موانيس سنانوفيتش (Muanis Sinanovic) شاعر وكاتب مقالات وقصص قصيرة وناقد من سلوفينيا. نشر عددًا من المجموعات الشعرية، بعضها بالاشتراك مع آخرين: "الأغاني" و"رؤى مزدوجة" و"وداعًا رعاة البقر" و"قوافل هشّة" وأعمال أخرى عديدة. تُرجمت قصائده إلى لغات مختلفة، وأدرجت في مختارات من الشعر الأوروبي المعاصر (منشورات جامعة كينغستون، لندن 2019) من تحرير إس جيه فاولر.
أكتوبر
الرّياح تَعلَقُ في الحماس،
دراما غيرُ قابلة للفَهم
في مكان ما فوق الأرض
مِثلنا تمامًا ريشٌ مُزاح.
الطيورُ حلّقت بعيدًا
كنّا هادئِين في تلك المساءات.
الشاشةُ تشعّ بأسرار الغرباء البعيدين
الذين يشعرون دائمًا بالغثيان
ننام في غرف أخرى حيثُ أجهزة التلفاز مطفَئة.
نتخيّل أنّ الناس في شاشاتنا بأوجه حمراء
نسترقُ السّمع إلى تدفّق دمائهم
خِلال النّهار، نَجلس بهدوء قرب النّوافذ وعلى الشّرفات
بين الحين والآخر، تهبط ورقة شجرة على فضائنا
مثل رسالة
في قارورة.
إنها بلدةٌ صغيرة،
حتّى عبر مطر اللّيل، نستمِع إلى السّيارات المُسرِعة وهي في طريقها نحو المُدن
نحو القرى الباردة أو ربما -نحو- السّاحل
رغم أنّنا لا أرض لنا، نستمر ها هُنا
نُعالِج وحدتنا
نتذكّر كلّ الأوقات التي استطعنا التّغلّب عليها
والتي لم نستطع
الذّكريات أعشاب ناعمة
نعيدُ زرع أنفسنا يانعِين أم ذابلِين،
ندوي في الرّيح
سيكون للحشائش، أيضًا، مكانٌ بيننا
ذاك ما هو عليه الأمر.
...
شكرنا أشياء مُرّة، ولا نشوة في داخلنا
تركناها للرّيح، التلفاز، المطر، السّيارات
نُنصت،
مُندهشين.
ماذا رأيتُ؟
أيّامً مُشمسة، إشعاع أوراق الشّجر على السّقف،
رفرفة الغسيل الطّازج، العرق المُعتَصر من العضلات
مثل عصير عُصِر من حبّات العِنب
السّاعات التي حلّق فيها الضّوء فوقنا
كَغِطاء سريرٍ، رقيقِ مُموّج.
...
السّاعات،
التي تمدّدت أركانها المُظلمة عبر مستوطناتٍ برمّتها
الجراد العظيم الكبير يقفز خارجها بأقنعته البشرية
الخوف الذي ينتشر كغاز الضحك،
الانشغال الذي تسبّب فيه لسببٍ ما
والأوبئة التي ظهرت للأسباب الخاطئة جميعها
كما تفرّع الإنسان من قطرةِ بذرة
مُشبعًا بالإيمان، أحرّر المرساة داخل السّماء،
وأستشعرها حين التقطت.