يحيط به. يترك لأمّه المتسلطة شؤون تنظيم زواجه من خديجة. قبل الزواج بيومين، يتعرّف هادي في المهدية على بنت تدعى "ريم" وهي شابة نشيطة، تحب يالحياة. تشدّه حريتها ولامبالاتها التي يفتقدها في نفسه، ليجد نفسه تحت تأثير هذا الحب.
ويضيف محمود مهدي أحد أهم النقاد المصريين والعالميين في تقييمات الأفلام في حواره مع ألترا صوت أن بعض أفلام مهرجان أيام القاهرة السينمائية تعتبر مشاهدتها فرصة جديدة ومهمة للمهتمين بصناعة السينما والهواة على حدٍ سواء، نظرًا لما يوجد بها من تنوع، بالإضافة إلى إنها فرصة نادرة لمشاهدة كل هذه الأفلام غير التجارية التي يصعب مشاهدتها في صالات العرض العادية مثل فيلم "تحقيق في الجنة" وغيره.
كما يشارك في المهرجان فيلمان يمثلان السينما الفلسطينية "خارج الإطار أو ثورة حتى النصر" و"مادة سحرية تتدفق بداخلي" اللذين اهتما بتوثيق تاريخ الصراع العربي الفلسطيني، والمزج بين الحاضر والماضي ولكن كل فيلم منهما يقدم هذا من منظور مُختلف.
يشارك بمهرجان أيام القاهرة فيلمان عن السينما الفلسطينية "خارج الإطار" و"مادة سحرية تتدفق بداخلي"
كما يشارك فيلم "بيت البحر" الذي يحكي قصة 4 شخصيات من جيل عربيّ يطوفون فوق أنقاض عقائد وقضايا وقيم أسلافهم. ويظهر الفيلم مدى عدم اهتمامهم الفكري والعاطفي تجاه الأحداث المهمة سواء من حولهم أو في حياتهم اليوميّة، وفي علاقاتهم. حيث يجلس الأربعة في منزل من هندسة المعماري العراقي الشهير رفعت الجادرجي، تمتزج فيه العمارة الحداثيّة بالإسلاميّة، وضمن مكعّب إسمنتيّ معلقّ على شاطئ صخريّ تضرب به أمواج البحر المتوسط، لنرى ونسمع محادثاتهم وأفعالهم المتتابعة التي تعكس الفراغ والفوضى التي يعيشون فيها.
اقرأ/ي أيضًا: مهرجان "كان" السينمائي.. لن يعبر أحد عن هذه الدورة مثل كلاوديا كاردينالي
أيضًا يمكننا في مهرجان أيام القاهرة السينمائية مشاهدة أعمال المخرج العالمي "مارون بغدادي" الذي تخرج من معهد العلوم السينماتوغرافية العالية في باريس، وعرض أول فيلم له "حروب صغيرة" عام ١٩٨٢ في مهرجان "كان" ضمن نخبة من الأفلام المختارة في فئة "نظرة ما"، وكانت فرصته للاحتكاك مع جمهور عالمي. ثم أخرج مارون بغدادي فيلم "لبنان بلد العسل البخور" الذي يعبّر عن مأساه الحرب الأهلية اللبنانية. وفي عام ١٩٩١ أخرج فيلم "خارج الحياة" الذي فاز بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان "كان" مناصفة مع فيلم "أوروبا" للمخرج "لارس فون ترير". كما تشمل مسيرته السينمائية ثمانية أفلام روائية بالإضافة إلى 13 فيلمًا "وثائقيا" ومجموعة من الأفلام القصيرة وتسجيلات الفيديو.
اقرأ/ي أيضًا: 4 أفلام لبنانية مميزة عليك مشاهدتها
ويختتم مهرجان أيام القاهرة السينمائية بفيلم "النسور الصغيرة" الذي يعيش فيه البطل، ابن العامل البسيط، في مدينة الاسكندرية، يحلم بأن ينتقل إلى مدينة القاهرة، ليصبح صانع أفلام. هناك، يتعرّف على سلمى وبسام، اللذين يجد فيهما ما يفتقده من الثقة بالنفس، وذلك بعد معرفته أن والديهما ينتسبان لليساريين من سبعينات القرن الماضي، بالتالي وقفوا ضد نظام ظالم، فيبدأ بالبحث في حياة والده، لعله يجد في تاريخه شيئًا غريبًا يمكن له أن يحكي عنه في أفلامه، ليقارن بين حياة والده التي قضاها في العمل وكسب قوته بيده لتربية أبنائه، في مقابل حياة والدي صديقيه. وينتهي به الأمر إلى أن يكتشف أشياء مهمة لم يكن يبحث عنها في البداية.
يعرض بمهرجان أيام القاهرة عددًا من الأفلام التي يعتبرها النقاد من أهم معالم تاريخ السينما العربية، كذلك أفلام أُنتجت حديثًا
ويعرض خلال مهرجان أيام القاهرة فيلم "بيزنس كالعادة" الذي حصل على العديد من الجوائز. يحكي الفيلم قصة المخرج السينمائي الهولندي "أليكس بيتسترا" في الخامسة والعشرين من عمره عندما تلقى رسالة من والده التونسي الذي يرغب في لقائه، بالرغم من أنه لم يره منذ أن كان طفلًا صغيرًا. وفي الأعوام العشرة التالية، يحاول البطل بناء علاقة مع عائلته التي وجدها حديثًا في تونس، فيحاول أن يقنع أخته ياسمين "نصف السويسرية" بأن تشاركه رؤيته أيضًا. ويضطر في سبيل كل ذلك، إلى التعامل مع الخلافات الثقافية التي تؤدي إلى سوء تفاهم، بل إلى توقعات خائبة بينه وبين والده، ولكن يجب عليه أيضًا أن يتناول العلاقة مع والدته الهولندية. بالتالي يحكي الفيلم عن قصة "الهوية" التي تعتبر ذات أهمية كبيرة في المجتمع.
تعتبر أغلبية أفلام مهرجان أيام القاهرة السينمائية أفلامًا دولية وعالمية؛ نظرًا لترشيحها أو حصولها على جوائز قبل عرضها في هذا المهرجان، بالتالي يعتبر المهرجان ملتقى مهمًا للمهتمين بصناعة السينما ومشاهدتها من مختلف البلدان العربية.
اقرأ/ي أيضًا: